السبت، 26 مارس 2011

اقتله فيهم .....

قام يجمع أشيائه مهرولاً ..
بأي شيء يبدأ البحث ..
يبحث عن عينيه .. وأصابعه ..
يرفع عن نفسه ركام الدنس .. يمسح لزوجة الغضب والحسرة ..  يتقيأ ما تبقي من الشهوة في معدته ..


لم يكن يظن ان مثل هذا سيحدث .. وأنه قد ينهزم في أخر معارك العفة ..
تلك حصونه الأخيرة تهاوت ..
وجيوش الشيطان تحصد ما بقي من أنفاس جنوده ..


ولكن هكذا معارك البياض ... لا يمكن لها أن تنتهي باستسلام ..


قالوا سيحاربون حتي لو لم يبق في الجيش غيرهم ...
وقال سنحارب .. ولو لم يبق في الجيش أحد .. حتي نحن ..
البياض يحارب وحده .. حتي لو فنيت جنوده .. فالبياض يحارب بمجرد الوجود ..
فإن بصيص ضوء ينبعث من شمعة .. يبدد احتلال الظلام لغرفة باسرها ...
إن وجود النور .. مجرد الوجود .. هو غزو .. وانتصار ..


ربما هي الأرض الغير مناسبة للخسارة..
أو هي الأرض الغير ملائمة للمعركة ..
يبدو أنه قد استدرج إلي مفازة مظلمة .. يهوي الشيطان أن يصارع هناك ..
فإنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ..
نعم .. الشيطان يرانا .. وجنوده يرون ..
ونحن لا نري ..
هو يرانا .. يعينا .. يفقههنا ..
نحن معركته الأزلية .. عدوه الأوحد ..
هو قد تعمق في دراستنا ..
وخبر دهاليزنا .. وحفظ سراديبنا عن ظهر قلب ..
ورسم خرائط منزلقاتنا ..
لذا فحرب مع الشيطان في ميدان النفس هي حرب غير متكافئة ..


نعم .. لا تحارب الشيطان في نفسك ..
فكلنا يعلم .. أننا لا نعلم كثير عن ذواتنا .. وأنه ولابد هكذا أنه يعلم اكثر ..


فلم نصر علي الخوض في معركة خاسرة .. معركة في الظلام أمام جيش لا يفتح عينيه في النور ابداً


ان الميدان ليس نفسك يا فتي ..


ولما كان لابد من حرب ..


فالميدان ... نفوسهم ..
النفس الجمعية ..


الخروج بالحرب مع الشيطان إلي العالمية .. إلي الساحات الخارجية ..


كشهيد أخرق يسير في الطرقات يحذر الناس الموت الأسود .. ويدعوهم إلي موت أكثر جمالاً .. وبياضاً ..


كمتدروش بهلول يجري بخرقته داعياً الناس إلي الطيران .. في أزمنة لا أحد يعبأ فيها إلا بالغوص ..


كمتمرد .. لأول مرة يتمرد علي الحرية .. داعياً إلي عبودية شهية ..
كثائر لا يسكن .. حتي يحيل النظامية الحضارية الحقارية فوضي تعيد للكون تراتبيته الفطرية ..


لماذا يافتي خلعت اسلحتك .. ومسحت الطين عن وجهك ..
وظننت أنه علي عتبة المسجد تنتهي سنكحتك .. وعلي سجادة الصلاة يتلاشي الصعلوك ..


إن مساجد اليوم تحتاج إلي السناكيح ..
واسلام اليوم لن يقوم إلا بالصعاليك ..
صعاليك طلقوا الدنيا طلقة ثلاثية بلا رجعة .. لم يعباوا بحضارات القوم .. ولم يكترثوا قوانينهم ..
لم يغازلوا الكاميرات .. ولم يتشيئوا .. أو يبيعوا الأحلام للتعليب .. ولم يتقولبوا ويتركوا القيم للتسليع ..


هم هناك حفنة جائعة لا تكترث بالجوع ..
فالجوع طاقة الثوار ..
هم هناك حفنة عارية .. لا تبحث عن الغطاء ..
فعباءات الطواغيت لا تهاب عباءة اوسع .. إنما تهاب العريان الأجرب ..


هم هناك حفنة من المجانين .. هكذا يصفونهم ..
فالعقول التي وضعت معايير العقلانية والحداثة .. ترسف في البلطجة والنهب والاغتصاب والشره الجنسي ..
لذا فالطهارة في أزمنة الحقارة .. جنون ..


هم هناك حفنة من اللامنطقيين ..
من العبثيين ..
فإنهم بمقاييس العاللم كصرصور يقف امام طوفان .. بقشة ..
لا يعلمون لقصر نظرهم أن تلك القشة طرفها بيد الملائكة .. وطرفها بايديهم ..
وان طوفانهم المزعوم .. اجوف .. ملغوم ..
قد نقض ذاته .. واضطرب من دواخله .. وانمحي عنه الاتساق ..
لا ينقصه للانهيار .. سوي قشة الصرصور .


لماذا خلعت الصعلكة ورميت المطواة ..
من قال ان التوبة تعني ترك القديم ..
احيانا.. ليست التوبة سوي اعادة توجيه .. للطاقات المهدورة .. 
وإعادة تفعيل .. للطاقات المعطلة .. فينا ..


فالمطواة من رقبة اللاشيء . .. إلي رقبة الظلام والخواء .. هي اكثر قدسية من شموع المعبد الخاوي ..


والصعلكة من التمرد لمجرد التمرد .. إلي وريقات تصدم كيانات العفن الحضاري الجديد .. هي أكثر قدسية من نصوص المقامات الخضراء ..


اتريد ان تنظف نفسك ..
فلتنشغل بمسح الأدناس عن الشوارع أولاً يافتي ...
فغبار الشوارع يدلف إلي حمامك .. ومحاولات التنظيف تصبع به عبثاً ..


اذا أعياك قتاله فيك ..
فاقتله فيهم ...

الاثنين، 21 مارس 2011

اتق .. زوجتك



اتق زوجتك .. 
إن النجاح الحقيقي لعلاقات الزواج .. لا يتم بمجرد العطاء .. عطاء الطرفين .. واشباع كلا الطرفين لحاجات الآخر..
غنما هناك عامل مهم للغاية .. في تلك العملية ..
وهي قابلية كلا الطرفين للاشباع ..
فكم نسمع من أناس يصرخون أنهم يكادون يتعبدون أزواجهم .. والآخر في عالم آخر .. 
فالعطاء لن يؤتي أثاره إن لم يفتح له الطرف الآخر ابواب القابلية .. وكأنه يرفع إليه حاجاته .. ويقول له اشبعها بعطاءاتك ..

إن حاجاتنا البشرية تماما كأقفال .. مفاتيحها عطاء الطرف الآخر ..
ولكنها أقفال مدفونة .. مغمورة ..  
أقفال خفية .. 
ومفاتيح تلف في الهواء لن تفتح أقفالنا .. وعطاءات لم تمس الحاجات .. لن تشبعها ..

لذا فيجب علي صاحب الحاجة نفسه أن يساعد شريكه .. ان يرفع له حاجته ... وكأنه يتحرش بعطاءه ..
لن اقول يساعد شريكه هنا .. إنما يساعد نفسه .. في اشباع حاجاتها ..
في الحصول علي الزواج الأمثل .. وحالة السكن والسلام الامتزاجي 
...

وهنا يغمرنا ربنا بمسحة خفية ... 
دعونا نتعرف عليها .. بروية .. خطوة خطوة ..

سألتني زوجتي يوماً .. وكنا نتحدث عن اسباب تسمية السور باسمائها تلك بالذات .. ووقد تطرقت لهذا في مدونة نفسي ابقي حامل ..
ووقفنا طويلاً حول سورة النساء ..
لماذا النساء .. ومقطوعات النساء وقضايا المرأة فيها لا تتجاوز خمس أو سدس السورة ..
هي قالت .. يمكن عشان المواريث .. أو عشان قضية تعدد الزوجات .. او  .. او ..

قلت : دعينا نبدأ من الصفر ..
مالذي تتذكرينه حينما تأتي في بالك سورة النساء ..
قالت لي : هي بالنسبة للجميع .. اصعب سور القرآن .. فهما .. وقراءة .. وحفظاً .. 
سورة النساء .. تثير في الذهن صورة ذهنية حول التعقيد .. الغموض .. الحاجة إلي التعمق .. التروي .. لتفهمها ..

قلت لها : وهكذا النساء أنفسهن .. وهكذا أراد الله أن يلمح .. 

بما بدأت النساء .. بدأت بأمر للتقوي .. لله الذي خلق الأرواح وخلق من ذات كل روح زوجها .. ذاك الذي تتناغم معه وحده توتراتها ..
مفتاحها الوحيد الذي يفتح مغاليقها .. 
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ..
واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام .. 
الارحام مفتوحة .. مفعول به ..
اي اتقوا الله .. واتقوا الأرحام ..
ومعني التقوي بالتأكيد ليس الإجتناب .. كالوقاية ..
إنما معناه التحري .. 
طبعا حنطول أوي لو تعمقنا في معني التقوي ..
ولكن خلينا نختصر الموضوع .. ونقول إن التقوي حالة من التركيز ,,
من أول ما تصحي لحد ماتنام .. مركز مع ربنا .. واخد بالك اوي .. إيه اللي يغضبه .. وايه اللي يرضيه ..
إيه اللي يوافق شرعه .. وإيه اللي يخالف صبغته ..

وربنا هنا في بداية الصورة .. يجمع الله والأرحام كمفعولين (أو مفعول ومعطوف بدون فذلكة نحوية ) لفعل واحد ..
يعني باختصار بدل مايقول اتقوا الله واتقوا الأرحام ..
قال اتقوا الله والأرحام ..
وكانه أراد أن يثير في الذهن حالة في التعامل مع الأرحام من التحري والتركيز والانتباه كحالة تقوي الله مع حفظ المقامات طبعا

والأرحام دون خوض في التفصيلات .. كل ما كان بينك وبينه اتصال له علاقة برحم ما ..
والرحم هو بيت الولد 

فلماذا نحصر فكرة الأرحام عن الأقارب .. وننسي أن من هي في بيتك تلك .. هي أقوي أرحامك ..
بل هي رحمك رحمك 
فهناك رحم نبت أنت منه وهي امك .. ورحم زرعت أنت فيه .. وهي زوجتك 

لذا فخلاصة الموضوع .. أن السبيل الأوحد لحياة زوجية سعيدة .. هي حالة التركيز دي 
حالة التقوي 
نعم اتق زوجتك 

خيانتها .. شرك بتقواها 
وحب غيرها .. اتخاذ لند لها ..
قرش يصرف علي سواها .. هو قربان يقدم في غير معابدها 
خلوة بغيرها .. صلاة شرك لما عدا قبلتها 
فضفضة نفسية مع أخري .. هي كفر بدعاءها 
وهكذا الكثير 

زوجتك .. في قلبك -طالما لم تزل زوجتك الوحيدة _ فتوحيدها .. ودعاءها .. وتحري مواضع رضاها واتقاء ما يحزنها 
تلك هي التقوي 
انك تبقي مركز .. واخد بالك في كل حركة وكلمة .. وكانك حتحاسب علي كل ثانية

التقوي حالة اشهي من العشق 

السبت، 19 مارس 2011

لا للوفاء



نعم .. لا للوفاء ..
ذاك مفهوم من مفاهيم الحمقي .. 
واحد مقامات المخدوعين في منظومة الزواج ..
أحد خيالات الصبيان .. واحد فقرات اقاصيص الحالمين .. 
احد اكبر اسباب الإحباط .. والفشل .. والشعور بالضياع .. والخواء .. واللاجدوي ...


الوفاء لها ..
والوفاء له ..
الإخلاص لها ..
والإخلاص له ..


لماذا لا أجد له اصلاً في القرآن والسنة ..
لا وجود لهذا المعني بصورته تلك ..


دعونا نتحدث:
الحفاظ علي اواصر العلاقة بين رجل وزوجته من الانهدام بدخول طرف ثالث .. امر مطلوب 
اشد الطلب ..
هو احد اكبر .. 
عذراً ..
بل هو السبب الرئيسي لا الأوحد بالطبع في تدمير العدد الأكبر من الزيجات المحطمة ..


العجيب كل العجب ..
ام معظم تلك الزيجات كانت احلام الوفاء وعهوده .. موازية وملازمة لأحلام ديمومة الحرارة ...
ورغمها انخلعت عهوده في منزلقات الخيانة فجأة .. لتتجذب معها بواقي الديمومة في تعلق استغاثي ..
هدم معبد القداسة المزعومة .. لحدوتة عشقية بنيت علي أوهام ..


فلنعد قليلاً ..
لا سادتي .. ليس الحل في عهود وفاء .. كما أنه ليس الحل في عهود ديمومة الحرارة ..


إنما الحل كما قرره الإسلام بنا ..
فيما يسمي منظومة العفة ..


نعم .. عفة لا وفاءاً ..
العفة اعم .. واكبر .. واثقل ..
العفة تعامل مع كينونة اعظم واكبر ..
مع مراقب سعة مراقبته .. ومدي اطلاعه اوسع .. واشمل .. وادوم ..
عهد مع من لا يتغير .. ولا يتغير وفاءه ببنود عهده ..


العفة .. منظومة اكثر ثباتاُ .. وبالتالي بيت بني علي عهود العفة .. اثبت من بيت بني علي عهود الوفاء ..


الوفاء ينبت من العفة لا العكس ..
أنا أكف عن غيرها .. انطلاقا من وازع ديني ثقيل .. مع الله ..
لا لأني رجل وفي ..
أيهما أكثر ثباتاً .. انطلاقك من علاقة مع الله .. من علاقة تسمتمد ثباتها من ثبات المتعلق به ..
أما انطلاقك من علاقة الوفاء .. بين بشريين .. 
تستمد تقلباتها .. وضعفاً فوق ضعف من تقلب أصيل .. وضعف معترف به علي اوسع نطاق .. للبشرية ..


لذا فقبل أن تبدأ في الإجابة عن السؤال المطروح دائماً .. ماذا عن غيرها ؟؟
وماذا عن غيره ؟؟
أولاً .. فلتعيد ظبط منطلقاتك ..
أنا انطلق من العفة ..


يجيب احدهم .ز لكن العفة مفهوم شامل .. لا يتعلق بالزوجين ..
إنما يتعلق بالمسلم عموماً متزوج او غير متزوج

نجيب : إنك إذا لم تفهم روح التشريع الإسلامي ..
الشاب غير المحصن الزاني .ز يجلد مائة ويصرف ..
اما المحصن .. فيرجم حتي الموت ..


وكأن الله يفتح للعفة أفاقاً اوسع .. بمجرد فتح افق الزواج ..
وكأنه يحيل نظرك أن المسئولية الآن اكبر .. والخطأ أعظم ..
بل .. لا نقض هنا .. لا استئناف هنا ..
هو خطأ واحد .. يعني الموت ..
والفضيحة ..


يفتح الله سماوات الوفاء .. من نوافذ العفة ..
"والذين هم لفروجهم حافظون " عفة هي المنطلق .. والسقف .. " إلا علي ازواجهم " وفاء كنتيجة .. لا العكس ..


فلنتحدث اكثر : 


العفة عفتان .. نعم بينهما تمازج .. وطرق .. وسراديب .. وانفاق خفية ..
عفة جسدية كيميائية ..
وعفة نفسية ..


عفة جسدية .. عن لمسة "مخيط من حديد خير من ان يمس امرأة لا تحل له "
"أيما امرأة خلعت ثوبها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين الله "
" إني لا اصافح النساء "
ناهيك عن ما هو اكبر من ذلك .. من تمادي وصولاً إلي الإلتقاء الجسدي الكامل ..
حيث لا عقوبة سوي الموت .. مفضوحا


وعفة نفسية .. كثيرا ما نغفل عنها .. وهي المنزلق الأخطر نحو خطر الزنا .. وتضييع حق الله في العفة .. وحق الزوج في الوفاء ..
عفة نفسية .. مبدأها النظر .. المنهي عنه .. نهي للطرفين .. كل علي حدا .. إمعاناً في بيان خطره .. وعظم اثره ..
والفكر .. والخيالات .. والاحلام .. والتمني ..


تلك والله .. معاول هدم قاسية لأعظم البيوت بنياناً ..


بل احياناً مجرد كراهة صفة ما .. او رفض معيبة واحدة من معايب الأخر .. قد تودي إلي انفراط عقد العفة النفسية ..
ونحن المأمورون أن نري الجانب الأخر المشرق للعيوب في ازواجنا ..
الم يقل ربنا فاتحاً افق الرضا .. ومقلباً زوايا النظر للشريك "فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "


وقال نبينا ناهيا عن تلمس العيوب والتركيز علي المساوئ " إن كره منها خلقا رضي منها آخر "


والله لو وضعنا تلك القواعد االلازمنية في اذهاننا .. لثبت بيوتنا أما زلازل الضغوط الحضارية
للحضارة الجديدة ..
اقصد الحقارة .. أو الانحدارة 
التي تصدر لنا الاحلام .. والرؤي والتصورات
وتبيع لنا الصفات .. والمناهج معلبة ..
وتسلع لنا القيم والمعاني اللامادية 

وتشيؤ لنا الصفاء والسلام والسعادة 




نصيحة بلا ثمن :
إذا اردت بناء بيت يصمد
فابنه هناك .. في خيمة بعيدة عن رؤي تلك الحضارة ..
بعيداً عن فتيات الإعلانات .. وموديلات التلفاز .. بل  حتي مذيعات الأخبار 
أولئك الذي يعدو فريق بأكمله بالساعات أمامهن ليظهرن هكذا لدقائق علي الشاشة 
ليدمرن ما بقي من نقاء جمال شريكك في عينك 


بعيداً عن تصورات المسلسلات واحداثها التي تطبع في لاوعيك مقومات غريبة عن الواقع للسعادة 
التي تعلب لك ما تريد .. وتطعمك إياه رغما عنك 


لتستيقظ يوماً رافضاً ما لديك
طالباً ما ليس لك 
بل ما ليس يفيدك
دافعاُ له ما لا يبقي لك ما يكفي لتستمتع به وإن نلته 


ولو نظرت بعين التصور الرباني .. لرأيت سعادتك بأكملها في ذاك السلام هناك بين يدي شريكك في تلك الخيمة المطلة علي القمر مباشرة


إن القمر بعيدا عن شاشات العرض 
اشهي كثيراً





الزواج .. والإحباط



نعم .. علاقة وثيقة بين الزواج .. وشعور خفي بالإحباط .. شعور لا مبرر .. لا سبب محدد
فقط انت محبط .. في غمرة السعادة .. محبط .. 
شعور لا شعوري .. أو بعمني ادق .. في سرداب خفي داخلك هناك يلمع احباط خافت .. 
مفاده .. كنت اعتقد أن الأمر يختلف عن هذا ..


إلا ما رحم ربي
ومن رحم ربي من ذاك الأإحباط ..
هم أولئك الذين توقعوه فعليا .. واستعدوا له قبيل لمعانه .. 
هم أولئك الذين قاموا بتنقية افكارهم قبل الزواج من شوائب الاحلام الواهية .. واعطوها ما يكفي من الواقعية .. لتتاقلم مع القادم هناك ..


نعم .. سيداتي سادتي ..
لا شيء كما تحلمون ..
لا شيء كما يصورون لكم في الميديا ..
لا شيء كما ترون حتي علي وجوه اسعد ازواج العالم ..
فخلف الأبواب المغلقة يقبع الكثير والكثير ..

دعونا نتحدث :
لم ينج من ذاك الإحباط أحد ..
ذاك الشعور الذي يبدأ في التوالد .. والتعاظم .. بعد فترة ما .. تتراوح تبعا لعوامل عدة سنذكرها فيما بعد ..


نعم .. اريد أن اصفع كليكما صفعة .
انت يا من تقول .. "الرك ع الراجل .. اللي يخلي حياته دايما مليانه دف وحنية "

وانتي يامن تصرخين في دلع " لا لا أنت متعرفنيش .. برده الست الذكية هي اللي تعرف تخلي جوزها ميزهقش منها "


اقول لكليكما .. وبأعلي صوت .. حمررررااااا ..


كل ما تقولانه هو حق .. فقط في اطالة الفترة .. وتباطؤ نمو الإحباط .. 
فقط يكسب لكم مزيداً من الوقت .. لكنه آت لا محالة ..
أنت أيتها الناعمة الملساء .. تصبحين مع الوقت بفعل الاعتياد كالخشنة القصيرة .. تماما .. مهما تجددت ..
ان ملمس جسدك نفسه هو هو .. تفاعلكما الكيميائي هو هو ..
desensitization
adaptation


تناقص المنفعة الحدية ..
بعد بعض الوقت تصبح مارلين مونروا تماما كخالتك تفيدة .. لا شيء جديد ..


يتحول ذاك النهم الهائل .. تلك الحرارة المسكرة .. تلك القبل التي تحملك إلي الثمالة .. ذاك العشق الهمجي .. إلي أداء .. 
فقط أداء ..

تلك حقيقة .. 
ستنكرونها .. كما انكرها غيركم ..
الجميع انكرها ..


نعم الجميع انكر ..


وإلا من اين يأتي الإحباط ..

اتدرون من ينجو .. ؟؟
اتدرون من قد يحافظ علي حياة صحية اكثر ..


هو فقط من وافق علي تلك الحقيقة .. واتسق معها .. وحدث له نوع من التصالح مع الواقع ..
أن كل ما كان في الدنيا .. فهو مؤقت .. وزائل ..
حتي علاقتك مع الله نفسها .. تمر بكثير وكثير من الفتور ..
بل إن فتورها اكثر من حرارتها ..

فكيف بعلاقتك مع زوجتك ..

ليست أولي ركعات قيامك بعد توبتك .. كمثيلتها بعد سنوات .. 
ليست المواعظ تبكيك كالأامس ..
فقط اصبح ما يثيرك أعلي واعلي ..
progressively increased threshold
تلك سنة كونية .. دعونا نتقبلها ..


فتقبلها هو أول طرق السعادة ..
اقسم لكم .. ان من اعتقد أن الزواج سيحوي الإحباط ..
هو اقل من يصاب بالإحباط ..


تزوج .. واحسن .. وتفنن .. واستخدم اقصي اسباب السعادة .. وانت مترقب .. 
نعم قريبا تنتهي تلك الحرارة ..
وقتها لن تفاجأ ..
فقط ستبحث عن وسائل موازية .
لن اقول كالمهابيل والمخدوعين وسائل لإعادة الحرارة ..
ولكن اقول موازية ..
كتحويل العشق إلي مرحلة أخري من العشرة ..
والحب الملتهب إلي منظومة مودة لها ابجدياتها اللذيذة ..
وهمجية التفاعل الجسدي إلي نوع من أنواع الفن الرومانتيكي الهادئ ..




اتعلمون .. أحيانا تكون مفاجأة الإحباط تلك مشلة ..
اي تصيبك بالشلل ..
شلل مؤقت عجيب ..
شلل من الإنكار .. 
لا يمكن أن يحدث هذا لي ..ولها ..
شلل سيجعلك تخسر اياما كثيرة مترنحاً ..
وأحيانا البعض يترك له ذاك الإحباط بمفاجأته المدوية .. ندوباً وجراحاً حساسة للغاية ..
يبحث عن مداواتها لا شعورياً في الخيانة .. او في الصمت والعزلة .. أو في ادمان العمل ..


أما الزواج الإسلامي ..
ذاك الهادئ في سيره .. الرزين في مبادئه .. المتحرك بخطي ثابتة ..
لا يسميه حباً .. رغم ذكره للحب في موضع اخر في حالة عاشقة يوسف الصديق .
ولا يسميه عشقاً .. ولا يسميه شغفاً .. ولا .. ولا ...
إنما يستخدم ألفاظ .. كالمودة .. والرحمة .. والميثاق ..

يستخدم الفاظ .. طبن لكم .. وطاب لكم من النساء .. 
يستخدم الرفث إلي نسائكم .. ويستخدم قد افضي بعضكم إلي بعض ..


اتلمحون تلك النغمة الهادئة ..
تلك النغمة التي تحيلنا إلي عوالم أخري من العاطفة ..
إلي سماوات شعورية لا تمت للعشق التليفزيوني .. وغرام احلام الصبا والشباب بشيء ..



اتلمحون .. فوارق حواديتنا الخيالية .. وقصة محمد النبي عليه الصلاة والسلام .. وخديجة ..
أتلمحون تلك الآصرة بينهما ..
اتلمح .. عام الحزن .. 
وأعوام الوفاء ..


اتلمح الفارق العمري بينك .. وأمك .. 


اتلمح تلك الرابطة التي تكاد تكون فطرية ..ولكنها مكتسبة بين الزوجين ..
الزواج .. ازدواج .. وامتزاج .. 

لا عشق .. واقاصيص هوي .. وخيالات فراش ..
نعم هذا يحدث احياناً .. بلا قصد .. 
ولكن ان رلهنت علي قصة حب بينك وبين زوجتك .. فأنت خاسر لا محالة ..

إذا أردت أن تصير عجوزاً معها .. ولم تزل تعشق بسمتها ..
إذن فلتجعل حبكما يكبر معكما .. ينضج معكما ..
كما تتغير اسمائكم .. وترحلون من عوالم الشباب إلي الرجول .. والكهولة .. والشيخوخة ..
كذا الحب .. منه إلي عوالم المودة .. والمواثيق ... 

للخروج من الإحباط .. توقعه 
واعدد له العدة ..
ليست العدة في التجديد .. سيدتي .. ثقي في .. لن ينفعك كثير من قمصان النوم .. فقط إن زوجك مجاملاً جيداً ستمنحك مزيداً من الوقت 
ولكن سينفعك صراحة صادمة 
حبيبتي .. ما بيننا اليوم أكبر من اقاصيص الأمس 
ما بيننا اليوم .. حبيبتي ضعفي امامك عارياً وجراح ما بعد الحروب تحتاج تضميداتك ..
وحبيبي هشاشتي أمامك ساطعة تحتاج احتواءات قشور احتضان صلب 

انا لا اقول ابدا ان الزواج بعد بضعة اشهر يصير سيئاً 
بالعكس هو أجمل كثيراً 
واشهي كثيراً 
واكثر سلاماً .. وسكوناً 

كما أني لا انكر أن في بداياته يكون غجرياً هايجاً كأعاصير شهية 

ولكنهما مرحلتين طفولة جميلة بكل ابجدياتها 
ونضج لذيذ بكل مقاماته 

فقط استمتع بالاثنين 
ولا تبغي احدهما يدوم ويأخذ حظ الآخر 

مهما كنت أنت .. ومهما كنتي أنت .. لسنا في الجنة 
والدنيا دار نقصان 
كتب الله ألا يرفع شيئاً منها إلا وضعه 

فاستمتعا برفعانه 
واستمتعا بوضعه 

ولا تتعلقا بأي الحالتين فتقعان في السخط الذي يوجب الهدم .. والصمت .. والخيانة 


واللاسعادة 

يتبع ...........................ـ