السبت، 27 فبراير 2010

مشروع العفة "الهوامش"


إن محاولة حل مشكلات العفة بطريقة مباشرة بالتعامل مع الذنب نفسه  .. أمر صعب للغاية ويحتاج الكثير من العناء ..
لذا فأفضل الحلول هي التي تسلك الطرق الجانبية .. فإن الطرق الرئيسية قد اقتنصها الشيطان وأقام فيها معسكراته ..
وأصبح الحل فيما يشابه حرب العصابات ..
أن تضرب له مواقع حيوية أخري في النفس بعيدة عن نطاق  العفة .. وذاك المنطلق الرئيسي للعلاج بالصوم .. فالصيام لا يعالج مشكلة العفة مباشرة كما يظن البعض ..
فصوم التطوع ليس فيه كفارة إن سقط الرجل .. والصوم ينتهي بالمغرب ..

ولكن الصوم هو أداء هجومي علي منطلق الشهوة وتلبيتها عموماً .. ولكنه يسلك طريقاً موازياً وهو الجوع والعطش ...

لذا فيمكنك أن تطبق نفس المنطلق بالمحاكاة .. أو منطلقات أخري تقصف مراكز شيطانية أخري في النفس ..
فمثلاً العمل علي معاني موازية .. تصب بشكل غير مباشر في مصب العفة ,, synergism
مثلاً العمل علي معني استحضار الآخرة .. واستحضار مراقبة الله .. يعزز القاعدة العريضة للعفة والحياء .. ويرمم اساساتها المشروخة ...
والاستحضار هي عملية مكررة قد تصيبك بالملل فتتركها .. فاحذر ..
نعم لا تمل من تكرار آيات أو أحاديث أو كلمات ما لنفسك تذكرها بألأخرة وبمراقبة الله ...
واجعلها ورداً للذكر يومي " الله راقبي .. الله ناظري .. الله مطلع علي"

الهجوم بالقيام في جوف الليل .. يعزز فكرة المجاهدة .. ويضفي لمسة الروحانية علي اليوم .. وهي لمسة يصعب للشيطان والشهوة مجاوزتها .. "يعني تكهرب اليوم بالربانية "
استحضار تكراري لمعني "من ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد ""
أنه ربما تترك شهوتك لله فيجازيك الله سروراً دائماً في زيجتك .. أو يحفظ عليك زوجة المستقبل .. أو يسهل لك أمر الزواج .. أو يرزقك ذرية تكون سبباً في سعادة الأبد ..........

الهجوم بالدعاء .. وهو أقسي أنواع الهجوم .. وليس من المحتم أن تبقي تدعو أن ينقذك الله من شهواتك .. ولكن ادع باي شيئ من أمري الدنيا أو الآخرة .. فإن مفهوم الدعاء نفسه يساهم بشكل عجيب في تربية النفس ...

الملاذ الحقيقي والرئيسي في نظري .. وطوق النجاة الأكبر .. وحبل الاعتصام الإنقاذي الأعظم .. هو كتاب الله ..
ارتمي بين دفتيه كلما ارتفعت نداءات الشهوة .. الق بنفسك عند آياته لائذاً .. 
"وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجاباً مستوراً "
" إن هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم "


to be continued
 

ليست هناك تعليقات: