(تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)
تلك .. اسم اشارة .. وللبعيد ..
فهي وإن بعدت بالحجاب الزماني والمكاني .. وإن استترت عن الادراك .. وإن كثر حولها الجدل والتكذيب .. فهي هناك .. موجودة .. علي مرمي الاشارة .. مفتحة الأبواب .. تنتظر .. اشارة توحي بفراغ أمر الوجود الفعلي .. وللبعيد توحي بأنه قابعة في أخر الطريق كجائزته .
فسبحان من هون البعد بإشارته لذاك البعيد ..
ومنع عنها صنفين مختلفين من الناس .. لم تمنعهم أعمالهم مثلما منعتهم إرادتهم .. إرادة موبوءة في النفوس .. وغاية مميتة ميتة أفسدت القلوب بعفنها ..
إرادتان .. إرادة الفساد ... بديهية مفروغ من ضياع صاحبها .. في الدنيا والآخرة ..
وإرادة أخري خفية ... إرادة العلو superiority ... تلك الغريزة الدنيئة التي تنمو أحياناً في لقلوب علي حين غفلة . ليفيق المرء علي نفسه مسخاً مستعلياً ...
وليست دائمًا إرادة الاستعلاء تلك تكون صريحة الشر .. أو متمركزة بعلانية حول الأنا.. ولكنها تخدع الكثير بأن ترفع رايات الخير والحق ... وتواري بين نسيج خيوط رايات الاصلاح ديدان الأنا .. والانتصار للنفس ...
وحولها قامت الفرق .. واختلفت الأراء ... وبلغت الصراعات حدتها ..
بل وازيح اسم الله من علي الديانات ورفعت اسماء العباد علي الرايات ..
ولفظوا الوصية ((ولكن كونوا ربانيين ))..
فكانوا وهابيين ..وأشعريين ... وحسينيين ... ويسوعيين ...
ويمينيين ويساريين ..
وتقدميين ... وتراثيين ... و.....وكلاسيكيين .. وواقعيين .. وسرياليين .. ودادائيين ....
ولكن النهاية .. ولعاقبة ليست إلا لأولئك اللامنحازين مصبوغي القلوب بصبغة وحيدة .. العاقبة للمتقين .......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق