الجمعة، 9 ديسمبر 2011

A masterpiece


    إن الله يا سادة لم يخلق ادم وحده بيده ... إنما خلقكم جميعا بيده .. علي علمه .. وبتدبيره ..
    أنتم صنعته .. ابداعه ..
    أحيانا اتخيل الأمر بنظرة مختلفة قليلا ..
    اتخيل رساما بارعا .. أو نحاتا عبقريا .. أو ربما روائيا مبدعا .. كل منهم له أعماله العظيمة .. تلك الأعمال التي تشع بين اعماله يعرفه العالم بها ..
    تلك التي يسمونها : ماستر بيس .. قطعة فريدة ..
    MASTERPIECE
    اتدري تلك السيارة الخاصة التي صنعتها الشركة الفلانية ولم تصنع مثلها قط ..
    MASTERPIECE
    اتعلم تلك السيمفونية التي لم يستطع ذاك الموسيقار تأليف مثلها أبداً ..
    MASTERPIECE
    والله احسن الخالقين ..
    اتدري يافتي .. لقد خلق الله الإنسان هكذا من بين خلقه .. MASTERPIECE ..
    والإعجاز الحقيقي _وطرطقلي ودانك هنا أوي _ أنه قد خلق كل فرد من بني الإنسان نفسه MASTERPIECE
    ولذا سمينا أفراد .. لأن كل منا فرد ..
    إنها تلك المسحة من تفرد الله وفردانيته حين خلق الإنسان .. فجعل كل نسمة من خلقه كينونة خاصة .. مختلفة فريدة ..
    أعجوبة متفردة ..
    لم يخلقنا الله قوالبا مكررة .. ولم يجعلنا جموعا متناهية من تباديل وتوافيق لعجز في القدرة حاشاه ...
    إنما خلق كل منا فرداً ما .. متفردا في ناحية ما بأثر نفخة روحه السارية فينا إلي الأبد .. وتفرد وحده بالفردانية في كل شيء ..
    نعم يافتي .. انت قطعة فريدة وحدك ..
    نعم يافتي .. لديك في داخلك شيئا ما .. ينبغي علي العالم بأسره ان ينصت له ..
    لقد منحك الله في صنعته شيئاً ما .. يمكنك أن تمنحه للعالم .. أنت وحدك ..  
    آمن بنفسك .. انطلاقا من ايمانك بمولاك ولامتناهية قدرته فينا ..
    آمن بنفسك .. واعلم أن لديك حقا ما يستحق أن يخرج للكون ..
    لديك اسباب تفردك .. واختلافك .. في جهة ما .
    لديك مسحة خاصة .. تحملها وحدك .. في بقعة ما ..
    داخلك .. فقط .. الإشكالية في اكتشافها .. ولكن يجب أن تؤمن أولاً .. انها هناك .. موجودة ..
    وانك تستحق ..
    ..............................................
    اتدري يافتي .. إن للجنة ثمانية أبواب ..
    ليس من الضروري أن تسير علي خطي ابن تيمية إلي بابه الذي يدلف منه ..
    ولم يقل أحدهم يوما أنه لا مفر من التعلق بعباءة الغزالي إلي بابه ..
    لن يدخل الجميع من ذات الباب .. إلي الجنة ..
    وهكذا حضرة الله .. وملكوت القرب منه .. لا متناه الأبواب ..
    لا تتبعن سوي قلبك إليه ..
    لا تتبعن سوي ذاك المتميز فيك .. البريق المشع داخلك .. استمع إلي همسة النبي في أذنك عبر حجب الزمان .. ((استفت قلبك ولو أفتوك)) ..
    ذاك ما نسميه فقه الخصوص والشخوص ..
    ذاك الفقه الذي جعل ابن عباس يجيز القبلة صائما لرجل ولا يجيزها لأخر ..
    فالأول شاب قد لا يتمالك انجرافات الشهوة فيه فيفسد صومه .. والآخر كهل قيدت حكمة الكهولة فيه منطلقات الشهوة .. والكل قبلة ..
    نعم استفت قلبك .. غص بحيادية الأتقياء .. وقلوب الأنقياء إلي تلك الخرائط الربانية السابحة في دهاليزك ,,
    اقطف ثمار الحكمة فيك ..
    استفت قلبك ..
    اسأل ذاك الشيخ العالم الحكيم الرابض في ممراتك السرية ..
    استفت قلبك ..
    .........................................
    لم يكن الأنبياء سوي أولئكم الذين ساروا قديما ضد التيار السائد ..
    حتي من قبل أن تنزل عليهم الرسالة .. وقبل أن تحيطهم معصومية الوحي .. كانوا أولئك الثائرين علي البالي .. العالمين بخصوصية الخليقة فيهم ..
    فابراهيم السائر وراء كوكب .. وقمر .. وشمس .. بحثا عن معبود يستحق .. يلحظ ببريق الخريطة في دواخله صفات المعبود الذي يستحق ..
    هو حاضر وإن غاب عن الرؤيا .. (لا أحب الآفلين )
    ومحمد يعتزل متعبدا .. بلا ديانة ما .. بلا شعائر ما .. بلا خريطة ما .. الليالي ذوات العدد في حراء ..
    إن تأملت الأنبياء علي وحدة الرسالة فيهم .. تأملا دقيقا تعلم أن كلا منهم كانا أمة وحده .. كيانا متفردا .. لم تكن النبوة ذاتها قالبا يصب فيه الأنبياء ...
    يمكنك أن تميز بشدة بين موسي وعيسي ويونس وزكريا وابراهيم ولوط ومحمد .. تمييزا يجعلك تعرفهم وإن لم تراهم من قبل ..
    والكل ... نبي الله لا نفرق بين احد منهم ..
    بل إن المتأمل للرعيل الأول من الصحابة والتابعين .. يعلم أن كلا كان كينونة وحده ..
    لم يصنع الإسلام منهم قوالب صماء ..
    إننا دون أن نري أيهم .. نستطيع أن نرسم لكل منهم صورة تميزه .. داخليا وخارجيا ..
    وكأننا لو رحنا يوم القيامة واستمعنا لدقائق لكل منهم . لعرفنا من ابي بكر ومن عمر ومن خالد ومن ابن مسعود ومن ابي ذر ..
    كان كل منهم كينونة خاصة .. أعجوبة فريدة ...
    وقد شحذ الإسلام هذا وصقله .. وشجعه فيهم ..
    آمن كل منهم أن لديه ثغرة ما يسدها .. أو شيئا ما يقدمه .. وهكذا ينبغي أن تؤمن ..
    آمن كل منهم أن لديه ما ينبغي ان يقوم به .. وهكذا ينبغي أن تؤمن ..  
    لم يظن أحدهم يوما أن تعداد الجنة مكتمل دونه .. أو أن اسماء الأبطال قد ازدحمت قبله ..
    لم ير أحدهم في مجد الآخر واختلافه وخصوصيته وتفرده ما يعيقه هو أن يكون نفسه ..
    لم يكن وجود أحدهم يوما علي الحياة مجانيا .. أو زائداً .. لم يكن أحدهم يوما رقما اضافيا تعداديا فقط .. EXTRA NUMBER
    وهكذا يجب أن يكون وجودك ..
    وهكذا ينبغي أن نؤمن معهم ..
    لا يجعلك رؤية من هو متميز في مكان ما .. أو مبدع في مجال ما .. تشعر بأنه ليس لديك ما يمكنك أن تقدمه بعده ..
    لدي كل منا ما يكفي أن يقال .. أن يخرج .. أن يكون ..
    ينبغي أن نؤمن معهم .. أننا جميعا ...
    وأن كل منا ...في النهاية ..
    Masterpiece