الاثنين، 21 ديسمبر 2009

من العصمة ألا تجد







هو لا يريدك أن تسقط ... لا يريد أن يراك وقد جعلته أهون الناظرين إليك ..



لا يريدك مغروراً بحلمه وستره .. تهدي للشيطان أحد أنعم الله عليك وهو الستر قرباناً ...


هو يعصمك ... يضع لك عراقيل المعصية .. لتتذكر ...



(ولقد همت به وهم بها لولا أن رأي برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)



هو يغلق عليك أبوابها وقد كانت تعرض عليك من قبل في أوقات قوتك الإيمانية ..



هو يتدخل بعنايته .. يحوطك .. لا يلفظك .. رغن كونك تتحري اسباب غضبه ... وتخطط لعصيانه .. وتدبر لفجور نهاك عنه ...



هو يصيبك .. ينتزعك .. يهزك للإفاقة ..



هو يخبرك أنك لست عليه بهين .. أنك عليه عزيز بفضله لا بعملك ...



((هانوا علي لله فتركهم للمعصية .. ولو عزوا عليه لعصمهم ))



فمن العصمة ألا تجد .. للعصيان سبيلاً .....



ولكن احذر .. احذر .. أن تصر علي أن تفعلها رغم استغلاق أسبابها ..



اخشي أن يغضب عليك غضبة تسحقك ..



لقد قلت كثيراً ((ستجدني إن شاء الله صابرً ولا أعصي لك أمراً ))



فاحذر أن تصل إلي مرحلة (( هذا فراق بيني وبينك)) ...



هو أرحم بنا من الأم بوليدها .. يحوطك .. ويحتضن شهواتك ...



فالقي بنفسك تحت قدمي طاعته .. وابتهل في حضرته .... ((خلصني)) .. ((انقذني)) ..




والله لأظنه أجمل عند الله من الطاعة ... بكاء ذاك الذي تحدثه نفسه بالمعصية .. وتغمره وسوسة الشيطان ووتسويلات نفسه ... فلا يجد لنفسه قوة حيالها سوي أن يقف بين يدي الله .. سائلاً المدد ولمعونة والتثبيت ((إذ يوحي ربك إلي الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا))






ياله من صوت ذاك الذليل الذي لا عمل له .. ولا خير فيه .. ولكنه يعلم أن الله قادر علي انتزاعه من براثن الطاغوت .. وانتشاله من هاوية الفسوق ... منادياً :



يارب لا حيلة لي .. ولاقوة لي .. ولا طاعة لي فاتقرب بها ..



فإن كنت تقبل الطائعين القانتين الصالحين .. فمن للمذنبين أمثالي ..



وإن كنت تنصر المحسنين والمتعبدين ... فلزلت رغم عصياني لك عبداً .. فمن سواك أرجو .. وانت الرجاء .. وإلي أي كنف أركن .. وأنت الملتجأ ..



يارب لا تنفعك طاعتنا .. ولا يضرك منا العصيان ... وحاشاك أن يكون رضاك متعلقاً بتوافه أعمالنا .. وحاشاك أن تكون رباً للطائعين دون العصاة ..



فيارب كل شيء .. أنا شيء ..



ويا خالق المخاليق .. لم أزل مخلوقاً ..



يامن رحمته وسعت كل شيء ......... يا إلهي أنا شيء .. فتغمدني بالرحمة ..



يارب سميت نفسك الولي .. مجرداً .. وحاشاك أن يتعلق اسمك بخلق من خلقك فلا يقوم إلا به ...



فأنت الولي .. مطلق الولاية علي كل شيء ..



فتولني ..






ليست هناك تعليقات: