الاثنين، 9 أغسطس 2010

القصور الذاتي .. spiritual momentum


أحياناً نغتر بلذة العصيان .. ونتعجب كيف بنا نحيد عن طريق الله ولم تزل في نفوسنا السكينة .. أو بضعة من راحة البال ..

لا تغتر .. فإن لطاعة الله .. وللعلاقة القديمة مع المولي دفعة وطاقة طمأنينة قوية ..
قوية لدرجة أننا نبقي سائرين بفعل القصور الذاتي .. حتي بعد أن نحيد عن الطريق ..
ولكن حين تخفت تلك الطاقة .. بغتة .. ينقلب كل شيء ..

وذاك القصور الذاتي الإيماني .. له غاياته الحكيمة .. حتي أنك إذا عدت إلي طريق النور .. ورجعت بالندم إلي رحاب المولي لم تحتاج أن تبدأ من جديد .. فقط بضعة شحنات لبواقي طاقة السكينة الربانية .. وها أنت تنطلق ثانية ..

فاحذر أن تحرق المعاصي طاقة القصور الذاتي الإيماني الباقية في نفسك .. واسرع في العودة كلما حدت .. وكلما أذنبت .. للاستفادة من بواقي الطاقة ..

وأحياناً نبقي علي خير بعد أن نسقط من طريق السائرين إلي الله سنوات .. يحلم علينا الله .. ويتجاوز عن تبجحاتنا .. كل ذاك وفاءاً منه سبحانه وهو العزيز للحظة صدق قديمة واحدة منا ..
فكما يقول الشافعي " الكريم من يحفظ وداد لحظة "
ولكن هيهات .. أحياناً نستفرغ رصيد الصدق .. وينفذ منا عنده رصيد الحسنات .. ولا يبقي حينها سوي العقوبة ..
تنزل بغتة .. وقاصمة ..
فاحذر .. أن تبذر رصيد الخير القديم بذنوبك .. فلا يبقي لك خيراً يحميك من سطوة العقوبة ..

الأحد، 8 أغسطس 2010

الهوية .. أو .. الهاوية


لدينا في دواخلنا أجهزة معقدة للغاية للكشف عن المتسللين ..
نعم .. لدينا ..

أجهزة قد نطلق عليها "بصمة الروح" ..
وما أولئك المتسللين ... سوي تلك الأشباح التي تتلبسنا في سيرنا نحو الآخرة ..
الأشباح التي نطلق عليها بحماقة أنها أنفسنا ذاتها .. وهوياتنا ..
فأحياناً .. وبوجود عدة عوامل .. نصبح اشخاصاً آخرين .. غير ما كان يجب أن نكون .. وغير ما كانت إمكاناتنا الروحية تؤدي بنا ..
وغير ما ترددات أرواحنا يوصل ..
نتلبس هويات مغايرة ..
لا تنطبق علي أرواحنا .. وببساطة تكشفها أجهزة بصمة الروح .. وكاشفات نكهات الهوية الداخلية ..

وترتفع أجهزة الأنذار ...
دخيل .. دخيل ..
وهذا الدخيل .. ليس سوي أنت نفسك ..
عذراً .. اقصد .. أنت حينما لم تصير نفسك ..
حينما صرت شخصاً غيرك .. غير ما كان ينبغي أن تكون ..

الانذار ... اضطراب .. وخواء .. واغلاق للأبواب لئلا يتسلل الدخلاء إلي اسرار الذات الخفية ..
فلا عجب أن تشعر حينها .. أنك لست تدري ما تريد .. ولا ما أنت .. فقد أغلقت في وجهك أيها الدخيل الأسرار الداخلية ..

لماذا تتلبسنا اشباحاً فنظنها نحن .. ؟؟
حينما نتواري من ذواتنا .. ونخبئها أمام الضغط الاجتماعي .. ونرتدي اقنعة لاصقة ملائمة لما يريده الآخرون .. لا ما يوافقنا .. وما يرديه رب العالمين ..
وتلك كانت قصة صاحبي :

كنت اعلم أني لم أخلق .. إلا لأسير نحو الله .. هكذا قال لي صاحبي ..
ولكني اخذت أجبر نفسي أحياناً علي الالتفات قليلاً لموائمة الواقع ..
حتي صحوت يوماً .. ولست أنا ..
حاولت أن اشق الأقنعة .. وأحصي الدخلاء . ولكننا للأسف مع الوقت ننسي كيف كنا ؟؟
فلا نستطيع تمييز أنفسنا عن الدخلاء .. ولا نستطيع التعرف علي ذواتنا المدفونن تحت ركام الأقنعة الدنيوية الزائفة ...
مع الوقت .. تتلبس علينا الأشياء .. لا نستطيع الحكم .. أو المقارنة ..
مزيداً من الظلام .. ومزيداً من الظلام ..

لذا عدت للبدايات .. نحيت ذاتي قليلاً .. وتجاهلت أجهزة الإنذار المنطلقة في الداخل .. وعمدت إلي ما يريده الله مني ..
تركت نفسي لكتاب الله .. يشكلني .. يعيد فرمتة عقلي .. ويصطب له مشغلات جديدة ..
يغير أنماط ادراكي للأشياء .. 
ومع الوقت وجدتني ..
نعم وجدتني ..


شعور جميل .. ان تستيقظ يوماً ... فتنظر في المرآة لتتعرف لأول مرة علي ذاك الواقف أمامك ...
أن تقابل ذاتك التائهة بعد سنين وسنين ..

شعور جميل .. أن تعود أنت إليك .. حين تعود إليه ..
0
لكل منا بصمة ربانية .. وهوية .. إذا لم تتوافق حياته ومتوجهاته وأنماط تفكيره مع هويته الداخلية .ز فهو الاضطراب.. والخواء .. والزيف .ز والقلق .. والضياع .... والغضب ... والحنق ..

الهوية .. أو الهاوية ..
هوية اسلامية واضحة .. مناطها الإذعان الكامل .. وقبول العبيد لأوامر السادة .. دون تفكير أو تأويل أو سفسطة ..
هوية واضحة بلا مفاصلة .. و مداهنة للواقع .. أو بيع للأمر بعرض دنيوي زائل .. أو موادعة للخلق علي حساب الخالق ..

................................................................
وبين طيات حديثه ذكر لي موقفين علي سبيل الدعابة فقال :


كان يسير في إحدي الطرق المظلمة ليلاً .. طرق بلاد العرب التي انتشرت فيها البلطجة وقطع الطريق .. حين غابت عنها أنوار الحق ,,
ومن اللاشيء خرج عليه ستة نفر .. التفوا حوله في حلقة تمنعه من الركض ..
وهو كان عداءاً ماهراً ..
لم يستمع إلي أقوالهم ... التي كانت تفوح منها رائحة المخدر .. واسنانهم الصفراء التي تبرق ببريق برونزي مخيف علي نصل المديات "المطواة القرن غزال" المعانقة لرقبته ..
هو كان يعلم ما يريدون ..

تسارعت الأأفكار بفعل الأردينالين ..
موبايل .. ومائة وبضعة جنيهات .. وساعة رخيصة مقنعة بالغلو .. وكرامة مهدورة إن أعطي كل هذا طواعية ..
وأحكام الصائل في الإسلام .. وحكم المدافع عن ماله ..
وهل يستحق كل هذا .. علامة االبلطجية علي وجهه وعنقه .. وهو الطبيب المرموق ..

أم يكتفي بدفعة صغيرة .. وأقل الضرر.. ويعمد إلي العدو .. العدو التي قضت المخدرات علي مستقبله فيه كلاعب محترف لألعاب القوي في مراحل ضياعه القديمة .. وما قبل التزامه ..
هكذا قرر ..

أن يعدو ..

وقبل أن تتحرك عضلة واحدة لدفع البلطجي المقابل .. ليبدأ رحلة العدو .. ومقامرة الندبة مقابل الكرامة ..

وجد البلطجي الأيمن يصيح :
"ثواني يارجالة.. إيه ده اللي في وشه .. انت سايب لحيتك ليه يا أبو الكباتن ؟؟"
لحيتك .. أو يعرف البلطجي الفارق اللغوي بين اللحية .. والدقن ..
هل يدرك الفارق المعنوي بين تلك اللحية النابتة في وجهه .. صغيرة صغر مدة التزامه .. وعودته إلي ربه .ز من عالم الضياع والخواء والإلحاد والإدمان ..
وجد نفسه يقول في هدوء بعدما أعطي اشارة داخلية لعضلته الدافعه بالتريث ..

"سنة عن النبي .. إيه عاوزينها دي كمان "
وهنا تذكر نفس السؤال الذي سأله له صديق الطفولة حين رآه بعد توالي العمر بالأمس القريب .. انت سايب دقنك ليه ؟؟
حينها تنكر من الهوية.. "امتحانات والله يامحمد .. ومش لاقي وقت احلق"
هكذا لم يرد أن يصطدم .. بزميله المعيد الجامعي المرموق .. العلماني ..

وفي تناسق عجيب .. ابتسم البلطجية .. وارتفعت المديات عن عنقه ووجهه .. وادخلت في الجيوب ..
"مش تقول كده ياشيخ .. معلش ياشيخ مخدناش بالنا .. وياعم متبقاش تمشي في شوارؤع منيلة زي دي في وقت منيل زي ده .. في زمن وسخ زي ده ... اتكل علي الله .. وادعيلنا ربنا يتوب علينا "

ابتسم .. فبعدما كان يتعلثم لسانه .. وتتسارع الأفكار في رأسه .. وجد نفسه بهدوء الأزل يتوقف .. ليتعرف علي البلطجية الذين كادوا يضعون علي وججه للأبد بصماتهم .. ويوقعون علي خده توقيعات لا تزول ...
بدأ بصرامة يحدثهم .. ويعظهم .. معذرة إلي ربهم ولعلهم يتقون ..


وتغير الوضع في ثانية .. انقلب كل شيء ..
اصبحوا هم المدافعين أمام صرامة دعوته .. أصبحوا يبحثون عن المبررات ويفكرون كيف يخرجون من وطأة النص ..

فقد كان هو أمامهم يمثل الحق .. والبياض ... والصفاء ..

همس لي صاحبي .. ولكنني أول ما بدأوا يتذمرون من وعظي .. انطلقت راحلاً خشية أن يعودون في مبدأ عدم التعرض للشيوخ .. أو أن تغضبهم كلماتي فيغتنمون لساني بدلاً من الموبايل ..

......................................................
الثانية:

مهنة الطب هي عوالم البياض الذي يتشح به الوسخ ..
معاطف بيضاء قد يرتديها الشياطين ..
فمع صلاحيات مطلقة للدخول إلي عوالم المورفين والترامادول والفاليام .وغيرها من المخدرات ..

أصبح شغل البعض هو روشتات للمدمنين باهظة الأثمان تعطيهم إتاحة المخدرات بضمان الدولة وحمايتها ..

وأحياناً لمحترفي البغاء الطبي .. تركيبات للخلاص من اختبارات المخدرات التي يتقيمها الشركات للمتقدمين ..

وقد سقط صديقي أمام أحد المدمنين المطالبين بمثل الطريقين ..
كان مهندس الغاز .. الذي اقسم أن يعطل له التركيب .. ويضايقه مضايقة الإبل .ز إن لم يمضي له علي تلك الصلاحيات .. في روشته ..
هكذا ألمح له ..
وصديقي المتلعثم الذيذاق الأمرين في إعادة تركيب الغاز .. بعدما تخطاه التركيب المجاني القومي .. وهو علي اعتاب الزواج .. وملفه الأمني القديم يمنعه من التقدم بشكوي عن ذاك المهندس المدمن .. الذي تفوح من عينيه الشرر..

والذي لا يأمن بالتبعية ردة فعله أمام شكواه ..

وجلسا يتسامران .. يحاول الفكاك منه بمختلف الطرق ..
"دي مسئولية .. ونقابة الأطباء تضيق علينا .ولابد من امضاء دكتور اورام علي مثل هذه الروشتة .. وادوية الجدول الأول ..

وفجأة دق جرس هاتفه المحمول .. بالأنشودة

يا حامل القرآن .. قد خصك الرحمن .. بالفضل والتيجان .. والروح والريحان ..

ضغط زر cancel
ليلتفت ليجد المهندس المدمن المشاق إلي نفحة التيمو .. مندهش .. وسأله ذات السؤل الغريب .. حينما التفت إلي شعيرات لحيتي النابتة الصغيرة .. التي تورات عن الملاحظة العادية ..
"دكتور .. هو أنت سايب لحيتك ليه ..؟؟"
ابتسم في نفسه .. كاد أن يسأله هل يعرف حمادة الناحي البلطجي وجماعته .. أصحاب سؤال الأمس
"سنة النبي صلي الله عليه وسلم"
"إيه ده ياشيخ هو انت سلفي "
"مش لا زم تبقي سلفي عشان تبقي متبع سنة النبي"
"معلش ياشيخ .. واضح إني صدعتك .. طب اقوم أنا اخلص تحويلة الغاز بتاعة سيادتك "

قال لي صاحبي .. وبالطبع .. هو كان يعمل .. وأنا قد انحلت تلعثماتي .. وانطلقت أعظه ........................................
واظنه قد أتقن عمله بحيث لا يعود ثانية ليستمع موعظتي ..

وهكذا انقذتني الهوية .. بمظهر بسيط من مظاهرها .. مرتين ..

ضحكنا كثيراً .. سوياً

اقصد ضحكت كثيراً ..

فقد تطابقت الهوية .. وانخرست اجهزة الانذار ..
ولم يعد هناك حاجة إلي الثنائية ..
والتئمت وعدت إلي ذاتي ..
واصبحت واحداً ثانية .........................................

http://www.youtube.com/watch?v=OKDWa8MD9Fg

الأحد، 1 أغسطس 2010

see the sea


رغم ذلك الخضم الهائل .. والزخم الجسيم المتواري بين أحشائه .. إلا أنه لم يزل ساكناً .. يبعث علي السكون .. سكونه معدي .. وجماله صارخ .. وهيبته آخاذة ..
سبحانك ربي .. لم تذكر آية في كتابك من آياتك الكونية إلا ووجدنا تأملها يثير في النفس الكثير .. ويفتح من مغاليقها الكثير ..
هو البحر .. غضوب وحنون .. شاسع مخيف .. ومتشابه مألوف ؟؟
كأنغام متجانسه حيناً أمواجه .. وفي عشوائية آخاذة نسائمه ..
وببراءة وفطرية .. وهمجية وقدم .. رمماله .. التي ام يستطع الأسفلت منذ مئات السنين أن يغزوها ...
يبقي هكذا اتلبحر يخيف الأاسفلت وحضارته .. فيبقي الأسفلتيون بينهم وبينه علي حاجز الرمال ..
فالرمال وحدها تمتص غضبه ..

واحذر إن غضبت الرمال ..
 ..............

ويبقي البحر كأنه نقطة التقاء السماء بالأرض عند الأفق ..
أه ما أجمل الأفق ...
الأفق يشبه الأإنسلن كثيراً .. أليس كلاهما نقطة التقاء السماء بالأرض ؟؟!!
كلاهما يصعب تمييزه أينتمي إلي السماء أم ينتمي إلي الأرض ؟؟
الإنسان ما هو إلا أفق متحرك .. أفق له اختيار .. إلي أيهما يريد أن ينتمي أكثر .....
الإنسان هو أفق حمل الأمانة ..
الإنسان كأفق ساحر جميل حيناً .. ودموي ناري حيناً .. ومظلم كئيب حيناً .. ومحايد سلبي حيناًُ ..

الأفق والإنسان  كلانا التواء ما في صفحة الكون .. كلما اقتربت منه وجدته يبتعد اكثر .ز ويستغلق أكثر .. ويتسع أكثر ..
التواء ظاهر صريح .. ولكن لا يمكن أبداً اثباته ..
لا عجب أن يجتمع الأفق والنفس في آية واحدة .. بدأت بـ " سنريهم "
الآفاق .. والأنفس ...

..........................................
آه ما أقسي الكورنيش .. سور يصعد في وجه البحو كصبي عابث يتحدي مارد أسطوري ..
وآه كم يصبر البحر علي عبث الكورنيش بتنمقاته ..
صبر البحر ,, جعل الكورنيش والأسفلت يظنان أنهما أقوي ....!!!

وهيهات صيحة واحدة بحرية تعانق الكورنيش والأسفلت والعمارات البحرية الباهظة .. وتلوث ملحها الياقات البيضاء وربطات العنق السخيفة .. وتذيب أكواد بطاقات الإئتمان الذاخرة ..
why sometimes i became suddenely an antisocial ..??!!J


آه من الإسكندرية .. كم أصبح البحر مألوفاً حتي تناسينا جماليته ؟؟
تماماً كفاتنة تزوجتها .. ولطول ما ألفته .. توقفت عن النظر إليها

البحر يشعرني بالذنب تجاهه .. وتجاهها ..!!

البحر آيات عظمي .. لا مجرد آية ..
فالبحر كينونة .. والماء كينونة .. والأفق كينونة .. والنسيم كينونة .. والأنواء كينونة ... والرمال كينونة ..
والتقائهما جميعاً علي صفحة واحدة .. كينونة كبري ..

أحياناً أهابه حين تعلو ترمومترات الذنوب .. فهو كما ورد عن النبي يستأذن الله كل يوم أن يغرق ابن آدم لما رأي من عصيانه ..
فيأبي الله علي البحر والأرض والسماء .. ويقول لو خلقتموهم لرحمتموهم ..
آه كم يذكرني البحر بحلم الله..


كلانا تجليات للقدرة .. أنا والبحر ..

لكني منحت فرصة الإختيار .. العبادة بالمحبوبية .. والطاعة طوعاً ..
وهو جاء قهراً ...
هو تميز باللاعصيان .. وأنت تميزت بطاعة طوعية تمنحك كرامة أكبر ..

هو استفاد من ميزاته .. ولم تزل ميزاتك معطلة ..

قام ليصلي بأمواجه تسبيحاً .. ربتت علي كتفه الأيمن .. وائتممت به في صلاة جماعة ..
في حب الله ..

"هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه"