الأربعاء، 3 مارس 2010

بدون الله .. زيف وعبث


لم أكن أود الكتابة عن الحياة بدون الله .. وقد ذقتها .. من باب الردم علي الماضي .. واحنا ولاد النهاردة .. وحتي لا تعاودني ذكري ايام وحالات بالغة القسوة .. مني .. ومن الدنيا ..



حتي قرأت قول الله "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض فآواكم وأيدكم بنصره"


نعم .. اذكروا .. فأيام كتلك لا يجب أن تنسي .. ونعمة كاقتلاعك منها يجب أن تظل منتها نصب عينيك .. تحميك من مماثلة تلك الحياة في اية أشكالها .. كما تملؤك شفقة علي أولئك الماضين في نفس الطريق... أراهم وأنا عائد من أقصي نهايته ... من أعماق الهاوية في أخره ..


أناديهم .............






يالها من حياة تلك التي انمحي منها التمحور حول الله ..


لا أدري كيف حييت وقد غاب الله عن ذهني ..


كيف تستطيع أن تتحمل أن تحمل عالمك كله وحدك .. دون أن تري يد الله تعمل في الخفاء .. دون أن تري العناية تتغمدك .. وعين الله تطلع علي أدق جزئيات حياتك ..


كيف بك تقبل أن يلتهمك القلق .. والمجهول .. وأنين المظلومين والفقراء ... ووطأة الحياة المادية .. وثقل متطلبات الحضارة الجاهلية الحالية القائمة علي تسليع الإنسان وقيمه ..


وتشييئ المعنويات .. ليصير كل جميل محسوس .. شيئاً .. متكوراً .. يباع علي رفوف المولات ...






كيف بك تقبل بحيرتك أمام أسئلة أبنائك علي الطريق .. ومعايير الحكم علي الأشياء ..


كيف بك أنت .. لا تحمل معياراً للحكم ترضاه ..


كيف بك في أعماق أعماق تخشي الموت .. وتحيد عن ذكره .. وتهرب من التفكير في النهاية .. وبالتالي القيمة الحقيقية لما تحيا ولما تملك ..


كيف بك تلهي ذاتك بألاف الأشياء .. وألاف الأشخاص .. وألاف السلع .. فقط تحاول أن تنسي .. أنك لست سعيداً ..


كيف بك تجتهد .. وتدفعه أموالاً طائلة لترسم ابتسامة مؤقتة خادعة مخدوعة .. مستأجرة علي وجهك .. لئلا يعلم الناس .. أنك شخص زائف .. ضعيف .. قلق .. ضائع .. حائر ..


كيف بك تهرب إلي ألاف الأفلام والرواياات والتمثيليات ,, وحكايات الأصدقاء .. لتهرب من دراما حياتك .. وتخلق ألاف الأعذار الواهية والحجج الزائفة أن هناك من هو أشد بؤساً .. وأنك أحسن حالاً ...






لحظة ... أنت هناك .. بدون الله .. بدون منهجه .. أنت زائف ..


زائف ..


وهكذا ستبقي ..






إلي أن تعود إليه .. وفي لحظتها .. ستبدأ عملية إعادة تخليق الحقيقة فيك ..


ستمتلئ صدقاً .. وحقاً .. ويقيناً ..


ستعتدل معاييرك .. وسترحب بالموت إن كان يحمل اختيار حبيبك بلقائك ..


ستقف أمام المرآة .. لتعلن لنفسك في أشد لحظات الحياة ظلاماً .. أنك سعيد حقاً .. وأنك لست خائفاً ..


وأنك لست زائفاً ..






وأنه قد اصبح للحياة معني ..


بل لما بعد الحياة ..