الأحد، 19 أغسطس 2012

تروس ومتعشقة


اليقين بالغائية ..
ان توقن ان كل شيء يحدث لغاية ما ... كل موقف صغير كان او كبير هو جزء من معادلة كبيرة .. وعملية واسعة اوي يمكن متقدرش تشوف ابعادها كاملة بإدراكك القاصر .. ولكنها هناك موجودة .. 
ويقينك الذهني والقلبي المستقر .. ان كل حاجة بتعملها او بتحصلك .. مقصودة .. وجزء من حبكة كبيرة أوي لحياتك ..
الحالة دي اللي بتبقي موجودة في خلفية دماغك .. بتطبطب عليك احيانا لما الدنيا تضلم .. او حتي لما تظلم نفسك باختيار احمق او ذنب .. تلاقيها بتوشوشك "ليس في الامكان أفضل مما كان" .. وكل شيء يحدث لهدف ..

مفيش حاجة في الكون كله اسمها موقف عادي أو لحظة عادية .. بل علي المستوي اليقيني الواسع اوي ده مفيش حاجة في الكون اسمها غلطة أو حتي كارثة .. وده اصل من اصول الإيمان بالعناية والقيومية والحكمة الربانية .. 
كل نجاح او فشل .. كل حاجة بتشدك فتدمنها احيانا .. أو منعطف خطير في حياتك تنزلق فيه اقدامك .. تتزحلق في دوامة حياتية تقعد فيها ايام أو شهور او سنين .. تذكر دوما أنها مقصودة ..

تمام زي موسي عليه السلام .. يقتل .. يظلم نفسه .. ويهرب .. ويتغرب .. حدوتة طويلة .. وحبكات صغيرة بتصب في الحبكة الكبيرة في حدوته .. عشان تتفتح كلها يوما ما علي نو النار القدسية في الوادي حين ينادي "ولتصنع علي عيني "

مش عاوز ادي امثال كبيرة اوي .. لأ .. انا عاوز اسقطها علي حياتي انا .. الفردية الخاصة .. حدوتك انت .. ومساحتك الضيقة من الدنيا .. اياك تظن للحظة انك خارج عن نطاق العناية والتخطيط والتدبير ...
شعورك احيانا بعبثية حياتك .. او خواءها من المعني .. او تخبط وحيرة .. ليس سوي خلل في الخلفية الدماغية دي .. خلل في يقينك ان ادراكك قاصر عن استشفاف الحبكة الكبيرة اوي والواسعة اوي اللي راسمهالك المخرج القيوم .. 
واياك تستصغر حدوتك ومساحتك وتظن ان فكرة التدبير الواسع ده مش بيشمل الكائنان الصغيرة امثالنا.. لأ .. ولا اصغر من مثقال ذرة بيخرج عن قيوميته وعنايته .. وتدبيره .. واخراجه الحكيم لحدوتنا في الدنيا ...

ساعات ربنا بيسيبنا نقع .. ونتوه .. بل احيانا بنسيبنا نغوص في الذنوب حتي نصير فيها "خبرة" .. لأنه يعدنا لشيء ما .. بيأهلنا ويدربنا ويدينا نوع من انواع الدعم الفني التجريبي ..
بس خلي بالك اوي .. ده مش تبرير للذنوب والتكاسل عن الاسباب لاصلاح اخطاءك .. 
ده بس جناح طبطبة وخلفية .. نوع من انواع الموسيقي التصويرية المصاحبة لمشهد اصلاحك لحياتك .. عشان ميصيبكش اليأس ..
نغمة مريحة متناغمة مع السعي ...

 دايما فكر نفسك ان ايامنا ومواقفنا وحياتنا . كلها تروس ومتعشقة في بعض .. جزء من منظومة كبيرة اسمها القدر .. 
ودايما لما تلاقيها ضلمت -وانت بتسعي ومش مقصر في الاسباب نهائي- شغل في خلفية مشاهد حياتك الموسيقي التصويرية اللي حتظبط الايقاع .. ونشيد حدوتك الرسمي اللي بيقول :
"ليس في الامكان خير مما كان "

"it is meant to be..." 

واصبر لحكم ربك .. فإنك بأعيننا

ليست هناك تعليقات: