الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

intuition drift



سموه الحدس ,, سموه الإلهام .. سموه مس الملائكة .. سموه الحاسة السادسة ,, أيا كان اسمه

نعم هو ذاك الشعور الذي يتصاعد فجأة .. هو ذاك الإنذار الذي يدوي لا إرادياً في الداخل ..
ينبغي ألا تكون هنا .. ليس هذا مكانك .. أنت لا تنتمي إلي ذاك المحيط .. أحذر لابد لك أن تنعطف هنا ..

أسفل الرقبة .. قشعريرة فجائية ... ضيق في الصدر .. خواء في الأذن أو صفير .. شرود وقتي سابح بلا هدف ...

إنه يخبرك أن هذا ليس موقعاً جيداً لطاقتك .. أو لمصيرك .. أو لقدرك ..
ليس منطلقاً جيداً ليومك .. أو ربما لحياتك بأسرها ..

"ويرسل عليكم حفظة"



وقتها ينبغي عليك أن تتفكر لوهلة .. لماذا .. ينبغي عليك أن تدير (الدريكسيون) 180 درجة علي الأقل .. تنعطف .. تعود أدراجك..

اتبع ذاك الحدس داخلك .. ثقة منك بوجود تلك الخطة القدرية .. وأن ما يصيبك لم يكن ليخطئك ...

لا تتمادي .. لا تقدم .. هدئ السرعة .. فأمامك طريق غير مكتمل .. أو منزلق خطر ..
وربما ...


هاوية

ورع الصراع



" دعوها فإنها منتنة " .......

أولئك الذين فقهوا فقه الحياة الجديدة .. فقه الحضارة .. فقه القرن الواحد والعشرين ...
فقه النظام العالمي الجديد .. وانتصار الليبرالية الحالي ... فعلموا أنه لا مكان لهم في هذا الصراع وإن انفتحت لهم أبواب الحظ .. وانكشفت لهم ثغرات يدلفوا منها من الهامش إلي بؤر الضوء ...
ولكنهم عرفوا حقيقة ذاك الوهم العالمي ... واكتشفو خطة ابليس الأخيرة .. التي أتت أكلها .. بل خيراً مما توقع ,,


أولئك الذين كشفو حقيقة التسليع العالمي ,, والتشيؤ .. والأذرع الخفية التي تحكم العالم .. وعلموا أنهم عبيداً لمالكين لا يمكن معرفتهم و قتالهم ...
فاكتفوا بوصايا النبي في الفتن .. أغلق عليك بابك .. وعليك نفسك
ولكنهم عرفوا الفارق الخفي بين السلبية .. وبين ورع الصراع ... أن يتورع المرء فيترك لصراعات برمتها ..حين يكون حتي الطرف المدعي الحق ..هو جزء من خطة الشر ...
هم يريدونك تعترض .. وتكتب .. وتناقش .. وتتخذ موقفاً ..
إن موقفك الوهمي هذا هو محض خطوة في خططهم ... أنت تواريهم ... وتزيد الفرقة هناك بين الحشود في الأسفل ..

هم يريدونك حائراً ... تبحث عنهم .. تتقصي رموزهم ... والاعيبهم .. ذاك التقصي العابث ... فرحاً بما يلقونه لك من مفاتيح تزيدك حيرة ..

فقط اعتزل ذاك الصراع العالمي الكبير برمته ... واجتهد ألا تكون جزءاً من الخطة .. لا تتقولب كما يريدونك .. تفكر كما يريدونك أن تفكر ... وتحلم بأحلامهم .. وتسعي لنوعية من الرفاهية هم زرعوها فيك ..




استمسك بالذي أوحي إليك .. هو سبيل النجاة الوحيد .. اصبغ به روحك .. وأجره علي قولك .. واجعله مرجعية (دماغك)
MAKE IT YOUR EXCLUSIVE ATTITUDE IN  LIFE
"وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك "
"ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً "

اسأل الله الثبات ... وإياك أن تركن إليهم .. إياك أن تتلطخ بأدرن ما يسمونها المدنية الجديدة ..

هناك الكثير من الفخاخ اللاشعورية في الميديا العالمية .. علي الانترنت .. في التلفاز .. في التعليم ,, في الدراما العالمية .. وفي الأخبار ,, في الجرائد .. بل حتي علي منابر الدين .. فاحذرها ...

لا أقول هنا أن تنغلق علي نفسك .. وتنكب علي القرآن وحده ..
ولكن نقول أن تحذر الفخاخ لمنصوبة لافتراسك .. لإحالتك قالباً ..

ومن خفي تلك لفخاخ .. فخ قالب ((كن مختلفاً ))
أن تشعر أنك مختلف .. الفردية المغرقة في ألأانا والاستعلاء ,, مرض المثقفين العرب من الشباب ... أنا مختلف ,و أنا بفكر
أنت لست سوي عدد من شريحتهم المستهدفة بطريقة التفكير تلك ..



والفخ الأخر .. فخ نظرية المؤامرة ... (قد يظن البعض أني اتحدث من منطلق الإيمان بنظرية المؤامرة)
أن يشغلوك بنظرية المؤامرة .. يملؤون بها عقلك .. يصيبونك بجنون الارتياب .. يحرقون أرضك قبل زراعتها ..

إن المؤامرة الفعلية التي تحاك هي أن يجعلوك تؤمن بأن ثمة مؤامرة ما تحاك ..
DILEMMA ...HA??j
المخرج الوحيد من هذه الأحجية أن تتورع عن الصراع كما تتورع أن تخوض في أصوله .. وتتورع عن أخباره ,,
تتورع حتي عن استكشافه .. تتجاهله وكأنه ليس هناك ..
فما نظنها إلا فتنة الهرج التي حذر منها النبي .. وجعل المخرج منها لاكتفاء بالنفس .. والانكفاء علي بيتك وأهلك ..

"" وإن دخل علي بيتي ؟؟"

"فألق ثوبك علي وجهك .. وقل ربي الله "

ولئن تعض علي جذع شجرة !!!!




الاثنين، 28 ديسمبر 2009

الراحة في الإراحة ...



الراحة في الراحة ... والسلامة في السلامة ..
راحة البال في إراحة البال ..
 من كل تلك الصراعات الكبيرة .. والصغيرة
والصغيرة أهم لأن أولئك الذين قدروا علي الكبيرة فتركوا الصراعات الضخمة وآثروا حياة الهامش البيضاء اللذيذة
هم أكثر عرضة لنسيان الصراعات الصغيرة ...

هناك حول مقعد المواصلات .. والمتسع لركن السيارة .. وانعطاف مفاجئ لسائق الجوار ... وكلمة نابية من تافه يستند علي أحد الأرصفة ..
وتأخر موعد الطعام ... وضوضاء مؤقتة لأطفال الجيران ... وغيرها من المواقف التافهة ولصراعات الصغيرة التي تعكر صفو السعادة وتتتراكم وتتراكم لتؤدي إلي غبار ضخم وركام هائل يدفن ذاك الصفاء النفسي المتحقق بترك الصراعات الكبيرة ,,,



وسلامة الصدر في سلامة الصدر ..
النوم أسهل .. وأعمق .. والابتسامة أصفي وأقرب من القلب ...
والحياة أكثر توفيقاً ... والرزق أكثر بركة ...
بسلامة الصدر .. ألا يوغر صدرك اي ضغينة أو غل لأحد .. وإن كان لك الحق فيه ..
((ولمن انتصر بعد ظلمه فآولئك ما عليهم من سبيل .........

ولمن عفا وأصلح إن ذلك لمن عزم الأمور))

لا تعبأ .. ولا تكن حاد الطباع .. غليظً قاسياً .. فظاً .. متعللاً بالحق .. والقوة .. والجرأة أو الكاريزما

قال النبي  (حرم علي النار كل سهل هين لين قريب من الناس)

لا تمد عينيك إلي ما في أيديهم .. بل لا تمد عينيك إلي ما في يديك لو أرادوه ...


((فالرغبة اصل كل الشرور)) بوذا

((ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره)) الشافعي 


يعني من النهاية .. راحة القلب في إراحة الدماغ ..
وسلامة الدماغ في سلامة الصدر..

امتطاء القصواء ..



النبي يدخل المدينة ممتطياً ناقته القصواء .. الكل يفرح بقدومه .. الكل يعرض أن يسوقها فينزل النبي في بيته ..
كل القبائل تشد خطام الناقة .. مختلف الوجوه تتطلع إلي لجامها ..

يطل النبي بوجه اللين قائلاً ك دعوها فإنها مأمورة ...

هي تعلم أين تركن .. ومتي تسير ... وأين تبرك ... ومتي تستريح ...



وهكذا هي نوقنا التي نمتطيها في الحياة .. نفوسنا التي نركبها في جسر متهالك يسمي الدنيا ....
مختلف الدعوات تنادي حولنا هلموا .. كثيرين يتبرعون -بنفعية مستترة_ أن يحملوا لجامها علي أن ننزل علي أرائهم ونحل علي دعواتهم وأيدولوجياتهم ..
ربما تتصارع الصيحات ... وربما يتساقط عند أقدام الخلافات المنهجية والنظرية الكثيرين ...
ويتحير عند جثث المتساقطين أكثر ...

ويتوه الأبناء في خضم المناظرات ... وتتعالي نوبات الاضطراب والتوتر والتأفف ....

فياليت وجه التوكل يطل صائحاً فيهم وفينا ,,, في المنادين والداعين .. وفي توجسات النفوس :

دعوها فإنها مأمورة ....!!!


السبت، 26 ديسمبر 2009

أمنية النبي المؤجلة




تاسوعاء ..
 ( لئن عشت إلي قابل لأصومن التاسع )..
لو عاش الحبيب لعامه المقبل لصام التاسع مع العاشر .. ولكنه قبض في سنته تلك.. صلي الله عليه وسلم ..

سنة للنبي سنها .. ولم يفعلها ..

فاجعل نيتك فيها تحقيق أمنية من أمانيه .. وانفاد نية من نواياه ..

اشعر بتلك الصلة التي تربطك به .. حين قرر هو .. ونفذت أنت ..

تاسوعاء .. الأمل المؤجل .. المتحقق بغيره  ...

تاسوعاء .. ارتباط النية بالفعل .. يربط النبي بأمته .. إلي يوم الدين ...

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

ومضات 1



* أردت أن أعصي الله مرات ومرات ... أراد فيها الله ألا يُعصََي ..



* من انتهازية لشيطان .. أنه حين تنتهي له جولة .. يسقطك في نهايتها ... لا يتوقف مع الجرس الذي أعلن سقوطك .. وإنما يواصل ركلك وأنت علي الأرض ..
فإن سقطت .. فاحذر .. هناك المزيد
فالسقطة تجر ركلاتها .......

 EBLEES kicks more .. when you are already down





* أحياناً يلقي لك القدر أشياءاً في طريقك .. وأشخاصاً .. ومواقف لا تتعدي لحظات .. لا تملك فيها متسع من الوقت للتفكير
(مواقف القرار اللحظي) .. لاختبار مدي رسوخ الهيكل الإيماني والنسق الرباني في روحك .. حتي انصبغت به أفعالك المنعكسة .. وحركاتك اللاإرادية .. وقراراتك السريعة ..

هي ابتلاءات يومية لحظية (فلاشية) سريعة .. تقيم الجانب الخفي من المعتقد الإيماني .. (الجذور) .. الجانب المغمور من الجبل الجليدي تحت سطح النفس ..

فنجاحك فيها أو فشلك في اختباراتها يعطيك تقريراً ميدانياً .. ورفع حالة . وتوصيات لما يجب اتخاذه والتركيز عليه في مرحلة قادمة ..

تتراوح هذه المواقف ما بين اختبار ..كتم الغضب وكظم الغيظ .. الصبر .. التواضع .. الإيثار .. الإخبات لله .. العفاف ... الاستسلام .. وهكذا .....................

faith firewall



جدار الحماية الإيماني ... بلا استثناءت ...
إن تلك الفيروسات الظلامية المتربصة بأي إغلاق مؤقت لذاك الجدار المنتصب حول المؤمن ...
فلا تطفئه لحظة ...
لا تتعلل ..
نعم هو أحيناً يثقل بعض الحركة .. ويشغل مساحة ما من الذاكرة المؤقتة (الرامات اليومية) ..
ولكن إن انطفأ وهلة .. لخسرت كماً من الـ(داتا) الحيوية ستبقي نادماً عليه طويلاً .. وستخسر كماً أكبر من الرامات إن أردت لتوسعة لنفسك علي حسابه ..

ومع السوفت وير الرباني .. ونظم التشغيل الإيمانية .. لا يوجد rescue disk ..
ولا سبيل لعودة البيانات المفقودة .. بعد تفشي الإصابة بالظلاميات والشيطانيات ...



واحذر أيضاً .. أن تبقيه مفعلاً دون تحديث يومي .. ليواكب ذاك التطور الهائل والسريع واليومي لسبل الإصابة بالشيطانيات ...
daily update is a MUST

اشحن نفسك يومياً .. بالورد القرآني .. بموعظة ... بتفكر ... بركعتين في جوف الليل .. بدقائق ذكر يأخذ النفس بتمامها ...
المهم أن تجدده يومياً ..

وافرح .. فمع كل يوم يقوي ويقوي .. حتي يصير جداراً فولاذياً لا تخترقه أدق شرر الشيطانيات .. ولو حدث فهي لا تصيب السوفت وير بعد الآن ..
ومع الوقت لن يحتاج منك الأمر .. إلا أن تتوقف لحظة .. وفقط تفعل شيئاً بسيطاً ..
REBOOT


الاثنين، 21 ديسمبر 2009

مناجاة ... ((العبد للمعبود))



((قل ياعبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ))

سبحان من حفظنا بفتحة الباء من تشديدها .. فقال ياعبادي .. ولم يقل ياعُبّادي ...

يارب إن لم أكن عابداً .. فلا زلت عبداً ...

فيارب إن لم أتحقق بصفات العبادة من الطاعة والإنتهاء عن العصيان ..
فلا زلت متحققاً بصفات العبودية .. من الذل والافتقار والإذعان ..

فيا من هو إلهاً ورباً ... ارحم من هو مخلوقاً وعبداً .....

اللهم إن كنا كلنا ملائكة .. فعلي من تتنزل رحمتك .. وأين يعمل عفوك ..

الهم يامن لست بخيلاً فينتظر السؤال .. والإلحاح ليعطي ...
افتح علي خزائن رحمتك وعفوك ...

يامن سبقت رحمتك سؤالنا الرحمة .. فتفضلت علينا بالتوفيق لسؤالها ..
فأنت المتفضل بالتوفيق لسؤال الرحمة .. المتفضل بإنزال الرحمة بعد السؤال ..

فأنت المتفضل أولاً .....  وآخراً ....

إلهنا .. سألتنا أن نكظم الغيظ .. ونكتم الغضب .. وجعلته من الكرم والإحسان ..
فارفع عن غضبك .. ولاتنزلن علينا بالعصيان سخطك ...
فإننا إن استحققناه بالعصيان .. فأعف باستحقاقك أوصاف الإحسان  ..

إلهي أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا ...
فأعف اللهم عمن ظلم نفسه ....


من العصمة ألا تجد







هو لا يريدك أن تسقط ... لا يريد أن يراك وقد جعلته أهون الناظرين إليك ..



لا يريدك مغروراً بحلمه وستره .. تهدي للشيطان أحد أنعم الله عليك وهو الستر قرباناً ...


هو يعصمك ... يضع لك عراقيل المعصية .. لتتذكر ...



(ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)



هو يغلق عليك أبوابها وقد كانت تعرض عليك من قبل في أوقات قوتك الإيمانية ..



هو يتدخل بعنايته .. يحوطك .. لا يلفظك .. رغن كونك تتحري اسباب غضبه ... وتخطط لعصيانه .. وتدبر لفجور نهاك عنه ...



هو يصيبك .. ينتزعك .. يهزك للإفاقة ..



هو يخبرك أنك لست عليه بهين .. أنك عليه عزيز بفضله لا بعملك ...



((هانوا علي لله فتركهم للمعصية .. ولو عزوا عليه لعصمهم ))



فمن العصمة ألا تجد .. للعصيان سبيلاً .....



ولكن احذر .. احذر .. أن تصر علي أن تفعلها رغم استغلاق أسبابها ..



اخشي أن يغضب عليك غضبة تسحقك ..



لقد قلت كثيراً ((ستجدني إن شاء الله صابرً ولا أعصي لك أمراً ))



فاحذر أن تصل إلي مرحلة (( هذا فراق بيني وبينك)) ...



هو أرحم بنا من الأم بوليدها .. يحوطك .. ويحتضن شهواتك ...



فالقي بنفسك تحت قدمي طاعته .. وابتهل في حضرته .... ((خلصني)) .. ((انقذني)) ..




والله لأظنه أجمل عند الله من الطاعة ... بكاء ذاك الذي تحدثه نفسه بالمعصية .. وتغمره وسوسة الشيطان ووتسويلات نفسه ... فلا يجد لنفسه قوة حيالها سوي أن يقف بين يدي الله .. سائلاً المدد ولمعونة والتثبيت ((إذ يوحي ربك إلي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا))






ياله من صوت ذاك الذليل الذي لا عمل له .. ولا خير فيه .. ولكنه يعلم أن الله قادر علي انتزاعه من براثن الطاغوت .. وانتشاله من هاوية الفسوق ... منادياً :



يارب لا حيلة لي .. ولاقوة لي .. ولا طاعة لي فاتقرب بها ..



فإن كنت تقبل الطائعين القانتين الصالحين .. فمن للمذنبين أمثالي ..



وإن كنت تنصر المحسنين والمتعبدين ... فلزلت رغم عصياني لك عبداً .. فمن سواك أرجو .. وانت الرجاء .. وإلي أي كنف أركن .. وأنت الملتجأ ..



يارب لا تنفعك طاعتنا .. ولا يضرك منا العصيان ... وحاشاك أن يكون رضاك متعلقاً بتوافه أعمالنا .. وحاشاك أن تكون رباً للطائعين دون العصاة ..



فيارب كل شيء .. أنا شيء ..



ويا خالق المخاليق .. لم أزل مخلوقاً ..



يامن رحمته وسعت كل شيء ......... يا إلهي أنا شيء .. فتغمدني بالرحمة ..



يارب سميت نفسك الولي .. مجرداً .. وحاشاك أن يتعلق اسمك بخلق من خلقك فلا يقوم إلا به ...



فأنت الولي .. مطلق الولاية علي كل شيء ..



فتولني ..






الأحد، 20 ديسمبر 2009

alter your perspective






إنهم يقولون فكر بشكل مختلف .. بإيجابية .. بإبداعية .. يقولون غير من نفسك .. وكن شخصاً سواك ..



وهذا لن يصيبك إلا بمزيد من التخبط والضياع .. وإن أعطاك بعض الإيجابيات المؤقتة . هي مجرد مسكنات ما قبل الإنهيار ..


اعلم أنك لن تستطيع أن تكون غيرك .. لا يمكنك إلا أن تكون أنت ..


ولكنني تفكرت قليلاً .. كيف تستطيع مضادات الاكتئاب تحسين حياة النس .. جعلهم يتعاملون ويتعايشون مع أنفسهم ومع من حولهم بشكل أفضل .. هي ليست نوعاً من التعاويذ ... كما أننا لسنا مجرد آلات كيميائية تشعر بالسعادة بكبسولة وبالحزن بكبسولة ..



كل ما تفعله هو تحسين الحالة المزاجية .. وتقليل أعراض القلق والحزن الجسمانية (سواء بمنع امتصاص السرتونين ssris ..أو تثبيط إنزيم mao..) .. فتجعل الإنسان يبدأ في رؤية حياته من المنظار الأبيض ... النقي . الحيادي .. يلمح البسمة في عمق التراجيديا اليومية ولا يكتفي بالظاهر الأسمر .. يري إمكاناته ومؤهلاته ويبدأ في تفعيلها ..

كل ما تفعله الكيمياء العلاجية هو إدخاله في حالة من الصفاء طويلة الأمد .. وتنتظر منه أن يجد ما يسعده ..

لذا فإن أقل مدة للعلاج ثلاثة أشهر في الحالات المؤقتة والعارضة ..


ما أريد قوله هو أن السعادة ليست محطة تصل إليها في حياتك .. وإنما هي محطة تنطلق منها .. هي نظارة تري منها الحياة ..

فالسعادة لا تأتي من أشياء في الخارج .. وإنما هي تنبع من الداخل .. من الاتساق مع الذات .. وحالة الصفاء النفسي ...




لكي تكون سعيداً ما عليك إلا أن تتلبس بتلك الحالة التي يعطيها مضاد لاكتئاب لصاحبه .. حالة الصفاء ..


لكي تكون سعيداً ما عليك سوي تغيير الزاوية التي تنظر منها إلي الحياة ... لا تنتظر تغييراً من الخارج .. تغييراً في لجو المحيط أو المناخ أو إجازة أو و ..

فقط غير الزاوية ........
وما أجمل أن يكون رضا الله عنك .. واتساق روحك مع حقوق الله عليك .. هو زواية رؤيتك للدنيا ..
أن ترتدي نظارة العبودية التفسيرية المريحة الشافية .. لتطلع منها علي الكون ..............


change your perspective



the best anxiolytic


أفضل مضادات القلق ... ومعالجات الأرق .. ومذيبات الاكتئاب ... (مع كامل الاحترام والتقدير للزولام والكالميبام والبروزاك والإسكيتالوبرام)..

tawakolam .....
أقرأها ثانية .... نعم هو الاصطلاح الطبي الفارماكولجي لمعني (التوكل) ..

التوكل .. تسليم القلب لله .. اطلاق النفس تنساب في تيار القدر ... التحقق بالعناية الربانية ... وتشرب القلب بالتفويض والثقة في القيوم ..
الاكتفاء باللحظة الحاضرة . والاهتمام بما طلب منك من القيام بحقوق اللحظة.. ونسيان المستقبل .. ولفظ الماضي إلا بتوبة ...
ترك التدبير بعد استيفاء الأسباب بالجسد .. فلا يدلف السبب إلي القلب .. ولا تنشغل به النفس ...

الإلقاء بكلمات التخطيط الاستراتيجي .. وصناعة المستقبل ... والتطوير الذاتي .. إلي أقرب فرع من فروع الجحيم .. المنتشرة في القرن الحادي والعشرين .. علي ودنه ..


تقديم التماس عاجل إلي القدرة النورانية بالوكالة .. بالقيام بأمورك .. والاختيار لك فإنك لا تحسن الاختيار ..


والتوقيع بكلمة (لا حول ولا قوة إلا بالله ) ..


أو الاتصال بالرقم المجاني عبر الدعاء (( برحمتك استغيث فلا تكلني إلي نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله )


ولا تنس تقديم إقرار العبودية ... ورفع واقع ميداني .. (بأنك إن تكلني إلي نفسي تكلني إلي ضيعة وعورة وظلم وخطيئة ..))


ولا تنس : أنه وللغرابة هناك من يتحقق بالتوكل .. فيلقي الاختيارات الكبري بين يدي الله.. فيستخير للزواج .. ويتوكل في اختيار الحياة الوظيفية .. وربما لم يكن ذك توكلاً وإنما تزييناً نفسياً لعدم القدرة علي المسئولية .. فيتقنع الضعف بالتوكل ..



ولكنه قد يغفل عن المستوي الأصغر للتوكل ..علي مستوي الخطوات الصغيرة اليومية .. فيحمل هم لمواصلات .. والمواعيد .. وضيق الوقت .. وإجهاد لم يأت بعد .. ومفاجآت لم تقع ..


إن التوكل منظومة كبري .. معالج ضخم للنفوس .. soul processor ....


يلع الإنسان عن نفسه عناء التدبير الداخلي صغيره وكبيره .. ويسبح مستسلماً لتيار القدر المعتني .. منتشياً كالطفل علي صدر أمه ... لا يعرف قلقاً من لمجهول ..

(هل رايت يوماً طفلاً خائفاً علي صدر أمه ..؟؟؟!!! )




((التوكل حالة داخلية لا علاقة لها بالجسد أو استيفاء السبب ..))

الإنتهازية الإبليسية



طويل البال .. ينتظر .. يتربص .. يعمل في الخفاء .. يرضي بأقل ثقب لا مرئي في جدار المقاومة ..


انتهازي مغرق في انتهازيته .. ربما لم يظفر منك بعصيان أو غفلة .. فينتظر حالة إنسانية عادية ليدلف منها ...


ينتظر منك مللاً عادياً من نمط الحياة .. فتوراً .. فيدعوك إلي بعض التجديد ... وإضفاء الألوان ..!!

ينتهز إحباطاً ما لم تقدم أوراق التماسه في سجدة .. فيمد لك يد الأمل الأسود الطوييييييييل ..!!


ينتهز ضيق أرق مؤقت .. وتأففاً من ضياع النوم ... ليشكك في فاعلية الذكر ...!!!

ينتهز غضبة تفقد فيها السيطرة ...


ينتهز خلوة .. لا يراك فيها أحد ...


ينتهز نعمة .. فينسيك بلذتها حق شكرها .. أو يفتنك بها فيلهيك بها عن القيام بحق الله عليك ...


وينتهز وينتهز .. لا حدود لانتهازيته .. لأنه لا حدود لحالاتنا وتنوعاتها ...




((وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً))


فلتكن علي يقظة من مداخله وحبائله وفخاخه .. وشراكه المنصوبة ..


ولتكن أكثر حذراً حينما يعتريك ضعف ما .. حالة ما ... ركود ما ...


وزي ما كان بيقول عمو كلينت ايستوود للأخت هيلاري سوانك في فيلم (milion dollar baby ) ... ((أوعي تنسي في غمرة الهجوم باليمين إنك تحمي وشك بالشمال))

always protect yourself.... never forget


نعم يمكنك أن تفتر عن الطاعة قليلاً .. يخمل منك الذكر أياماً ... (فإن الطاعات هي الهجوم الإيماني التعبدي)


ولكن ليس لك أبداً أن تسقط جدار حماياتك .. أو تغفل عن دفاعاتك .. في أي حال من الأحوال.....

إنه ينتظر فسحة قليلاً .. ينتظر برهة من الغفلة .. وهناً في يسراك التي تحمي وجهك ... ليرديك لعدو بالقاضية ...

إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

السبت، 19 ديسمبر 2009

heart suspension ..(معلق) قلب



قال الفتي لصاحبه يوماً : (الأفلام ماتبقاش أفلام .. لو مشفتهاش في السينما .. أصل السينما جو تاني ... بيكون الفيلم كده زي ما تقول مركز.. والتعايش أعلي .. كأنك عايش مع الممثلين )..


وتذكرها الفتي بعد شهور .. علي أبواب مسجد .. حينما سأل نفسه لماذا لا يجد قلبه مثلم يجده هنا ؟.؟

لماذا الصلاة هنا لها طعم مغاير ...؟؟


((ورجل قلبه معلق بالمساجد)) ... وما أجمله من وصف .. إن قلبه هنا في مكان ما بين نجف المسجد الشاسع .. ينزل إليه حين يدخل .. ويعود لتعلقه بسقف المسجد إن أراد الرحيل ..

فكيف بك تريد الصلاة في البيت ..


الصلاة صلة connection ... بين العبد وربه .. وأي اتصال لابد له من شبكة ... والشبكة تكون أقوي ما يكون عند المصدر ..

والمسجد بيته .. فالشبكة هناك أقوي ..


إذن .. فشبكة الاتصال بالسماء أقوي بالمساجد ..

والاتصال بقلبك ذاته يكون بالمساجد ..


لم يشعر بنفسه إلا وهو يكتب بالطبشور علي باب المسجد ...


the mosque ...
keep connected .....!!!J

وارد (الوارد)



استمع .. انصت .. ارهف السمع .. ألق أذنك هناك .. تحرش بذاك الخفوت الصامت ... اجعله يعلو ويصرخ ...

ولا تنس أن تصم أذان الحس وتستمع بقلبك ...

(إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد)..


فهناك ألاف الرسائل الصريحة والمشفرة التي يبعثها لك الرب سبحانه وتعالي يومياً .. لو التقطها وحفرتها في الروح تدويناً لصرت أسعد الخلق في الدارين .. لو تشرب بها قلبك .. لذقت لذة القرب ... والتي لا ينافسها سوي الرؤية الموعودة لنور لوجه .. المؤجلة للقيامة ...


الواردات الربانية .. والرسائل الإلهية .. متعددة الأشكال .. لانهائية الوسائل ..

سمعية .. آية تطالع عينيك أو تلقي في أذنك ..

ربتة صديق بكلمة راحة أو هزة إفاقة .. وكأنه يعلم تلك الحيرة الدائرة داخلك .. حتي كدت تصيح فيه (من أنباك بهذا)؟؟

((قل أنبأني العليم الخبير) )


الواردات هي تلك الربتات الإعجازية الخافتة .. لك وحدك ... بخصوصية عجيبة بين العبد وربه .. ربما لا ينطبق واردك إلا عليك .. بل ربما لا ينطبق إلا علي حالة من حالاتك ...

هو يهمس في روحك كما نفخ قديماً ..((أنا هنا .. أنا معك...لست وحدك .. هناك من يعتني بك ))


أليس هو المعلن قديماً ((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد))


إذن فارهف السمع .. وانتشي بالربتات .. دون أن تفتن بها ... وافرح بها وتوكل .. ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا))


((إذ يوحي ربك إلي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا))

((إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا .............

تلك






(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)




تلك .. اسم اشارة .. وللبعيد ..


فهي وإن بعدت بالحجاب الزماني والمكاني .. وإن استترت عن الادراك .. وإن كثر حولها الجدل والتكذيب .. فهي هناك .. موجودة .. علي مرمي الاشارة .. مفتحة الأبواب .. تنتظر .. اشارة توحي بفراغ أمر الوجود الفعلي .. وللبعيد توحي بأنه قابعة في أخر الطريق كجائزته .




فسبحان من هون البعد بإشارته لذاك البعيد ..




ومنع عنها صنفين مختلفين من الناس .. لم تمنعهم أعمالهم مثلما منعتهم إرادتهم .. إرادة موبوءة في النفوس .. وغاية مميتة ميتة أفسدت القلوب بعفنها ..


إرادتان .. إرادة الفساد ... بديهية مفروغ من ضياع صاحبها .. في الدنيا والآخرة ..


وإرادة أخري خفية ... إرادة العلو superiority ... تلك الغريزة الدنيئة التي تنمو أحياناً في لقلوب علي حين غفلة . ليفيق المرء علي نفسه مسخاً مستعلياً ...


وليست دائمًا إرادة الاستعلاء تلك تكون صريحة الشر .. أو متمركزة بعلانية حول الأنا.. ولكنها تخدع الكثير بأن ترفع رايات الخير والحق ... وتواري بين نسيج خيوط رايات الاصلاح ديدان الأنا .. والانتصار للنفس ...


وحولها قامت الفرق .. واختلفت الأراء ... وبلغت الصراعات حدتها ..


بل وازيح اسم الله من علي الديانات ورفعت اسماء العباد علي الرايات ..


ولفظوا الوصية ((ولكن كونوا ربانيين ))..


فكانوا وهابيين ..وأشعريين ... وحسينيين ... ويسوعيين ...


ويمينيين ويساريين ..


وتقدميين ... وتراثيين ... و.....وكلاسيكيين .. وواقعيين .. وسرياليين .. ودادائيين ....




ولكن النهاية .. ولعاقبة ليست إلا لأولئك اللامنحازين مصبوغي القلوب بصبغة وحيدة .. العاقبة للمتقين .......

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الأنتخة الحقيقية







رجع تعبان وهلكان .. طول اليوم _زي كل إنسان_ لف ودوران ... وشغل ... وتعامل مع أنواع متعددة من البني أدمين كتير منهم مشحون بالتوهان ولضياع والكآبة .. والحاجات دي معدية أوي .. بتخش جراثيمها كده علي قلب المتوكل علي الله .. واللي مسلمها لله من غير مايحس .. فيصبح بعد فترة ويتفاجأ إنه تحول لواحد تاني .. لقالب من القولب لدايرة في الدنيا كفرانة .. وشقيانة ..ز والابتسامة وراحة البال بالنسبة لها حلم بعيد .. متعلق بضربة حظ بالفوز مثلاً بيانصيب الأالفية الجديدة (زيرو تسعماية أو لعبة الحياة )..




المهم صاحبن اللي رجع هلكان .. عارف كويس إنه لو دخل ينام علي طول يبقي حيسيب لرواسب العدوي بالعبثية اللي معششة في دماغات الناس الفرصة إنها تتكاثر وتستعمر جزء من روحه .. فلابد من تصفية نفسه من غبار الأخرين ..


ومش بس الارين .. كمان ذنوبه .ز وغلطته بتاعة اليوم .. لو نام عليه وعلي (النكت السوداء) التي نكتت في قلبه كما يقول النبي .. حتنشف علي القلب .. عشان كده لازم يمسحها بسرعة (زي بقعة الحبر الطازة) ..




لم يكن يتمني وقته أكثر من الاتكاء علي أريكته الوثيرة أمام التلفاز .. مع تلات سندوتشات سخنين من ايد زوجته المحبوبة (حتي الآن وربنا يديمها عليهم نعمة ) ... أثناء مشاهدة تلفاز ما قبل النوم ..





وكما هي عادة القرآن الذي لا يترك لك مجالاً (للمدوحرة) و (اللماضة) .. والتبرير والزوغان .. وجدها ترن في دماغه ... أن الدنيا ليست هي دار الاتكاء ... وأن من ترك اتكاءة ساعة بعد نهار لعمل لطاحن ربم ابدل بها اتكاءة الأبد


(علي الأرائك متكئون .. تعرف في وجوههم نضرة النعيم)




فأجل لراحة العاجلة دقائق .. ونصب قدمه بين يدي الله .. وصورة (الأنتخة) الكبيرة في الجنة تملأ ذهنه .. ترفعه إلي السماء ..


the runner




هو لم يزل قابعاً في حلبات السباق التي هجرها الناس .. لم يزل يعدو ويعدو في ميادين مقفرة ...

لم يعد أحد ينافس فيها .. ولم يعد أحد يرتادها .. الكل انشغل بصراعات أخري .. وحلبات غريبة .. كلها تعتمد فقط علي المدرجات وجماهيرها والجوائز ليست سوي مزيد من الهتاف ...


أما حلبته وسباقه .. فبل مدرجات .. وبلا جماهير .. إنما أعظم قوانينها أنه لو اطلع عليها أحد بطلت .. واستشرافه لرؤية الخلق له في عدوه يعد (فاول ) .. قد يلغي (أرقامه القياسية ) السابقة ..


هو السباق الوحيد الذي لا يهتم فيه المعلم بكثرة تلاميذه ... والحلبة الوحيدة لتي لا يعبأ فيها المدرب بأبطاله بل يسابقهم .. ويتركهم ليتلمسوا الطريق عبر أثار اقدامه في الأرض العفرة ..


((وما أعجلك عن قومك ياموسي )) .. يناديه وهو أعلم.. ما الذي جعل المعلم يترك حوارييه ويسبقهم في لطريق إلي الميقات ..

فيتعلل .. أن لم يعجل كثيراً .. فهم وراءه .. ولكنه تمني لحظات انفرادية يختلي فيها مع ربه ... (هم أولاء علي أثري .. وعجلت إليك ربي لترضي)) ...


هي ميادين العلاقة الخاصة مع الله .. العبادة الخالصة .. دون انتماءات وأيدولوجيات .. ومسميات .. ومذاهب .. بل دون تفريق داخلي للعبادة ذاتها .. والانقسم حول استحباب الشيء من فرضيته ...

هو الخروج من ميادين الصراع كلها .. والاكتفاء بتلك الخصيصة مع الله .. والمنافسة (الخاسرة) مع الملائكة في طاعته .. واجلاله ..

هو ترك الكراسي .. وتمزيق المناصب .. واخراج الدنيا من القلب إلي اليد ..

وألا يشغله سوي مكانة واحدة ... وهم وحيد .. ألا وهي منزلته في أهل السماء ...


هو من أولئك القلائل الذين لم ينتموا إلي أصحاب اليمين أو الشمال .. الذين تكوروا علي ذواتهم وكفوا لناس شرورهم .. وتخفوا من الأعين .. فكانوا من (السابقون السابقون) ...

بلل الكافولا



طفل صغير .. يحيا في مساحته الضيقة الواسعة من الدنيا منذ ثلاثة سنوات ... هو لم يعدهم .. وإنم أحصاهم عليه أولئك (الكبار) .. الذين يدهسون براءته بقوانينهم ..
ولكنه لم يزل يأبي التلوث إلي الآن ..
إن للبراءة سماتها التي تلتقطها المستقبلات الجائعة لأرواحنا (نحن الكبار) ..
هو لا يحيا مثلهم .. إنم هو يلهو بالحية .. لا يعير اهتماماً للاقتصاد العالمي .. أو لكادر الأطباء .. أو حتي لمرارة التطعيم المؤقتة في حلقه ..
هو ينساب ... متعلق بأمه .. يبتسم .. ويبكي .. ولكنه لا يلبث أن يعود للضحك .. لا تحنقه كرامته ليبقي علي حزنه حتي بعد تناوله ما منع عنه بدءاً ...

تمنيت لو كان لدي مثله .. تلك الطمأنينة الأبدية في عينيه ... وذاك الانطراح الفراشي الغارق في عوالم لفانتازيا الحلمية الساحرة أثناء نومه.. ل يخرجه منها إلا تلك العادة الوحيدة التي تنغص عليهم حياتهم .. وتخلع عنهم وصف أهل الجنان وتعطيهم من الدنيا رقمها القومي .. (حرقان البلل في الكافوله) ...

آه .. لو كان لا يقلقنا نحن الكبار سوي ذاك البلل المؤقت في كافولة حياتنا .. مصيبتنا أننا نضخمه . ونحوله إلي هستيريا جمعية .. ونعطيه من الأسماء والعناوين .. ونحيك حوله الدراسات والرسالات وبرامج الحوار .. وهو لم يتعدي ذك البلل في الكافولا ..

أما هي .. ففتاة تجاوزت سن العشرين ... طبيبة . حتي لا ينسبها أحدهم إلي المبروكين والسذج ..
ولكنها تحمل نفس تلك المعالم الذي يحملها طفل الثالثة المنساب ..
تري أي (حفاضات) تستعمل تلك الفتاة .. فلم تعد تعبأ ببلل الكافولة الفردية .. أو ابتلال الكوافيل الجماعية ...
قبيل الامتحان أجدها مبتسمة منسابة لا تحمل للحظات مقبلة أي ترحيب أو توجس .. هي فقط لا تراي اللحظة القادمة في كادر الحياة ..
حفاضة انسياب وتوكل طفولية مبهرة لم تمنعها ن تحظي بما تريد من زرجة طيبة ومؤهل عال وعلاقة عاطفية نموذجية ..

إن ذك التشنج والتأفف .. وواستدعاء اللحظت القادمة إلي الكدر وحشرها العنيف في أجهزتنا العصبية فالواقع ل يحتمل سوي اللحظة الحاضرة وحدها .. وي محاولة لاستجلاب المستقبل و الماضي يقع علي عاتق الذهن اللبشري وحده ..
فبدلاً من أن تنوء بعالمك الجحاضر وحده .. تضيف إليه ثقل العالم الاستقبالي بل وحياناً أثقال عوالم لماضي بمسميات الندم والمحاسبة والحقوق الضائعة و الانتقام والثار للذات ...

دعوة لطفولية الروح .. لانسيابية اللحظة الحاضرة ... لحفاضة التوكل لتي تمتص همومنا .. وتلقيها علي باب الكريم صاحب العناية ..
دعوة لايقاف القلق .. وإراحة نبضات القلب لمتلاحقة .. وإلقاء الذات في تيار لقدر الإلهي والعناية الفوقية الحكيمة ... ولاستمتاع بنوم هنيئ ..
لا يخرجك منه سوي الداعي الحقيقي لغريزة (البيبي) ..
وربما لذة أكبر من لذة النوم الهنيئ .. بركعتين بين يدي من هو أقرب إليك من أوردة قلبك ....