السبت، 27 فبراير 2010

مشروع العفة "الهوامش"


إن محاولة حل مشكلات العفة بطريقة مباشرة بالتعامل مع الذنب نفسه  .. أمر صعب للغاية ويحتاج الكثير من العناء ..
لذا فأفضل الحلول هي التي تسلك الطرق الجانبية .. فإن الطرق الرئيسية قد اقتنصها الشيطان وأقام فيها معسكراته ..
وأصبح الحل فيما يشابه حرب العصابات ..
أن تضرب له مواقع حيوية أخري في النفس بعيدة عن نطاق  العفة .. وذاك المنطلق الرئيسي للعلاج بالصوم .. فالصيام لا يعالج مشكلة العفة مباشرة كما يظن البعض ..
فصوم التطوع ليس فيه كفارة إن سقط الرجل .. والصوم ينتهي بالمغرب ..

ولكن الصوم هو أداء هجومي علي منطلق الشهوة وتلبيتها عموماً .. ولكنه يسلك طريقاً موازياً وهو الجوع والعطش ...

لذا فيمكنك أن تطبق نفس المنطلق بالمحاكاة .. أو منطلقات أخري تقصف مراكز شيطانية أخري في النفس ..
فمثلاً العمل علي معاني موازية .. تصب بشكل غير مباشر في مصب العفة ,, synergism
مثلاً العمل علي معني استحضار الآخرة .. واستحضار مراقبة الله .. يعزز القاعدة العريضة للعفة والحياء .. ويرمم اساساتها المشروخة ...
والاستحضار هي عملية مكررة قد تصيبك بالملل فتتركها .. فاحذر ..
نعم لا تمل من تكرار آيات أو أحاديث أو كلمات ما لنفسك تذكرها بألأخرة وبمراقبة الله ...
واجعلها ورداً للذكر يومي " الله راقبي .. الله ناظري .. الله مطلع علي"

الهجوم بالقيام في جوف الليل .. يعزز فكرة المجاهدة .. ويضفي لمسة الروحانية علي اليوم .. وهي لمسة يصعب للشيطان والشهوة مجاوزتها .. "يعني تكهرب اليوم بالربانية "
استحضار تكراري لمعني "من ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ""
أنه ربما تترك شهوتك لله فيجازيك الله سروراً دائماً في زيجتك .. أو يحفظ عليك زوجة المستقبل .. أو يسهل لك أمر الزواج .. أو يرزقك ذرية تكون سبباً في سعادة الأبد ..........

الهجوم بالدعاء .. وهو أقسي أنواع الهجوم .. وليس من المحتم أن تبقي تدعو أن ينقذك الله من شهواتك .. ولكن ادع باي شيئ من أمري الدنيا أو الآخرة .. فإن مفهوم الدعاء نفسه يساهم بشكل عجيب في تربية النفس ...

الملاذ الحقيقي والرئيسي في نظري .. وطوق النجاة الأكبر .. وحبل الاعتصام الإنقاذي الأعظم .. هو كتاب الله ..
ارتمي بين دفتيه كلما ارتفعت نداءات الشهوة .. الق بنفسك عند آياته لائذاً .. 
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجاباً مستوراً "
" إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم "


to be continued
 

حضور الجماعة .. حديث النفس


حينما تحدثني نفسي كسلاً .. لترك حضور الصلاة في جماعة .. وتبدأ في عرض مبرراتها ووعودها بالخشوع لو تركت لها الصلاة في البيت .. أو نفوراً من موقف قديم في المسجد.. أو تعللاً بضيق الوقت .. أو .. أو ..  وربما أحياناً تثاقلاًَ إلي الأرض .. وانجذاباً إلي لين الفراش وسرعة العودة إلي النوم في الفجر ..
وحين تفرغ حججي .. وأفشل في اقناعها وحثها علي السعي لله ...

أقول لها :
فليكن إذا يارجل .. تريد الصلاة في البيت .. لا بأس .. فقد جاء في الحديث أن صلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في المسجد ..
ويقول الله في كتابه .. " وقرن في بيوتكن "

فربما تنقح علي الرجولة أحياناً .. فانتفض للمسجد ..



وإذا دعتني إلي التأخر .. وتثاقلت عن سرعة القدوم للجماعة .. والصراع علي الصف الأول الأقرب لنظر الله ..
قلت لها حديث النبي "لايزال العبد يتأخر ويتأخر حتي يؤخره الله في الجنة إن دخلها "


وعجلت إليك ربي لترضي ..



ربما سابقت قديماً إلي فرن العيش لتلحق مكان في الطابور .. لتحصل علي أرغفتك أسرع ..
فلم لا تسابق في طابور السائرين إلي الله .. ليسارع الله في تلبية حاجاتك حين الطلب ؟؟
كيف بك تستأخر إجابة دعائك  حين حاجتك.. وقد استأخرتك الملائكة في الجماعات .. فصرت تدلف إلي الصلاة فوقد فاتتك التكبيرات والركعات والآيات ..

من عجل إلي الله في الطاعات .. عجل الله له إجابة الدعوات ...

لم ترضي بدونية القرب .. كيف بك لا تغار من السابقين إلي الله .. كيف بك تنافس علي كل مقاعد الدنيا .. وتسعي للتفوق والاستعلاء في كل جوانب حياتك .. وترضي بالمراكز الأخيرة حين يتعلق الأمر برضا الله ؟؟؟
 أي حكم هذا ؟؟

والله .. لو كان في الأمر مالاً أو تجارة مربحة .. أو حتي رحلة لطيفة .. أو كنت مرتبطاً بحجز مسبق .. لسارعت إلي موعدها ..
لو كان ينتظرك كام ألف جنيه .. حيختفوا بعد عدد معين من الدقائق .. لانتفضت وصرت عداءاً عالمياً .. للحصول عليهم ..
فكيف بجنة الخلد .. ورضوان من الله أكبر ...
"وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً .. قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة وهو خير الرازقين "



  

الخميس، 25 فبراير 2010

مشروع العفة 1 (الثلاثية)


لا يمكنك الصمت أكثر ... لن ينفعك مزيداً من السكوت.. فالشيطان قد يظفر بأحدنا علي حين غرة من إيمان .. فيحاصره في ركن .. ويسقطه أرضاً ويبقي يكيل إليه الضربات واحدة تلو الأخري .. حتي يفقده وعي اليقين .. فيجد نفسه لا يملك من سقطته خلاصاً .. ويكاد يعلن استسلاماً كاملاً ..
لذا انتفض ..
متخليش الشيطان يزنقك في ركن ...

وخصوصاً في الحتة دي .. منطقة العفة تشكل منطقة خطيرة جداً من قلعة الإيمان والإلتزام .. والضرب فيها يعد ضرباً تحت الحزام ..
وللأسف الضربة تحت الحزام .. بتشل باقي الجسم .. 
عشان كده لو كنت مصاب بالزنقة إياها .. وكمان الضرب تحت الحزام .. واستحوذ عليك الشيطان طويلاً ومش عارف تفلفص .. 
عادة سرية .. ادمان النظر .. تفلت خلقي .. سرحان أو أحلام يقظة .. أو .. أو ...
انتفض .. اعمل مشروع نفسي عام .. خلي نفسك تعيش حلم كبير .. خلي العفة والحياء توجه كبير لحياتك .. اصبغ بيه دنيتك .. وساعتها اقسملك حتفلفص .. 
حتفلفص .. لو خليت مشروع للعفة بأهداف كبيرة .. واضحة أمامك .. ورفض كامل للسقوط ثانية .. وخطة عمل كاملة .. المشروع القومي الذي تتكاتف فيه الروح والجسد والعقل واللسان والقلب  ... يكون واضح أمامك مع كل طلعة نهار .. وكل هجمة ليل .. وكل جولة مع الشيطان والشهوة ..



مثلاً
مشروع ستكون من ثلاثة محاور :
الأول : اللهم إني صائم :
ولأنك مؤمن بالنبي محمد .. وراضياً به رسولاُ.. وتوقن به خير معالج لعيوبك .. الجأ إلي علاجه الذي أعلنه للشباب البعيد نسبياً عن خطوة الزواج  .. فعليه بالصوم ...
الصوم مطلقة .. الصوم عامة .. متروكة هكذا دون شروط وقيود .. الصوم صارمة .. الصوم بلا تحديد زمني .. الصوم بلا انتظار أو ترقب لزوال سببه ..
كما يقولون مقاومة حتي الموت .. فاجعله صوماً حتي الزواج ..
صم كلما سنحت لك الفرصة .. وكلما اشتدت نداءات الشهوة ..
صم كلما تفلتت زماماتك .. صم عقاباً لذاتك .. وصم تربية لنفسك .. وصم مكافأة لها ..
والله .. مامن علاج وحيد علي الأرض .. للعادة السرية أو لمشكلات العفة مثل الصوم .. طويلاً .. وسرداً ومتتالياً .. وستري العجب خلال اسابيع ..


الثاني : محاكاة الصائم ..:
صومك للعفة .. لا ينتهي بافطار .. فإن جاء مغربك .. فافطر عن جوعك وعطشك .. وابق الروح في الصوم .. ولا تتوقف عن قولك إني صائم .. إني صائم بعد افطارك .. نعم برمج نفسك .. اشحن روحك .. إني صائم ..
وإن لم توافقك ظروف يوم بالصوم .. واصبحت مفطراً .. فحاكي فعل الصائمين دون انتظار أجر الجوع والعطش ..
بمعني .. لا تأكل كثيراً .. ولا تأكل بين الوجبات .. واجعل لك جلسة دعاء قبل المغرب ..
لا تشبع من طعام .. ولا تخلي بين نفسم وبين كل ما تريد .. امنعها بعضاً مما اعتادت عليه من طعام وشراب ..
توقف عن التحلية يوماً .. اشرب الشاي من غير سكر مثلاً ..
يعني تفنن في منازعة نفسك .. ومزاولتها .. حتي تملك أنت زمامها ..

وقم للسحور وإن لم تكن للغد صائماً ..

واجعل قولة النبي عليه بالصوم .. منهاج حياة ... صوم حقيقي .. ومحاكاة صوم ..
اجعل الصوم .. حالة حياة ..
ووالله لن تملك فقط زمام أمورك وتتحرر من عبودية الشهوات .. ومهانة الاستحواذ والقهر الشيطاني ..
وإنما ستشعر بدفقات من القوة الغير عادية تسري خلالك .. ستشعر أنك أقوي .. وأكثر حيوية .. وتفاعلاً مع الحياة .. وأكثر تفاؤلاً وراحة بال..
وللغرابة أكثر جاذبية  لشريكك ..... إن كنت خاطباً أو كاتب كتابك مثلاً ...



الثالث: حصالة الباءة
"يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم"
إذن فأنت صائم لحين استطاعة الباءة ..
طب ما تبدأ في الباءة ..  حصالة الباءة ..
أظن مفهومة .. وفكرة جميلة ..حتلاقيها بتساعدك وبتهون عليك الصيام .. وبتعيشك حالة لذيذة من الاتصال بالله  
حصالة تحط فيها كل يوم ولو جوز جنيهات .. وتسميه مشروع الباءة .. وتكت عليها من بره حديث النبي " ثلاثة حقاً علي الله أن يعينهم منهم الناكح يبغي عفافاً "
فإنك بابتغاءك العفة بجوز الجنيهات دول والحالة اللي انت معيش نفسك فيها .. أصبحت ضامناً .. وشدد علي ضامناً دي .. لعون الله ..
وما أدراك ما عون .. أن يتدخل الله بأقداره ليعينك .. ويرزقك من الكفاية ما يدهشك .. لمجرد ابتغاءك العفة مرضاة لله .. 

فاصنع حصالة الباءة بتاعتك .. واكتب عليها الحديث .. ومن خلفها اكتب عليها ..الإعانة بضمان الصانع .. وهو الله ..
قد جعل عونك عليه حقاً ..
أي أنك يامبتغ العفة أصبحت بنص الحديث .. محقوقاً لله .. ولابد للكريم أن يعطيك حقك .. وزيادة ..

to be continued   

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

لست مخلصاً .. حين ....



كيف يمكنك أن تعلم حقيقة نيتك في العمل ...
إذا ازدادت ضربات قلبك ... فلست مخلصاً ...
رجفة ورعشة قبل العمل .. لست مخلصاً ...
حرارة وانتشاء بعد العمل .. لست مخلصاً ...

فالإخلاص .. ليس توخي العمل في السر .. وترك العلن .. فرب عامل بالليل ليظهر نور وجهه بالنهار ..

وإنما الإخلاص أن يستوي عندك اطلاع الناس عليك وخلوتك بنفسك ... لا يتغير فيك شيء .. لذا فالرجفة وازدياد ضربات القلب دليل علي عدم استواء نظرهم إليك مع خلوتك بذاتك .. فهي دليل فساد خفي في النية ...

نقطة أخري .. تشغل حملة كتاب الله ..
حين تقف في الصلاة .. فتتمني لو قرأ الإمام بشيئاً تحفظه .. فلست مخلصاً ... 

(فذاك إما لتنتشي بحفظك في نفسك .. أو لترجع حفظك مع الإمام فتحصل علي منفعة خفية وإن كانت خير ولكنها ليست غاية الصلاة .. أو لتعين الإمام إن اخطأ أو التبست عليه الآيات ) .. وفي كل تلك الحالات لست مخلصاً ...
وحين تنشغل بالأيات ترتيباً ومتشابهاً عن تدبرها وراء الإمام ..فتقف كالسبع متربصاً ... لست مخلصاً ...

حين تنشغل بالتسميع وراء الإمام عن الاستماع ... لست مخلصاً ..
حين تكون أول من يجهر بالتصحيح له حين يسقط .. واسرع من يسبح له حين يسهو .. وارجي من يتمني له عثرة .. لست مخلصاً ..

حين تخرج من صلاتك .. ولا أثر في قلبك من هيبة الله .. وإنما أثر الانتشاء بالذات .. والشعور بأنك قد أنقذت البشرية حين أصلحت للإمام  ( فقال) إلي (وقال) .. فلست مخلصاً ..
حين لا يكون للصلاة نفع علي قلبك ..  سوي نها ذكرتك بآية أنسيتها .. دون أن تذكر قلبك بآية يحفظها ...وتاهت عنه موعظتها .. فلست مخلصاً ..

لذا فلتستحضر هيبة الله .. وإجلاله .. ولتهدأ نفسك قبل العمل ... ولتسعي إلي ما يفيد أخراك ... ولتعلم ، كل نفس تجادل عن نفسها أمام الله ..ولن يجيرك من الله أحد ... وأن عملاً ناقصاً مقبولاً خير من عملٍ كامل ٍ أحبطه غياب الإخلاص فيه ...

الاثنين، 15 فبراير 2010

الفقاقة




هي كلمة تطلق علي الغباوة والحماقة حين يظن صاحبها أنه فهلوي ... ودي مصيبتنا الأساسية مع الشيطان ..أصل الشيطان ومعسكره لديهم أشياء لماعة براقة تجذبنا .. وتلعب علي أوتار أحلامنا وشهواتنا .. فتلاقي الواحد (الفقيق) مننا دايماً عارف إن الحتة دي بتعة الشيطان .. أو إن الوسط الفلاني ده وسط خربان ومليان بلاوي .. وإن الشغلانة الفلانية مليانة تنازلات .. فتلاقي الفقيق منا مصمم يكمل ويقولك لأ ماهو أنا مش حتنازل .. ومش حبيع مبادئي ..
أو يقول أنا حاخد الحلو واسيب الوحش ... وهي دي المصيبة ..
ففي الأخر كل فقيق وفهلوي من دول بيقع .. ويتحول إلي عضو فعال في دنيا الباطل ..

فلو كانت ألاعيب الشيطان مكشوفة ومفقوسة تماماً .. لم يكن لأحد أن يسقط .. ولكنه أصبح مع زيادة خبرته ببني آدم يخلط سمومه بالعسل .. وصواعق الضياع بالأنوار البراقة ... ويرتدي أقنعة الحضارة ,... ويخفي وراءها حقيقة الانحدارة ...

تماما كقصة برصيصا العابد ..
لذا كان الأمر الرباني الدائم بالاعراض عن معسكر الشيطان برمته .. وتجاهل أهل الباطل بالكامل .. والمفاصلة التامة مع قوي الظلام .. فإن الانتماء للحق وأهله .. وحزب الله ليس إلا بالانفلات التام من الزينة الابليسية الخادعة ..

من الأخر ... التزم التزام كامل بمفاصلة كاملة مع ابجديات الحقارة البشرية الحالية ..

وبلاش فقاقة ...؟؟!!!



الإنتهازي 2


ومن انتهازية الشيطان أيضاً ..
أنه ينقض بشكل أكثر ضراوة في لحظات تنزل النعم .. في أيام الكرم الإلهي وتجلي الرحمة ..
حين يبعث الله إليك برزق جديد .. أو رحمة من رحماته تتنزل عليك .. أو نعمة طيبة تتغمدك .. أو إجابة لدعاء .. أو عطية كبري وفضل عظيم ..
وقتها ينقض بشكل أكثر استماتة ..
big sprint


هو يكره أن تحيا حالة الحمد .. حالة الشكر .. فهي من أعظم الحالات ..
وهي أكثر ما يكره .. بل افسادها هو غرضه الرئيس .. وعلامة انتصاره العظمي .. ومناط افتخاره الأكبر ..
( ولا تجد أكثرهم شاكرين )
فإن كنت عبداً إن احسن الله إليه زاده ذاك قرباً .. عاملك الله بالفضل ... ولم يعاملك بالبلوي ..
فالشيطان يريدك طاغياً عند الإحسان ..
ليأيتك البلاء ..  وهو وقت تكون فيه أقل تحصينا .. واقرب للكفر والكفران ...


لذا احذره في أيام النعمة .. والفضل .. والسرور .. والنصر .. والنجاح .. والتوفيق ..
ولا يكن حمدك لله .. عصياناً احتفالياً بتنزل رحماته ..

اللهم اجعلنا عبيد احسان ولا تجعلنا عبيد ابتلاء ...

العبودية .. والعبادة .. حالة حياة


لو رأيتها تكاليف .. وفروض .. وواجبات تؤديها فتبرأ ذمتك .. وتعود إلي حياتك تمارسها بالتصور الذي تشاء .. فلابد أن تسقط .. ولبد أن ينفرط منك عقد الإلتزام .. ولابد أن تهوي وتعود  ...
العبادة حالة حياة ..
state of mind
 حالة من الإذعان والتسليم الداخلي أولاً .. حالة من الاتكاء علي مرجعية عامة للحياة .. تصور كامل لدقائق الكون تنطلق منه كل التصرفات العادية واليومية ..
حالة اتصال المحدود بالمطلق .. والفاني بالباقي .. والمخلوق بالخالق .. وهذا الإتصال ينبغي أن يكون دائماً لا ينقطع ولو لحظات .. ولا يتوقف فقط علي أوقات الاتصال التعبدي بالمناسك والشعائر اليومية .. وإنما كما هو حاجة الأنسجحة إلي الدماء .. حاجة النفوس للإتصال بالسماء ...

العبودية حالة رائعة من الحب .. العميق للغاية ...
العبودية حالة حياة .. لا .. ليست حالة حياة ..
هي حالة أعمق من الحياة .. حالة تكون فيها حياً أكثر من ذي قبل ..

حالة أكثر حياة ...

الأربعاء، 10 فبراير 2010

اعمل ولا تزد حجة الله عليك


اعظم الناس إثما من سأل عن مسألة فحرمت من أجل مسألته .. حديث صحيح

انت تعلم أن ما لديك يكفيك .. نعم قد نحتاج بين الحين والحين تذكرة  .. وخير مقر لها قرآنك ..
لكننا نعلم عن ديننا ما يكفينا للعمل .. للوصول .. للرحيل والسير إلي رب الأرباب ...
لماذ إذن نبقي متكورين علي ورقة .. وساعين وراء محاضرة .. ومفوتين خير الركعات ..  وفضل الباقيات الصالحات ..

إن مزيداً من المعرفة . ربما تكعبلك .. وتلخبطك .. وتزولك .. وتملأك شغفاً بالمزيد .. فتتحول من طالب أخرة إلي طالب علم .. ويتحول العلم من وسيلة إلي غاية .. وهذا هو المنعطف والمنزلق الأخطر ..
لذا كان النبي يكرر ويكرر في كل خطبة له حتي يقرر الدافعية وراء الخطبة وسامعيها (ماقل وكفي خير مم كثير وألهي )]


نعم .. عرفت ما يكفي .. فالزم .. امنت بما يكفي .. فاستقم ..

يكفيك سؤالاً ... لا تزد حجة الله عليك ... كم قالت أمنا عائشة ....
ربما لا يصيبك مزيد من المعرفة إلا بالفتنة .. أ, يوغر صدرك تجاه أحدهم من علم أو مجتهد .. أو مخالف .. وربما لم يصيبك إلا التشيع وتفريق الدين .. ربما لم يصيبك إلا أن يتحول الدين لنقاوة .. تاخد حتة وتؤول حتة لتلائم معرفتك التي اصبحت عقيدة مسبقة لكلام الله ..

قد لا يلائم البعض الدخول في عركة التعلم وتلقي العلم .. وقد يكون خلاصك في مصحف ودندنة بالآيات .. مع ركعتين في جوف الليل وصيام نهار يتختملك به علي خير بعيداً عن تحزبات الفتن الحالية ..

حان آوان العمل .. جاء الوقت لكي تحيا بما عرفت .. وتتمحور حياتك حول هدف وحيد .. وهو الله ...

ومن النهاية خليك في حالك .. وانت ماشي لربنا .. ومتخافش من الوحدة .. إنك علي عين الله ..

الثلاثاء، 9 فبراير 2010

أزمة معايير

الأزمة هي أزمة معايير .. سمعت الكلمة دي كتير .. وعمري ماعرفت طب أنو معايير اللي المفروض تحل الأزمة ..
لحد ماعرفت الإسلام .. وساعتها عرفت المعايير ..
عرفت إن من الصراصير الكتيرة اللي دخلت دماغتنا من العولمة العالمية .. ومن عدم المفاصلة مع أهل الباطل .. ودماغتنا المفتوحة علي مصراعيها أمام الرسايل الممتية اللي بتخش دماغنا من الحقارة البشرية الحالية .. الصراصير اللي خلتنا مستهلكين .. وخلت السعادة في عيوننا السيارة والبنوتة السوبر والتعليم الأجنبي .. و و,, ,,, و ,,
(( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضًا سخرياً ...
ورحمت ربك خير مما يجمعون ))



وذلك هو المعيار .. رحمة الله خير .. من كل هذا ..
ويدخل تحت رحمة الله الكثير والكثير مما قد نغفل عنه .. ربما هي نومة مريحة .. أو زوجة مطيعة .. أو راحة بال .. سورة قرآن .. أية تفهمها أو يجريها علي لسانك في موقف حاجة ..  أن تجنب فتنة .. أن تركع ركعة في جوف الليل بالدنيا وما فيها ..
رؤية تراها ... حب يصبه في قلبك له ولنبيه .. صديق خير يعينك عليه ...
وربما خير من ذلك كله .. أن تكون رحمته بك .. هو نفسه ..
نعم  .. أن تجد الله ..

أن تجد الله ... أن تجد الله .............

ذاك هو ما يجب أن تسعي إليه ... وتنافس عليه .. ولا تترك حداً يحظي به دونك ...
أن يكون هو مطلبك .. ودعاءك أن تجده ..
أن تسأله إياه ..
يارب أسألك أنت .. 

ومن وجد الله فماذا فقد ... ومن فقد الله فماذا وجد .....؟؟؟؟


الاثنين، 8 فبراير 2010

الاستعجال في حفظ كتاب الله


إن من نواقض الإخلاص الخفية .. أن تتعجل .. فأن تتعجل معناها أن هناك هدفاً دنيوياً ما يلوح في النفس وإن خفي .. يساهم في العزم علي الفعل .. وفي توجيه الطاقة .. خصوصاً مع القرآن ..
فحين تسابق الزمن لتحفظ القرآن ولو علي حساب عملك به وتفكرك فيه ؟؟!!!
وتود أن تضرب رقماً قياسياً في حفظه .. فليست تلك كلها غايات مطلوبة في حفظ كتاب الله ..
كثير من الصحابة لم يكونوا حفاظاً لكتاب الله .. رغم كونهم أثقل الثقلين إيماناً وورعاً ... ليس ذاك لأنهم أنقصو من شأن حفظ كتاب الله .. ولكن لأن ولوية التعامل مع القرآن كانت في أثره علي القلوب .. في اصطباغ الحياة به ..
لذا كان يكبر الرجل في عيونهم إذا حفظ البقرة والأنعام ..



هي ليست دعوة للتثاقل عن الحفظ .. أو تفضيل التلاوة علي حمل القرآن .. فلا شيء في الكون يعادل جوفاً مملوءاً بكتاب الله بإخلاص ..
وإنما هي دعوة للتصفية الدائمة .. وسبر الذات .. وتجديد النية والعزم .. وظبط الأولويات ...

أثر القرآن الحقيقي يأتي بالتفاعل بالحضور .. بجريانه علي اللسان .. وتدفقه علي أحوالك اليومية ..
أما تعبئة القرآن .. وتحوله إلي أسطر متشابهه في العقل .. لدرجة انك ساعات بتخاف من الاقتراب منها لكثرة تشابكها وتشابهها فيما بينها فهو قارئ القرآن الذي يلعنه القرآن .. فاحذر هذا الشرك ..
(( يقرؤون القرآن لا يغادر تراقيهم))


لا تعبأ إن لم يكن حفظك جيداً .. ولا تستعجل أخر السورة .. ويوم الختام .. فلو كنت مخلصاً لانسبت مع كتاب الله موقناً أنك تبقي انت تحت جناحه .. وأنه لا ينتهي ابداً .. فلم تكترث للكم .. واللخبطة .. إن كان اتصالك به لم يزل قائماً ...

الخميس، 4 فبراير 2010

you can not just create life



stop that shit ... you are decieved
ذاك ما صحت به في نفسي وأن أشاهد إحدي حلقات المسلسل الطبي هاوس .. فبعد  افتتاني لسنوات بالطبيب السحر جريجوري هاوس .. وجدت نفسي أصرخ فجأة : لا يمكن أن يكون الأمر هكذا .. ؟؟

ذاك الرجل ليس موجوداً فعلياً .. هو محض ابتكار لخيال كاتب .. محكوم بأبجديات السوق .. ومنطلقاته الفكرية .. وأفكاره ,.. ودماغه ..
هو مجرد تقيؤ لكاتب بياخد عليه فلوس بالعبيط ..

فكما أنه لا يمكنك أن تخلق لمادة الحية .. لا يمكنك أن تصنعها علي الورق ... لا يمكنك أن تخلق حياة كاملة .. لا يمكنك فقط أن تجلس في حمام بيتكو وتصنع كائناً حياً بكافة أبعاده وتضعه علي صفحات أحادية البعد .. أو سينما ثنائية أو ثلاثية البعد .. و فانتازيا متعددة الأأبعاد ...

هو محض خديعة ..

لإن عقولنا أصبحت مليئة بالأخطاء .. ونفوسنا صابتها الأمراض .. وأروحنا تئن .. ونحن في دوام اصطدام لا شعوري مع الواقع ..
لأن كل تلك الرسئل التي تبث يومياً .. وتدلف إلي نفوسن وتنصبغ بها حياتنا .. وتعيد تشكيلنا وصياغتنا بلا وعي منا .. ليست مبنية علي الواقع و الوقائع ... أو الوحي الحق ..
إنما هي تمخضات للإبداع .. الذي لا يختلف كثيراً في تكوينه عن الهلوسات .. وحواديت الأأطفال .. وتماثيل الصلصال لا ينبغي أن يعول عليه ..

صبحت معاييرنا مختلة .. لأننا نستقيها من مصادر غير واقعية ..

إن الإعلام .. والهستيريا الجمعية mass hysteria .. وثقافة النجومية .. وجنون الدراما .. هي محور الحضارة البشرية الحالي
اقصد الإنحدارة البشرية .. أو الحقرة لبشرية بتعبير أدق

الدراما تقتلنا .. تمزق أرواحنا .. تفسد علينا حياتنا .. تحيلها دراما وتمثيلية متعددة الحلقات ... تفقدنا المتعة ... وتواري عنا حنو لمسات الغيب .. وسعة الحياة حينما تصح معاييرها ..

مهما كنت كاتباً ورولائياً عظيماً .. لن استطيع أن احيط بكل ابجديات حياة كائن واحد .. فهي غير متناهية .. فكيف ألقي الضوء علي جزئيات معينة أو زوايا معينة من الحياة واجعل الناس يحكمون عليها .بل اوجه ذاك الحكم عن طريق النهايات والشخوص والدموع ولضحكات .. بل أسير الأقدار تجاه أحدهم زز وامنعها عن احدهم ..
اقوم بدور الخالق والمسير لحياة كائن حبري .. ثم اجعل الناس يحكمون علي حياة كائني .. ليتسلل هذا الحكم إلي معاييرهم فيبدؤون في الحكم علي حياتهم وحياة الأخرين بمعايير منقوصة .. فالسعادة في كذا وكذا .. والحب هو كذا وكذا .. والنجاح هو كذا وكذا ..........

إنهم يخدعونك .. لا تصدقهم ..
علن سقوط الدراما .. كما سقطت التراجيديا اليونانية من قبل .. فليست الدراما لحالية إلا تطورًا لها .. ابتعد .. استتر عنها .. احذر علي روحك ونفسك وسعادتك من رسائلها اللاشعورية .... 

اعلن سقوط الكتابة .. وسقوط التمثيل .. والغناء .. وسقوط الرواية .. والمسرحية ...

إن الدراما الهادفة أشد ضرراً من الغير هادفة .. والروايات الساقطة والأفلام الخفيفة والهابطة أقل خطراً من حاصدي الجوائز والمبدعة .. لأن تثيرها لحظي لا يتعدي وقت المشاهدة أو المطالعة .. فذا هو الخبث لذي يذهب جفاءاً سريعاً بمجرد لعودة إلي الواقع ..
أما الأخري فتترسب أثارها في النفس .. وتلطخ القلب ولروح بلطخها اللامرئية ... ويمتد تأثيرها إلي حياتك فتصطدم بواقعك .. وتنبت في نفسك وفي اللاشعور نبتات المعايير المغلوطة أو الناقصة ...

نعم ليست دائماً الروايات سيئة أو هدفها أسود .. ولكنها أحياناً جميلة ممتعة .. يحمل كاتبها رؤية وهدف نبيل .. ولكنها أيضً في تلك الحالة مضرة .. لأنها منقوصة .. فلا يمكن لبشري قط أن يحيط بمعايير الحياة كاملة ,, , يحكم عليها حكماً لا يهتز ولا يجانبه الخطأ تماماً .. ولا يمكن لبشري قد أن يخلق كائنلاً حياً شاملاً كل خصائص الكائن الحي ودواخله مهما أوتي من ابدع .. لذا فلا زالت أخطار المعايير المتنقوصة تدلف خفية إلي النفوس

فما بين رواية سيئة ورواية جيدة .. الإختيار إنما بين معايير مغلوطة ومعايير منقوصة ..
ما بين أفكار ميتة .. وافكار مميتة ..
أفكار مسمومة .. وأفكار سامة ...


ذا فقط أعلنها لنفسك وفي نفسك ..
drama is dead ... at least for me

الفرد المسلم أولاً ....... وأخيراً


لماذا جاء الدين ؟؟ ليدل الناس علي ربهم ... بما يؤهلهم لحياة طيبة في الدنيا .. ونعيم الآخرة ...
إذن فلماذا الدين ؟؟ ولماذا الإلتزام ..
لتحيا به ...

ربما يكون السؤال بديهي .. والإجابة أكثر بديهية .. ولكن هذا السؤال الفطري والإجابة البديهية .. قد طمس معناه في ركام الحضارة والأنتي حضارة .. والصراع بين حزب الله وحزب الشيطان . وصراع حزب الله بينهم وبين أنفسهم ..

فتجد الملتزم يلقم ويطعم .. لماذا الدين .. لنخدمه ؟؟!!

إن خدمة هذا الدين والدعوة إليه وحمل همه وقضاياه ... ليس مقدماً أبداً علي العيش به .. والحياة حول محوره .. بل لا تنفك القضيتان .. فخدمته ليست سوي جزءاً من العيش به .. لا ينبغي لذاك الجزء أن يطغي علي باقي أبجديات هذا الدين ...


ما أود قوله أن الدين جاء للفرد المسلم قبل الجماعة المسلمة .. فإن لم توجد الجماعة المسلمة .. فلتكتفي بذات وبلشريحة المحيطة بك .. تصبغ حياتك وحياتهم بالصبغة الإسلامية .. دون الخوض في الصراعت لكبيرة .. فليس في يديك شيء ..
والإنتماءات والتمذهبات  إنما هي محض توترات قد كتبها الله علي هذه اللأمة حين منع النبي من أمنيته ألا يجعل بأس هذه لالأمة بينه شديد ..

فالسعيد كما قال النبي من جنب الفتن ..

ذاك الرجل الهادئ المهمش .. البعيد عن الصراعات والانتماءات .. وبعيد كذلك عن الطاغوت بأشكاله .. منكفئاً علي ذاته .. قائماً بواجباته الدينية .. وملتزماً بقوانين بيئته المحيطة وإن خالف اعتقادها ...
لديه كفافه .. وقوته .. وحبيبته .. وأولاده ..

  1.  

سأل زياد بن أبيه جلساءه :مَن أنعم الناس عيشا؟


قالوا : أمير المؤمنين ,,,,

قال :لا ...!

و لكن

رجلٌ مسلم له زوجة مسلمة ،

لهما كفاف من العيش ، قد رضيت به و رضى بها ، لا يعرفنا و لا نعرفه

 
 
فلا تنشغل بكل تلك السبل الموازية للسبيل الرباني للفطرة .. بكل تلك الأاضواء البراقة علي جانبي الطرق والأزقة .. بكل تلك العناوين التي تملأ الصحف والكتب والمجلات .. ولا كل ذاك الكم من المنابر ولمناظرات والحوشي والمتون ..
 
 
يكفيك متناً وحيداً بلا شروح (قرآن ربك ) .. ونجماً وحيداً وبطلاً فريدا (نبيك ) .. ولا تسأل بعدها عن شيء ...
 
الأجمل من الحياة للدين .. الحياة بالدين .. فدينه غير محتاج إليك .. لو أراد الله نصره بك أو بغيرك .. فالتفت إلي نجاتك ..
والأجمل من الحياة لله .. الحياة بالله .. فأنت الأحوج إليه ..  

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً