الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

the runner




هو لم يزل قابعاً في حلبات السباق التي هجرها الناس .. لم يزل يعدو ويعدو في ميادين مقفرة ...

لم يعد أحد ينافس فيها .. ولم يعد أحد يرتادها .. الكل انشغل بصراعات أخري .. وحلبات غريبة .. كلها تعتمد فقط علي المدرجات وجماهيرها والجوائز ليست سوي مزيد من الهتاف ...


أما حلبته وسباقه .. فبل مدرجات .. وبلا جماهير .. إنما أعظم قوانينها أنه لو اطلع عليها أحد بطلت .. واستشرافه لرؤية الخلق له في عدوه يعد (فاول ) .. قد يلغي (أرقامه القياسية ) السابقة ..


هو السباق الوحيد الذي لا يهتم فيه المعلم بكثرة تلاميذه ... والحلبة الوحيدة لتي لا يعبأ فيها المدرب بأبطاله بل يسابقهم .. ويتركهم ليتلمسوا الطريق عبر أثار اقدامه في الأرض العفرة ..


((وما أعجلك عن قومك ياموسي )) .. يناديه وهو أعلم.. ما الذي جعل المعلم يترك حوارييه ويسبقهم في لطريق إلي الميقات ..

فيتعلل .. أن لم يعجل كثيراً .. فهم وراءه .. ولكنه تمني لحظات انفرادية يختلي فيها مع ربه ... (هم أولاء علي أثري .. وعجلت إليك ربي لترضي)) ...


هي ميادين العلاقة الخاصة مع الله .. العبادة الخالصة .. دون انتماءات وأيدولوجيات .. ومسميات .. ومذاهب .. بل دون تفريق داخلي للعبادة ذاتها .. والانقسم حول استحباب الشيء من فرضيته ...

هو الخروج من ميادين الصراع كلها .. والاكتفاء بتلك الخصيصة مع الله .. والمنافسة (الخاسرة) مع الملائكة في طاعته .. واجلاله ..

هو ترك الكراسي .. وتمزيق المناصب .. واخراج الدنيا من القلب إلي اليد ..

وألا يشغله سوي مكانة واحدة ... وهم وحيد .. ألا وهي منزلته في أهل السماء ...


هو من أولئك القلائل الذين لم ينتموا إلي أصحاب اليمين أو الشمال .. الذين تكوروا علي ذواتهم وكفوا لناس شرورهم .. وتخفوا من الأعين .. فكانوا من (السابقون السابقون) ...

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

و مازلت أشكركم على الطرح العميق لأفكاركم بوركتم - أختكم زهيرة من الجزائر