الثلاثاء، 15 أبريل 2014

انقباض البدايات






ما سر ذلك الانقباض الداخلي الذي يظهر في بداية طريق التوبة والعودة إلي الله ..؟؟!!
أجمع الكثيرين أنهم يصابون بحالة من الضيق والاختناق والقلق واضطراب النوم احيانا في الأيام الأولي التي تلي التوبة (بلذتها) والعودة لطريق الله ومحاولة السير في طريق الحق ..
مما قد دفع بعضهم إلي ترك الطريق في بدايته والعودة للغفلة ..
لماذا تكون الحياة اليومية العادية احيانا لدي بعض الناس في الغفلة والعصيان اسهل واشهي واكثر انشغالا واقل تفكير وقلق .. ؟؟!!
لماذا يغامر بعض الناس بالبقاء علي الانشغال بالعصيان واللهو علي مواجهة الضيق النفسي في المرحلة الوسيطة من التوبة ...

دعونا نجيب ببساطة علي هذه الأسئلة ..

الاثنين، 14 أبريل 2014

طلب الرؤية .. بين الأنس والتبجح




(ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين)

(وإذ قلتم يا موسي لن نؤمن لك حتي نري الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون)

كلاهما قد طلب الرؤية ..موسي .. وبني اسرائيل ..
ولكن شتان بين أمنيتين ..بين أمنية الكامل الواصل الموصول .. وامنية المبتدئ الغر الساذج ..
موسي قد حركه الحب .. ملأه التوله والشغف .. فاض قلبه بالمحبة .. وحين كلمه ربه حركه الطمع لمزيد من الاتصال .. فكيف بالروح تقنع من الاتصال بالله .. وكيف لعطش القلوب أن يرتوي يوما من مناجاة المولي حتي يزهد في المزيد ..
موسي قد ملأه مجلس الأنس بالله وحضرة الكلام بالأمل والرجاء في مزيد .. قد دفعه الانبساط إلي طلب مزيد مشاهدة .. فطلب رفع الحجب .. ولم يكتف برؤية القلب .. فأراد رؤيا النظر .. (أرني أنظر) .. لأنه رأي قبلها بعين القلب .. وأراد أن يري بعين البصر ..

الأحد، 13 أبريل 2014

الورد




كنت اقرأ يوما في كتاب الله .. اجتهد في بعض التفكر .. حتي اصابني السأم والملل بذنوبي .. وشعرت ببعض القسوة من قلبي وكأن بيني وبين القرآن وفهمه حجاب ما ..
ففكرت أن اتخذ الطريق السهل .. وأن اترك القرآن قليلا واقرأ في غيره ..كل ذاك كان يدور في ذهني اثناء القراءة نفسها .. وفكرت أن ففتح احد كتب علم النفس لافهم الدوافع الانسانية واتخذ منها منطلقا لرسالة في التوبة ..

اخرس الضوضاء منك .. وانصت






(ليس لأحد حق في فضل)  ..  حديث

تخيل يوما واحدا بلا فضول .. بلا فعل تفعله إلا لغاية .. فلا كلام دون سبب وغاية ونفع .. ولا نظر سوي لمثل ذلك .. فلا فضول نظر .. ولا فضول كلام .. ولا فضول سمع ..

بل تخيل يوما واحدا بلا فضول حركة .. لا حركة واحدة لأي من اعضاءك دون غاية وحاجة حقيقية لها .. فلا فضول حركة ..
ستجد نفسك في ذاك اليوم الساكن .. تملأك سكينة غرائبية لم تشعر بها من قبلك .. وتفيض بسلام داخلي عجيب (وخصوصا بعد الاعتياد علي مجاهدة اللنفس في دفع الفضول فإنه صعب قليلا في أوله )
وستكتشف أن ايامنا اصبحت مزدحمة بشدة في العادي ..

الاثنين، 24 مارس 2014

من وحي حكم ابن عطاء .. المعرفة والتعرف


(إذا فتح لك وجهة من التعرف فلا تبال معها إن قل معها عملك .. فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف إليك .. ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك .. والأعمال أنت مهديها له ؟؟ .. وأين ما تهديه له مما هو مورده عليك )

إن الله لم يجعل الجنة منوطة بالأعمال .. إنما الكل متعلق بالرحمة والرحمانية .. فالأعمال قوامها التقصير بنية مدخولة وسهو بشري لازم وضعف عن الاستمرارية والدوام وغياب عن اقامة العمل علي وجه الكمال أو اداءه بما يكافيء المتقرب به إليه ..
فكم من صلاة لا تليق بالله .. الذي نحاول بها صلته .. وكم من شعيرة ترفعها الملائكة مشوهة ومرقعة ومهترئة لا تليق حتي بالرفع .. وكم من اعمال نحاول بها التقرب لله وهي في ادائها المهترء تحتاج إلي استغفار من جرأة العبد علي ارسالها بهذا الشكل الساقط إلي

السبت، 15 فبراير 2014

رسالة في تأسيس فقه العبث


الله لم ينف العبث عن الكون
نعم لم ينكر الله احتمالية ان يصاب الكون بالعبث .. ولا ان تنتقل عدوي العبثية إلي المجتمع الانساني
هو قد نفي ان قد تلوث فعل خلقه هو بالعبث ..بدءاً وغاية .. لم يجعل الله العبث جائزاً علي خلق الانسان ولا غائيته ومردوده .. نفي الله العبث عنه وعن اقداره وعنايته بخلقه .. نفاه عن ألوهيته وقيامه بمقتضيات ربوبيته ..
ولكنه في معرض نفي العبث عن كل ما نسب إليه وكأنه

السبت، 25 يناير 2014

عام من الإنـ(ــحضارة)




عما قليل ليصبحن نادمين .... 

وقليل الله غير قابل لانزال علوم احصاءاتنا عليه .. 
قليل الله .. قليله هو .. لا قليلنا .. 

وكان قليله مع ذاك الفتي عام بأسره .. 
عام من الانحدار .. عام من الحضارة .. كل الحضارة .. عام من الإنــ(حضارة) .. 
...........................
يسأل الفتي نفسه : ماذا جنينا ؟؟!!
يرد : الكثير والكثير ..

يسأل الفتي نفسه : وماذا خسرنا ؟؟!!
يطرق قليلا ثم يجيب بصدق : أكثر وأكثر .. 

يعيد السؤال : فماذا جنينا ؟؟!!
يرد منطقيا : لا شيء إطلاقا ...

......................................
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب

زين .. فلولا أنه مزين .. ما وقعوا في حبه .. 
الزينة .. هي اضفاء رتوشات علي الشيء ليصبح اجمل من حقيقته .. بل أجمل من حقيقته وحقيقة الزينة نفسها مفردة .. 
الزينة كيمياء التزييف .. ان يوضع حقير فوق حقير .. ليصبح ذا قيمة .. تفوق قيمة الشيء وحده .. والزينة وحدها .. ومجموعهما معا .. 
والبصيرة هي القدرة علي تجريد الأشياء من تزينها .. هي ادراك حقيقة قيمة الشيء .. هي سبر اغوار اقنعته .. 
البصيرة نور المؤمن يري بها الشيء كما هو علي وجه الصدق .. ويري بها الزينة كما هي علي وجه الصدق .. 
البصيرة هي فك شفرات معادلة التزيين .. واختزال المركب المزين إلي عوامله البسيطة .. الشيء والزينة .. 

وزين .. فعل مبني للمجهول .. فالفاعل فيه كثيرون .. فبناؤه للمجهول أولي وأصدق .. 
فزينة يضفيها شيطان .. وزينة يمنحها بشري قد سبقك للتجربة .. وزينة تمنحها آلة الإعلام الحضارية .. وزينة تهبها للشيء ضبابية عدستك بالغي والضلال والبعد عن الاتصال بالله ...  وزينة يضيفها شبق النفوس إلي الغرائز والحاجات الطبيعية ..
وزينة يضعها الله نفسه للفتنة والابتلاء .. 
وآخرون لم نقصهم عليك .. يساهمون في وضع الزينة .. 
فالزينة معني مجرد لا يعد ولا يحصي ..
واقنعة التزين للأشياء كثيرة ومتراكبة ومتداخلة ومتوازية ومتوالية .. 
وكما أن الأقنعة طبقات وأبعاد .. فالبصيرة طبقات ومراحل وأبعاد ..  وكل يؤتي من هبة البصيرة ما يتمكن به من فك شفرات بعض الزينة وتعجز طبقته البصيرية عن بعضها الآخر ... 

حب الشهوات ... 
اسلوب مركب صارم صادم .. قاس .. يحمل هزة افاقة عنيفة .. 
فلم يقل العزيز (زين للناس الشهوات )) .. 
إنما مزج الشهوة  .. بالحب .. 
وكأن فعل التزيين الزائف يقوم علي عملية وحيدة .. وهو تحويل الاشتهاء حبا .. 
فعل التزيين الزائف يقوم علي منح المادي مسحة من المعنوي .. اضفاء القيمة علي معدوم القيمة .. 
تحويل الغريزة إلي حاجة ..
عابث من يزين الاشتهاء .. وماكر من يمنح الاشتهاء عباء الحب .. 

الحب يا سادة .. ما هو إلا عملة الزيف الأولي .. هو طريق التزيين الأوحد .. وهو للأسف حجة المخدوعين بالأشياء المزينة .. 

النساء ... هو جمع للمرأة من غير لفظها ..
 الرجل جمعه رجال ..
ولكن اللغة قد عجزت عن جمع كلمة امرأة .. وكأنها قد اثقلها حمل الكثير منهن معا في كلمة وحيدة .. 
فهربت اللغة إلي انشاء كلمة أخري لتجمع فيها الكثير من (امرأة) ..
ومتي كانت المرأة تجوز عليها القوانين .. حتي الشاذ منها .. 
فلا قانون جمع المؤنث قد انطبق عليها .. ولا شذوذ الجمع بالتكسير وسعها .. 
لم يسعها سوي اختراع ما يلائمها خصوصا .. جمع خاص .. لا يمت لحروف الأصل بصلة ما ..!! 

هي اشارة .. لا قانون علي المرأة ينطبق .. ولا قاعدة تجمع النساء أبدا .. فالكل منهن حالة وحدها .. !!!! 

قد يسأل سطحي الفهم لماذا لم يقل الله حب الرجال من الشهوات ..؟؟!!

يا سادة .. الله هنا لم يذم حب امرأة .. وإنما المذموم حب النساء ..
الأول هو طبيعة وقيمة عليا .. والثاني داء مستقل بذاته .. 
الله هنا قد اشار إلي خصيصة مرضية لدي بعض الرجال قلما تصاب بها النساء فلا داع لذكرها .. 
المرأة تعشق واحدا .. وإن اصابتها فتنة التعددية .. فهي لا تقبل التوازي العشقي .. إنما هي تعشق واحدا واحدا .. 
لذا فهي منزهة عن ذاك المرض .. فذكره درب من العبث ..

أما الرجل فيجوز عليه الاصابة بمرض التعدد العاطفي الخطير .. حب النساء .. مجموعات متوازياتِ متواليات .. 
وهو أول الأشياء المزيفة ذكرا .. وأول الشهوات المزينة بلباس الحب .. وأخطر معدومي القيمة المتشحة بعباءات القيمة .. 
لن نطيل فيها الحديث .. 
يكفي أن نضع كلمات زين (زيف) .. حب (تبرير للغريزة بمنطلقات جمالية أو شرعية)  النساء (الجمع الذي لا يقبل الإفراد من جنسه) .. لنفهم القصة كلها ... 

......
ولنا استفاضة في بقية الشهوات .. 

يتبع ...