الاثنين، 9 أغسطس 2010

القصور الذاتي .. spiritual momentum


أحياناً نغتر بلذة العصيان .. ونتعجب كيف بنا نحيد عن طريق الله ولم تزل في نفوسنا السكينة .. أو بضعة من راحة البال ..

لا تغتر .. فإن لطاعة الله .. وللعلاقة القديمة مع المولي دفعة وطاقة طمأنينة قوية ..
قوية لدرجة أننا نبقي سائرين بفعل القصور الذاتي .. حتي بعد أن نحيد عن الطريق ..
ولكن حين تخفت تلك الطاقة .. بغتة .. ينقلب كل شيء ..

وذاك القصور الذاتي الإيماني .. له غاياته الحكيمة .. حتي أنك إذا عدت إلي طريق النور .. ورجعت بالندم إلي رحاب المولي لم تحتاج أن تبدأ من جديد .. فقط بضعة شحنات لبواقي طاقة السكينة الربانية .. وها أنت تنطلق ثانية ..

فاحذر أن تحرق المعاصي طاقة القصور الذاتي الإيماني الباقية في نفسك .. واسرع في العودة كلما حدت .. وكلما أذنبت .. للاستفادة من بواقي الطاقة ..

وأحياناً نبقي علي خير بعد أن نسقط من طريق السائرين إلي الله سنوات .. يحلم علينا الله .. ويتجاوز عن تبجحاتنا .. كل ذاك وفاءاً منه سبحانه وهو العزيز للحظة صدق قديمة واحدة منا ..
فكما يقول الشافعي " الكريم من يحفظ وداد لحظة "
ولكن هيهات .. أحياناً نستفرغ رصيد الصدق .. وينفذ منا عنده رصيد الحسنات .. ولا يبقي حينها سوي العقوبة ..
تنزل بغتة .. وقاصمة ..
فاحذر .. أن تبذر رصيد الخير القديم بذنوبك .. فلا يبقي لك خيراً يحميك من سطوة العقوبة ..

الأحد، 8 أغسطس 2010

الهوية .. أو .. الهاوية


لدينا في دواخلنا أجهزة معقدة للغاية للكشف عن المتسللين ..
نعم .. لدينا ..

أجهزة قد نطلق عليها "بصمة الروح" ..
وما أولئك المتسللين ... سوي تلك الأشباح التي تتلبسنا في سيرنا نحو الآخرة ..
الأشباح التي نطلق عليها بحماقة أنها أنفسنا ذاتها .. وهوياتنا ..
فأحياناً .. وبوجود عدة عوامل .. نصبح اشخاصاً آخرين .. غير ما كان يجب أن نكون .. وغير ما كانت إمكاناتنا الروحية تؤدي بنا ..
وغير ما ترددات أرواحنا يوصل ..
نتلبس هويات مغايرة ..
لا تنطبق علي أرواحنا .. وببساطة تكشفها أجهزة بصمة الروح .. وكاشفات نكهات الهوية الداخلية ..

وترتفع أجهزة الأنذار ...
دخيل .. دخيل ..
وهذا الدخيل .. ليس سوي أنت نفسك ..
عذراً .. اقصد .. أنت حينما لم تصير نفسك ..
حينما صرت شخصاً غيرك .. غير ما كان ينبغي أن تكون ..

الانذار ... اضطراب .. وخواء .. واغلاق للأبواب لئلا يتسلل الدخلاء إلي اسرار الذات الخفية ..
فلا عجب أن تشعر حينها .. أنك لست تدري ما تريد .. ولا ما أنت .. فقد أغلقت في وجهك أيها الدخيل الأسرار الداخلية ..

لماذا تتلبسنا اشباحاً فنظنها نحن .. ؟؟
حينما نتواري من ذواتنا .. ونخبئها أمام الضغط الاجتماعي .. ونرتدي اقنعة لاصقة ملائمة لما يريده الآخرون .. لا ما يوافقنا .. وما يرديه رب العالمين ..
وتلك كانت قصة صاحبي :

كنت اعلم أني لم أخلق .. إلا لأسير نحو الله .. هكذا قال لي صاحبي ..
ولكني اخذت أجبر نفسي أحياناً علي الالتفات قليلاً لموائمة الواقع ..
حتي صحوت يوماً .. ولست أنا ..
حاولت أن اشق الأقنعة .. وأحصي الدخلاء . ولكننا للأسف مع الوقت ننسي كيف كنا ؟؟
فلا نستطيع تمييز أنفسنا عن الدخلاء .. ولا نستطيع التعرف علي ذواتنا المدفونن تحت ركام الأقنعة الدنيوية الزائفة ...
مع الوقت .. تتلبس علينا الأشياء .. لا نستطيع الحكم .. أو المقارنة ..
مزيداً من الظلام .. ومزيداً من الظلام ..

لذا عدت للبدايات .. نحيت ذاتي قليلاً .. وتجاهلت أجهزة الإنذار المنطلقة في الداخل .. وعمدت إلي ما يريده الله مني ..
تركت نفسي لكتاب الله .. يشكلني .. يعيد فرمتة عقلي .. ويصطب له مشغلات جديدة ..
يغير أنماط ادراكي للأشياء .. 
ومع الوقت وجدتني ..
نعم وجدتني ..


شعور جميل .. ان تستيقظ يوماً ... فتنظر في المرآة لتتعرف لأول مرة علي ذاك الواقف أمامك ...
أن تقابل ذاتك التائهة بعد سنين وسنين ..

شعور جميل .. أن تعود أنت إليك .. حين تعود إليه ..
0
لكل منا بصمة ربانية .. وهوية .. إذا لم تتوافق حياته ومتوجهاته وأنماط تفكيره مع هويته الداخلية .ز فهو الاضطراب.. والخواء .. والزيف .ز والقلق .. والضياع .... والغضب ... والحنق ..

الهوية .. أو الهاوية ..
هوية اسلامية واضحة .. مناطها الإذعان الكامل .. وقبول العبيد لأوامر السادة .. دون تفكير أو تأويل أو سفسطة ..
هوية واضحة بلا مفاصلة .. و مداهنة للواقع .. أو بيع للأمر بعرض دنيوي زائل .. أو موادعة للخلق علي حساب الخالق ..

................................................................
وبين طيات حديثه ذكر لي موقفين علي سبيل الدعابة فقال :


كان يسير في إحدي الطرق المظلمة ليلاً .. طرق بلاد العرب التي انتشرت فيها البلطجة وقطع الطريق .. حين غابت عنها أنوار الحق ,,
ومن اللاشيء خرج عليه ستة نفر .. التفوا حوله في حلقة تمنعه من الركض ..
وهو كان عداءاً ماهراً ..
لم يستمع إلي أقوالهم ... التي كانت تفوح منها رائحة المخدر .. واسنانهم الصفراء التي تبرق ببريق برونزي مخيف علي نصل المديات "المطواة القرن غزال" المعانقة لرقبته ..
هو كان يعلم ما يريدون ..

تسارعت الأأفكار بفعل الأردينالين ..
موبايل .. ومائة وبضعة جنيهات .. وساعة رخيصة مقنعة بالغلو .. وكرامة مهدورة إن أعطي كل هذا طواعية ..
وأحكام الصائل في الإسلام .. وحكم المدافع عن ماله ..
وهل يستحق كل هذا .. علامة االبلطجية علي وجهه وعنقه .. وهو الطبيب المرموق ..

أم يكتفي بدفعة صغيرة .. وأقل الضرر.. ويعمد إلي العدو .. العدو التي قضت المخدرات علي مستقبله فيه كلاعب محترف لألعاب القوي في مراحل ضياعه القديمة .. وما قبل التزامه ..
هكذا قرر ..

أن يعدو ..

وقبل أن تتحرك عضلة واحدة لدفع البلطجي المقابل .. ليبدأ رحلة العدو .. ومقامرة الندبة مقابل الكرامة ..

وجد البلطجي الأيمن يصيح :
"ثواني يارجالة.. إيه ده اللي في وشه .. انت سايب لحيتك ليه يا أبو الكباتن ؟؟"
لحيتك .. أو يعرف البلطجي الفارق اللغوي بين اللحية .. والدقن ..
هل يدرك الفارق المعنوي بين تلك اللحية النابتة في وجهه .. صغيرة صغر مدة التزامه .. وعودته إلي ربه .ز من عالم الضياع والخواء والإلحاد والإدمان ..
وجد نفسه يقول في هدوء بعدما أعطي اشارة داخلية لعضلته الدافعه بالتريث ..

"سنة عن النبي .. إيه عاوزينها دي كمان "
وهنا تذكر نفس السؤال الذي سأله له صديق الطفولة حين رآه بعد توالي العمر بالأمس القريب .. انت سايب دقنك ليه ؟؟
حينها تنكر من الهوية.. "امتحانات والله يامحمد .. ومش لاقي وقت احلق"
هكذا لم يرد أن يصطدم .. بزميله المعيد الجامعي المرموق .. العلماني ..

وفي تناسق عجيب .. ابتسم البلطجية .. وارتفعت المديات عن عنقه ووجهه .. وادخلت في الجيوب ..
"مش تقول كده ياشيخ .. معلش ياشيخ مخدناش بالنا .. وياعم متبقاش تمشي في شوارؤع منيلة زي دي في وقت منيل زي ده .. في زمن وسخ زي ده ... اتكل علي الله .. وادعيلنا ربنا يتوب علينا "

ابتسم .. فبعدما كان يتعلثم لسانه .. وتتسارع الأفكار في رأسه .. وجد نفسه بهدوء الأزل يتوقف .. ليتعرف علي البلطجية الذين كادوا يضعون علي وججه للأبد بصماتهم .. ويوقعون علي خده توقيعات لا تزول ...
بدأ بصرامة يحدثهم .. ويعظهم .. معذرة إلي ربهم ولعلهم يتقون ..


وتغير الوضع في ثانية .. انقلب كل شيء ..
اصبحوا هم المدافعين أمام صرامة دعوته .. أصبحوا يبحثون عن المبررات ويفكرون كيف يخرجون من وطأة النص ..

فقد كان هو أمامهم يمثل الحق .. والبياض ... والصفاء ..

همس لي صاحبي .. ولكنني أول ما بدأوا يتذمرون من وعظي .. انطلقت راحلاً خشية أن يعودون في مبدأ عدم التعرض للشيوخ .. أو أن تغضبهم كلماتي فيغتنمون لساني بدلاً من الموبايل ..

......................................................
الثانية:

مهنة الطب هي عوالم البياض الذي يتشح به الوسخ ..
معاطف بيضاء قد يرتديها الشياطين ..
فمع صلاحيات مطلقة للدخول إلي عوالم المورفين والترامادول والفاليام .وغيرها من المخدرات ..

أصبح شغل البعض هو روشتات للمدمنين باهظة الأثمان تعطيهم إتاحة المخدرات بضمان الدولة وحمايتها ..

وأحياناً لمحترفي البغاء الطبي .. تركيبات للخلاص من اختبارات المخدرات التي يتقيمها الشركات للمتقدمين ..

وقد سقط صديقي أمام أحد المدمنين المطالبين بمثل الطريقين ..
كان مهندس الغاز .. الذي اقسم أن يعطل له التركيب .. ويضايقه مضايقة الإبل .ز إن لم يمضي له علي تلك الصلاحيات .. في روشته ..
هكذا ألمح له ..
وصديقي المتلعثم الذيذاق الأمرين في إعادة تركيب الغاز .. بعدما تخطاه التركيب المجاني القومي .. وهو علي اعتاب الزواج .. وملفه الأمني القديم يمنعه من التقدم بشكوي عن ذاك المهندس المدمن .. الذي تفوح من عينيه الشرر..

والذي لا يأمن بالتبعية ردة فعله أمام شكواه ..

وجلسا يتسامران .. يحاول الفكاك منه بمختلف الطرق ..
"دي مسئولية .. ونقابة الأطباء تضيق علينا .ولابد من امضاء دكتور اورام علي مثل هذه الروشتة .. وادوية الجدول الأول ..

وفجأة دق جرس هاتفه المحمول .. بالأنشودة

يا حامل القرآن .. قد خصك الرحمن .. بالفضل والتيجان .. والروح والريحان ..

ضغط زر cancel
ليلتفت ليجد المهندس المدمن المشاق إلي نفحة التيمو .. مندهش .. وسأله ذات السؤل الغريب .. حينما التفت إلي شعيرات لحيتي النابتة الصغيرة .. التي تورات عن الملاحظة العادية ..
"دكتور .. هو أنت سايب لحيتك ليه ..؟؟"
ابتسم في نفسه .. كاد أن يسأله هل يعرف حمادة الناحي البلطجي وجماعته .. أصحاب سؤال الأمس
"سنة النبي صلي الله عليه وسلم"
"إيه ده ياشيخ هو انت سلفي "
"مش لا زم تبقي سلفي عشان تبقي متبع سنة النبي"
"معلش ياشيخ .. واضح إني صدعتك .. طب اقوم أنا اخلص تحويلة الغاز بتاعة سيادتك "

قال لي صاحبي .. وبالطبع .. هو كان يعمل .. وأنا قد انحلت تلعثماتي .. وانطلقت أعظه ........................................
واظنه قد أتقن عمله بحيث لا يعود ثانية ليستمع موعظتي ..

وهكذا انقذتني الهوية .. بمظهر بسيط من مظاهرها .. مرتين ..

ضحكنا كثيراً .. سوياً

اقصد ضحكت كثيراً ..

فقد تطابقت الهوية .. وانخرست اجهزة الانذار ..
ولم يعد هناك حاجة إلي الثنائية ..
والتئمت وعدت إلي ذاتي ..
واصبحت واحداً ثانية .........................................

http://www.youtube.com/watch?v=OKDWa8MD9Fg

الأحد، 1 أغسطس 2010

see the sea


رغم ذلك الخضم الهائل .. والزخم الجسيم المتواري بين أحشائه .. إلا أنه لم يزل ساكناً .. يبعث علي السكون .. سكونه معدي .. وجماله صارخ .. وهيبته آخاذة ..
سبحانك ربي .. لم تذكر آية في كتابك من آياتك الكونية إلا ووجدنا تأملها يثير في النفس الكثير .. ويفتح من مغاليقها الكثير ..
هو البحر .. غضوب وحنون .. شاسع مخيف .. ومتشابه مألوف ؟؟
كأنغام متجانسه حيناً أمواجه .. وفي عشوائية آخاذة نسائمه ..
وببراءة وفطرية .. وهمجية وقدم .. رمماله .. التي ام يستطع الأسفلت منذ مئات السنين أن يغزوها ...
يبقي هكذا اتلبحر يخيف الأاسفلت وحضارته .. فيبقي الأسفلتيون بينهم وبينه علي حاجز الرمال ..
فالرمال وحدها تمتص غضبه ..

واحذر إن غضبت الرمال ..
 ..............

ويبقي البحر كأنه نقطة التقاء السماء بالأرض عند الأفق ..
أه ما أجمل الأفق ...
الأفق يشبه الأإنسلن كثيراً .. أليس كلاهما نقطة التقاء السماء بالأرض ؟؟!!
كلاهما يصعب تمييزه أينتمي إلي السماء أم ينتمي إلي الأرض ؟؟
الإنسان ما هو إلا أفق متحرك .. أفق له اختيار .. إلي أيهما يريد أن ينتمي أكثر .....
الإنسان هو أفق حمل الأمانة ..
الإنسان كأفق ساحر جميل حيناً .. ودموي ناري حيناً .. ومظلم كئيب حيناً .. ومحايد سلبي حيناًُ ..

الأفق والإنسان  كلانا التواء ما في صفحة الكون .. كلما اقتربت منه وجدته يبتعد اكثر .ز ويستغلق أكثر .. ويتسع أكثر ..
التواء ظاهر صريح .. ولكن لا يمكن أبداً اثباته ..
لا عجب أن يجتمع الأفق والنفس في آية واحدة .. بدأت بـ " سنريهم "
الآفاق .. والأنفس ...

..........................................
آه ما أقسي الكورنيش .. سور يصعد في وجه البحو كصبي عابث يتحدي مارد أسطوري ..
وآه كم يصبر البحر علي عبث الكورنيش بتنمقاته ..
صبر البحر ,, جعل الكورنيش والأسفلت يظنان أنهما أقوي ....!!!

وهيهات صيحة واحدة بحرية تعانق الكورنيش والأسفلت والعمارات البحرية الباهظة .. وتلوث ملحها الياقات البيضاء وربطات العنق السخيفة .. وتذيب أكواد بطاقات الإئتمان الذاخرة ..
why sometimes i became suddenely an antisocial ..??!!J


آه من الإسكندرية .. كم أصبح البحر مألوفاً حتي تناسينا جماليته ؟؟
تماماً كفاتنة تزوجتها .. ولطول ما ألفته .. توقفت عن النظر إليها

البحر يشعرني بالذنب تجاهه .. وتجاهها ..!!

البحر آيات عظمي .. لا مجرد آية ..
فالبحر كينونة .. والماء كينونة .. والأفق كينونة .. والنسيم كينونة .. والأنواء كينونة ... والرمال كينونة ..
والتقائهما جميعاً علي صفحة واحدة .. كينونة كبري ..

أحياناً أهابه حين تعلو ترمومترات الذنوب .. فهو كما ورد عن النبي يستأذن الله كل يوم أن يغرق ابن آدم لما رأي من عصيانه ..
فيأبي الله علي البحر والأرض والسماء .. ويقول لو خلقتموهم لرحمتموهم ..
آه كم يذكرني البحر بحلم الله..


كلانا تجليات للقدرة .. أنا والبحر ..

لكني منحت فرصة الإختيار .. العبادة بالمحبوبية .. والطاعة طوعاً ..
وهو جاء قهراً ...
هو تميز باللاعصيان .. وأنت تميزت بطاعة طوعية تمنحك كرامة أكبر ..

هو استفاد من ميزاته .. ولم تزل ميزاتك معطلة ..

قام ليصلي بأمواجه تسبيحاً .. ربتت علي كتفه الأيمن .. وائتممت به في صلاة جماعة ..
في حب الله ..

"هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه"

الجمعة، 30 يوليو 2010

فقدٌ .. ووجد



أحياناً نحتاج أن نمد أيدينا إلي أنفسنا .. أن نربت نحن بأنفسنا علي أكتافنا..
وربما نلتفت فلا نجد أحداً ..
فنضطر أحياناً .. أن نقبل أنفسنا .. نحتضن أنفسنا .. نحب أنفسنا ..


وأحياناً نحتاج أن نكف عن تعليق المشنقة لأنفسنا .. نحتاج أن نشعر ببعض الشفقة علي أنفسنا فنكف عن جلدها ..
نترك لها لحظات للراحة ..
لماذا تشفق علي الجميع .. ولا تمنح نفسك بعض الشفقة .. وأنت الأحق بها ..
لماذا نتآمر أحياناً مع العالم علي أنفسنا .. والخاسر هو نحن في النهاية ..


فمن هذا الباب .. اكتب الآن ..
احتضاناً لذاتي .. وربتة علي كتفي .. وقبلة علي وجنتي .. ودعماً طالما افتقدته مني لها ..
أحاول أن أكون لطيفاً مع نفسي في الحق ولو مرة ...

فإننا أحياناً نسيء فهم الأقدار .. ونلوي أعناق التأويلات .. فقط لنمنح أنفسنا مزيداً من الاتهام ..
أو نمنح الكون مزيداً من اللوم ..
لنشعر بمزيد من الخيبة ..
هون عليك ..
فليس كلما أظلمت الدنيا .. معناها انقطاع التيار .. وضياع الطريق ..
فأحياناً يظلم الكون ليمنحنا بعض السكون لنعيد ترتيب أنفسنا من الداخل ..
فقد أمضينا النهار بأسره .. نرتب أوراقاً خارجية .. ونعيد تنظيم الأثاث ,, ولم نزل نشعر ببعض الفوضي ..
ذلك لأن بعض اللفوضي ذاك .. يسكننا ..
والظلام يمنحنا الفرصة لترتيب فوضي الداخل ..

"ففي الظلام تسطع أضواء النفس .. وفي الصمت يعلو صوت الضمير .. "

ومن الظلام الذي ليس بظلام حقيقي .. إنما هو تلك الفرص .. ظلام الضيق اللاسببي ..
الذي يصيب بعضنا لحظات ..
وأحيانناً تنمحي اللذة في أفعال وأفعال قد تبعث علي الجميع البهجة ..

" اعملوا فكل ميسر لما خلق له "
أحياناً يرفع الله المتعة .. ويعطل قانون اللذة .. ليجبرك علي سلوك الطريق المغاير ..
ليجبرك علي أن تبحث عن لذات أخري .. في طرق أخري ..
إن الخير كل الخير حين يضيق صدرك بكل برامج الاعلام .. وكل جرائد العالم .. وكل ألعاب الحضارة الجديدة ...
وتجد الخواء في العمل .. والفقر في كثير المال ..
وتجد اللارغبة هي سيدة علاقات العشق ..

فتبدأ في التنقيب عن لذات جديدة .. فتجرب لذة الصمت .. ولذة السكون .. ولذة الليل ,.. ولذة الذكر ..
حين لا يرتاح إلا بيته .. ولا تسكن إلا في أزمنته المختارة ..
حين تشتاق إلي أن يفتح عليك كوة مناجاته .. وسراً من اسرار كتابه ...
لذات .. تعيد ترتيب أبجديات التلذذ لديك من جديد .. تسحق مفاهيم اللذة القدجيمة ..
وتتفتح علي يديها مفاتح مستغلقاتك ...
لتجد الراحة في السير نحو الله ..
وكأنه يخلصك عنوة .. ينتزعك .. يقتلعك ..
يقطع علائق القلب ليصفو لنظره ..
ألم يقل الله في القرآن المخلصين بفتح الللام .. ولم يقل المخلصين بكسرها ..
فالله هو المخلص ..
يخلص العبد له .. فيصير مخلصاً ..
وتلك هي عملية التخليص .. منة المنن .. ونعمة النعم .. وفضل الأفضال ..
أن يضع الله عليك اختياره .. ويأبي أن تحظي بك الدنيا .. أو يظفر بك الشيطان ..
حتي لو اخترت أنت هذا ؟؟؟؟؟!!!!

نعم ..
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام .. ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء ..
قال للإسلام ولم يقل بالإسلام ..
إن جعل انشراح الصدر في طاعته .. وقمة اللذة في مناجاة اليل .. وأغلق لسانك عن الشكوي إلا له .. وطوي نجواك عن البث لغيره ..
واغلق عليك سبل اللفرار .. وجعل الضيق كل الضيق في لذات الدنيا المخالفة للأمره .. أو الشاغلة عن سبيله ..
فاعلم أنه أراد بك خيراً ..
فأبشر ..
لا .. بل ارقص فرحاًَ ..
والق الهموم ..
وارحل إلي السعة والروح ..
ارقص ..
فما من شيء أحق بالرقص من فرحة كتلك ..
ما من شيء يستحق الفرح في الكون كتلكم المنة ..

اربت علي كتفك .. واحتضن نفسك .. وقبل جبينك .. واهمس في اذنك " كل شيء علي ما يرام"
ليس الأمر ضيق .. إنما هو ضيق مقنن .. وهم مقنع ..
إنما هو ألم الأنتزاع .. أصوات تحطيم العلائق ..
وشظايا القلود المسحوقة ترتطم بيديك التي اعتادت التكبيل ..
ارقص .. أم أنك اعتدت الأسر .. ونست عيونك حلاوة النهار الأبيض ..
ارقص .. فقد حان أوان فك سجونك .. واطلاق سراحك ..
كطير في سماء الله ...
تحلق نحو الله ..
نحو الأحد .. الذي ما استحق غيره أن يكون للحياة غاية ..
وما كان لسواه أن يكون في الدنيا مقصداً ..
وما كان لدونه أن يكون من القلب مبتغي ..
هو المقصد .. والهم .. والمبتغي .. والمآل .. والمنطلق .. والغاية ..

من وجد الله فماذا فقد .. ومن فقد الله فماذا وجد ..
كيف لبشري فقده ألا يقوم فليصلي علي نفسه أربع تكبيرات ويعلن النياحة علي موته القديم .. موته الخبيث .. موته السارق ..
وكيف لبشري وجد الله أن يتحسر علي شيء قط .. أن يحزن علي شيء قط ..
كيف لبشري وجد نفسه .. عند الله ..

ألا يربت علي كتفه .. ويأخذ بيد نفسه ...
في رقصة طويلة ..... رقصة فرح ..
تسمي ركعتين ...

الثلاثاء، 27 يوليو 2010

أزمنة الأسطورة


كثير منا حين يطالع أساطير اليونان القديمة .. وعجائب الأولمب .. وصراع الألهة والتايتانس والبشر .. وأقاصيص أخيليس وأوديسيوس ... وحكايا بروميثيوس وديونيسيس .. يعجب كيف تحولت هذه الأساطير إلي عقائد يؤمن بها البشر في أزمنة قديمة ..
 وأساطير بابل .. والسيلتك ..
هل يمكن للأنسان أن يغوص في وحل الخرافة إلي ذاك الحد .. وما المنطلق لتلك الأساطير ..
وماذا يمكن أن تفسر الأسطورة من دقائق النفس البشرية ؟؟


بعيداً عن جدليات العلوم الحديثة ونظرياتها الإفتراضية البحتة ... يمكننا أن نتفق جميعاً علي أن الاسطورة بدأت أسطورة  ثم تحولت إلي عقيدة ؟؟
بمعني أنها لم تكن إلا خيالات شعرية .. وروائية .. ومسرحية .. ونكات .. وأقاصيص .. ونوادر .. الكل يعلم أنها غير حقيقية ..
ولكنها لما تحوي من الاسقاطات والعبرة .. انتشرت وانتشرت .. وراقت لأسماع الناس ..


كيف تحولت الأسطورة عبر الزمن إلي عقيدة .. لأنها ببساطة تكمل مواطن النقص في النفس البشرية .. تعطيها حاجة ذاتية هي الحاجة إلي الإرتقاء .. والعلو .. والتسامي .. Transcendence
حاجة الإنسان إلي العوالم الأخري .. والخروج من مادية الواقع ..
شعوره الدفين بأنه أكثر من مجرد الجس المادي .. وأن الكون يتجاوز معناه المادي المحدود ...
حاجته إلي كسر القوانين المادية .. وتجاوزها إلي عوالم أخري بلا جاذبية .. وبلا عجز ومرض ..


الأسطورة أعطت الإنسان الفرصة لكي يكون أكبر منه .. وأقوي منه .. وأكثر مرونة .. وأكثر قدرة ..
أعطته الفرصة لكي يهرب من الواقع .. لعوالم أخري بلا تلك القيود التي تشعره بالعجز ..
الأأسطورة انطلقت من شعور الإنسان بالنقص والعجز .. وتغذت علي شعوره بالنقص والعجز .. واندثرت حينما صارت تؤكد هذا الشعور ذاته وتضخمه حين يفيق الإنسان من الإسطورة ليرتطم بالواقع ..


لماذا هذا الحديث ؟؟؟


لأنني استغربت ماذا يحدث الآن في العالم ؟؟؟؟
إن المطالع المحايد والموضوعي والحصيف يلمح ذاك التوجه العالمي الحالي .. للعودة إلي الاسطورة .. أو ما يشبه زمن الأاسطورة ..
البوكس أوفيس العالمي وصناعة الأفلام .. هاري بوتر .. تويليت .. انسبشن .. هيلبوي .. ايراجون .. مملكة الخواتم .. كلها تنطلق من صياغة عوالم اسطورية وابطال اسطوريين
السوبرمان .. والبات مان .. السبيدر مان .. الأيرون مان .. الكات وومن ..
مسلسل هيروز .. مسلسل 4400 .. بافي .. أنجيل ..
والروايت المقتبس منها تلك الأعمال ..
ألعاب افيديو في السنوات الأخيرة كلها أيضاً تحوي تلك العوالم .. إيلدر سكرولز .. كرايسيس .. وغيرها الكثير والكثير
أردت فقط لفت النظر ..


الإنسان رغم كونه أصبح اكثر قدرة .. وتقدماً .. وحضارة .. وأكثر قوة علي مواجهة الطبيعة كما يظن ..
أصبح رغم كل هذا أكثر شعوراً بالنقص .. والعجز ,, والضياع .. والخوف .. والخواء ..
ولا عجب أن يكون الدواء الأكثر رواجاً عالمياً الآن .. هو مضادات الإكتئاب ..
ويكون الإكتئاب المرض الثاني عالمياً بعد أمراض القلب ..التي يلعب هو نفسه دوراً في تكوينها ..
ولا عجب أن تسمي عصورنا الحالية عصور القلق ..


ولا عجب أن تعود الأسطورة بقوة ..
ولا جب أن تمر الأأسطورة بمراحلها التالية .. لتصير عقائد ..
فلا عجب أن كل من يشاهد كمثل هذا .. وينصبغ عقله بإمكانات تلك العوالم .. أن يسبح خياله فيها .. وتنصبغ طرق تفكيره بملوثاتها ..
ويجد يها المهرب ألأأكبر من الواقع ................


ولا عجب أن تكون أزمنة الأساطير وتحولها إلي عقائد هي المراحل الأأخيرة التي تمر بها الحضارات دائماً قبيل سقوطها .....
وكلنا منغمسين في ذاك التحول بطريقة أو بأخري ..
كلنا نصفق ونطبل للأساطير .. دون أن نشعر أنها وإن أعطتنا بضعة من ارتياح .. وبضعة من هروب ..
سيتكون صفعة الواقع أقسي واقسي ..
ستهدمنا .. وتهزمنا .. وتزيد عناء الإنسان ...

الإسلام هو الحل ..........
ليس حلا للأسطورة .. أو حلاً للتحول البشري الحالي نحوها ..
وإنما حلاً للحاجة الأصيلة ... الحاجة للعلو .. والتسامي .. وتجاوز الواقع ...
ولكن عبقرية الإسلام عن غيره أنه واقعي متسامي realistic Transcendence أو transcendental realism
بمعني أنه ينطلق بتجاوز الوافع من الوافع نفسه ..
يقدم سوفت وير للعقل .. يجعله يعالج إدراكه للواقع بنظرة تجاوزية ..
فالإسلام الذي يقدم قواعد ومتطلبات لعالم الشهود .. وفقهه الخاص ..
هو نفسه الذي يقدم عوالم الغيب الحقيقية .. والمعجزة والكرامة .. والعالم الآخر .. والآخرة .. والخلود .. والإمكانات اللامحدودة المتوقفة علي الأأداء البشري نفسه في عالم الواقع ..
اي يجعل إمكانات عالم الأخرة الغيبي متوقف علي الأداء البشري في عالم الدنيا الواقعي ..

يجعل الإنسان هو الذي يصفع الواقع بصفعات الصبر والاحتساب .. والرضا والدعاء .. والإرادة .. واليقين ... والتنفويض ..
المسلم يهزم الواقع .. حين يشبع له الإسلام حاجته إلي تجاوزه ..
الإسلام يقدم العلو الحقيقي المستمد من الواقع ذاته .. والمنظومة الإتعقادية الأغسلامية بهذا تقدم الخلاص من الأأرق والقلق والاضطراب الذي يحياه بشر الألفية الجديدة ..

هم يقدمون لنا اساطير وليدة .. عقائد انهزامية تتشكل ..
فلابد أن نقدم لهم الخلاص ..
بالمنظومة الإعتقادية الإسلامية المتناسقة مع ذاتها .ز متناسقة مع الكيان البشري .. ومتناسقة مع الكون ..
بل ...
ومنسقة لكل هذا ايضاً ..........

الاثنين، 26 يوليو 2010

أحجيات


إننا قد نبقي طويلاً نحيا بصدق وعمق وتفاني ..  معاني زائفة ...

ثم نستيقظ  ..

فنعدو إلي المعاني الحقيقية .. لنحياها بزيف وقشور ونفعية  ..

ياللحماقة ........؟؟

تري أهناك مرحلة أخري لليقظة ؟؟

ببساطة ..
 حياة قديمة للأدب والرواية .. والفلسفة .. والجدالات الفكرية العقيمة .. لم نعبأ حينها بفقدان الغالي والرخيص .. صدقنا الزيف .. كنا صادقين مع الزيف...
ثم استيقظنا ...
إلي حياة الروح .. والعروج إلي السماء .. والسلام السرمدي .. والصفاء الأبيض النفسي .. تزيفنا للصدق .... صرنا زائفين مع الصدق ..
لم نزل ... لم نخط خطوة واحدة تحسب ..

خطوة واحدة .. كخطواتنا العابثة القديمة ..
خطوة واحدة .. غائية حقيقية ... نحو الحقيقة ..


مولانا خذ بنواصينا إليك .. أخذ الكرام عليك ....
......................................................................

لا نرضي في الدنيا بما دون الصدارة ..

ولا نطمح في الجنة سوي بغرفة البواب ..  ؟؟؟؟؟؟؟؟



اه من الطمع حين يجتمع مع الحماقة ....

لبيك الطمع الأبيض .. لبيك الطمع المحمود .....

.................................................................

مفاتح القرآن لا تنال إلا لروح طاهرة ...
فإن ظاهره لا يمسه إلا المطهرون .. طهارة الظاهر لمس ظاهر النص ..
 فما بالك بباطنه ...
طهارة الباطن .. لمس باطن النص ..

والعجب كل العجب .. أن طهارة الباطن ذاتها لا تنال إلا بالقرآن ذاته .. بأسراره وبواطنه ...
فيالها من أحجية ...
ما لها سوي حل وحيد .. أن تبقي دائماً تحت جناح القرآن ..

لربما انفتح لك بالمنة سر من اسراره .. فطهر به باطنك .. لتنفتح لك أسرار وأسرار ..

ولربما طهر بالمنة الباطن يوماًَ للحظة .. فانفتحت الأسرار ....
هي حلقة القرآن المفرغة ..... المليئة ................................................
...................................................................


لم يزل سنوات يبحث عن شيء ما ... حتي أعياه البحث ...
فلما وجده ...
لم يزل سنوات .. يهرب منه .. حتي أعياه الهرب ........

.......................................................................................

........................................................................................
وأحجية أخري :

وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ

الأحد، 25 يوليو 2010

أصوات ... وأصوات

كنا في صلاة العصر .. الركعة الثالثة ..
وفجأة ...
سكن كل شيء ..
اندهشت ..
فالمفترض أن يكون كل شيء ساكناً بالفعل .. فالصلاة سرية .. والمسجد صغير .. فكيف لا يكون ساكناً ..
علمت حينها أننا قد اعتدنا الضوضاء حتي نسينا طعم السكون ..
فنستنا السكينة .. تباعاً ...

فحين انقطع النور في الركعة الثالثة .. توقف التكييف .. والمراوح .. والمايكروفون بزنته الخافتة .. كل تلك الأاشياء تصدر ضوضاء عنيفة .. لا شعورية .. تؤرقنا تقلقنا ... تمنعنا من الخشوع .. وتمنعنا من ذوق السكون ..
تمنعنا من السلام للحظات دون أن ندري أصلاً أنها موجودة ..

أصوات السيارات .. الماكينات .. الأبواب المصطكة في عنف ..
التلفاز شغال .. ومنطفيء بشحناته وذبذباته ..
المحمول برنته .. وصامته بالهزاز ..
الهمسات .. ال .. ال ..
لقد اصبحنا نحيا في حضارة الضوضاء ..


وقد اكتشفت هذا أخيراً .. فشتان بين أن تلعن حضارة الضوضاء .. وبين أن تذوق طعم السكون ..
وتحولت الصلاة علي غير المتوقع ..
فقد كنت أتوقع تذمراً من حر الصيف .. وضيق المكان .. ولكن للسكون هيبته ..
أتي خشوع أخاذ .. استولي علي المصلين ..

وكأن الإمام صار ملاكاً ذو هيبة ..
وكأنه حين انقطعت الكهرباء توقف الوقت ..
فهكذا الخشوع .. أن يزول الوقت .. وينمحي الزمن ..
كانت أجمل ركعة نهارية .. منذ أزمنة بعيدة ..
ركعة ساكنة .. في ضوء نهاري خافت يتخلل نافذة السمجد يسقط علي العين بحنو .. كمسحة سكينة ربانية ..

رنت في اذني أيه ..
" وله ما سكن في الليل والنهار "

وأتتني أحاسيس الظلمة اليلية .. والتنزل القدسي في جوف الليل .. والسكينة المتكومة هناك في السحر تنتظر دوماً من يقتطع منها قضمة ..

تمنيت لو انقطعت الكهرباء للأبد .. أو بنوا لنا مساجد في الخلاء .. بلا طرق محيطة .. وبلا كهرباء .. وبلا صوت إلا صوت مياه رقراقة تتدفق علي كفي متوضيء في الميضة .. وأرجل محتكة في تجانس ركوع متزامن لصف مرصوص ..

تذكرت ما حدث بالأمس بعد العشاء ..
فقد انقطعت الكهرباء ايضاً ولكن بعد الصلاة ..
ونزل ظلام كثيف .ز ظلام لا تميز فيه أصابعك . أو حتي اتجاه القبلة ..
علمت حينها كيف هي .. صلاة العتمة ..

وكيف رونق الليل .. وبهائه الأاسود .. وكاريزما العشاء الحقيقية التي تاهت منا ..
ولدقائق قبل أن تلمع أضواء الموبايلات .. اقتنصت قضمة أخري من السكينة الساكنة .. الرابضة في ظلمات النفس تنتظر غوصاً داخلياً لنيلها ..
تنتظر اشعاعاً من الظلام الساكن .. لتضيء .. وحدها أراضي النفس المهجورة ..


بالأمس حين الأنقطاع .. حدث الاتصال .. قمت أقتنص ركعتي السنة في الظلمة .. ويالها من ركعات .. تشعر وكأنك لم تصل قبلاً ..
أه كم شوهنا جمالية الكون ..

ما أصبح أحدنا ينظر إلي القمر ..
فكيف تراه مع سطوع المصباح الفلورسنت .. وأباجورة الليل الحيادية السخيفة ..
لم نعد نشعر بدفء الشمس .. بجوار ضابط حرارة المدفأة المقنن .. الذي لا يحرق .. ولا يمنحنا ما يكفي من السمرة لنتغير .. أو لنتذكر بعد ايام أنا كنا في الدفء ..
المدفأء لا تمنحنا الذكري كالشمس ..
والمصباح لا يمنحنا النجوي كالقمر ..
والكهرباء لا تمنحنا ما يكفي من السكون .. لنتحرك بعدها ..

إن تضييعك للسحر .. وسويعات الليل الغابرة حين يتوقف صراخ الحضارة قليلاً .. لهو درب من الحماقة ..
ففي واقع الحياة الإلكترونية عديمة الجدوي الحالية ..

فقط في الليل الساكن نتذكر من نكون ..
نقتنص لحظات .. لنتعرف علي أنفسنا بصدق ..


لنخشع مقدار ركعة ........................

الثلاثاء، 20 يوليو 2010

مش عارف اسميها إيه .. تحليق .. زي بعضه


كيف نفهم الآخرين .. وأنت ببساطة عاجز بالكلية عن فهم ذاتك ..
أحياناً تقف أمام نفسك مندهشاً من تلك الطاقات العملاقة .. والإمكانات الهائلة .. وما تستطيع أن تكونه ..
فقط ما تستطيع ..

وأحياناً أخري في لحظة صدق .. تقف أمامها مشمئزاً لاعناً .. متوارياً .. تحمد الله علي الستر .. فلو كانت للعيوب رائحة ما طاق أحد أن يجالسك ..
وأحياناً تتحير من كل ذاك الضعف المتواري داخلك .. داخلنا جميعاً .. والذي يسطع بلمحات خاطفة .. في فجعة .. أو فجيعة .. أو ربما كارثة .. تفقدك القدرة علي أن تتماسك.. فتتناثر .. وتعجز حتي عن تتبع بدايتك لتبدأ في لململتك ..
كيف بك حينها مطالب أن تضم آخرين .. وتمنحهم القوة ..

كيف بنا نوقن بكل تلك العيوب فينا .. ونواري كل تلك الشهوات .. وندفن كثير من الدناءة والأنانية ..
ثم لا نسمح للأخرين أن يخطأوا ... ولو ربع أخطائنا المتوارية ..
بل لا نسمح لهم أيضاً .. أن يواروها ..

لماذا ننجرف أحياناً .. بكامل إرادتنا ..
ثم نفيق علي إرادة أخري أكثر وعياً .. لنعلم أننا لم نكن في كامل إرادتنا حقاً ..
ويبقي السؤال الدائم .. لماذا نسقط ثانية بعد كل توبة .. ؟؟



وعلي الجانب الأخر من المرآة .. تندهش ..
في لحظات شفافة ..كريستالية .. تشعر بأن دواخلنا ممالك من الصفاء ..

رائقة .. عذبة ..
نود لو نمكث هناك للأابد .. في جوف اليل الغابر .. وحلكة السحر .. في حضن الأرض .. بسجدة ..
نشعر حينها أننا باحتضاننا الأارض .. ارتفعنا .. وارتفعنا ..

ولن نسقط ثانية ..
لن تغرينا الأرض .. ونداءات اللحم .. والغضب .. والشهوة ..
نشعر أن الدواء من الأرض .. بذاتها .. وداوني بالتي كانت هي الداء ..
إن دواء التثاقل إلي الأرض .. والإنغماس في الوحل . وامتداد جذور الطمع في الدنيا .. بالانغماس أكثر .. وأكثر في سجدة ..
نعم اثني جذعك .. واجعل أكبر أوراقك تلامس الأرض ..
اجمع الجذر .. والساق .. والأاغصان معاً .. وانصهر ..
اعبر إلي السرمدية ..
بسجدة ..
اقترب ..
بسجدة ..

ثم نفيق .. علي يوم جديد ..
آه .. كم أكره النهار..  وضوضاءه التي تعكر ذاك الصفو ..

وصفو النفس في الليل .. حين تتعرف إلي بعد جديد للاشياء .. بعد جديد للكون .ز بعد جديد لذاتها .. ذاك الصفو يعكره أقل ذرة ..
من تراب ..

ونحن في واقعنا الحالي .. وحضاراتنا الجديدة ..
نتنفس التراب ..
يملأ صدورنا غبار الخواء .. واللامعني ...
لأن جذورنا انبثت في الأرض ..
ونحن في الأصل نباتات مقلوبة .. تنمو إلي أعلي ..
ينبغي أن تمتد جذورها إلي السماء ..




أندهش حينا من صفائي ..
وحيناً من شروري ..
وحيناً من هشاشتي ..
وحيناً من بسالتي ............
وأحياناً .. وأحياناً ... من توجهاتي ...............

هل سنبقي نبتات مترددة .. لا تعلم إلي أين تنمو ؟؟
ولو علمت .. بقي الضعف يجذبها إلي أسفل .. وهي تقاوم وتقاوم ..
تسقط حيناً .. وتفوم حيناً ..
لتأتي نهايتها .. بلا نمو ..
بلا حياة ..
نهاية علي نهاية ..
ونهاية بلا بداية ..

عذراً فليس الطريق طريق مقاومة .. قدر ما هو طريق ارتقاء ..
إن الطريق الذي يحمل الكنوز والحكمة .. ليس طريق مجاهدة النفس .. قدر ما هو طريق ما بعد الأنتصار عليها ..
ليست الحياة فقط هي وضع الوقود في صواريخ التحليق .. وحمايتها من سراق الماء الثقيل ..
وإنما الحياة هناك .. في رحلة الصاوخ إلي أعلي ..
يعدما يتحرر من جاذبية الأرض ...
يتحرر منها ... بقوة دافعة جبارة .. بسرعة فائقة .. بعدم التفات إلي الوراء ..
بمناورة أولية ..
ومقدمة مدببة .. تتجه إلي السماء ..
تعرف فقط أن ما ينتظرها في الأعلي .. في طريق التحليق أكثر تشويقاً وإثارة ..
فما بالك فيما ينتظرها بعد الوصول غلي السماء ذاتها ...

الخلاصة ..
هناك محطتين .. أرض وسماء ..
والحياة الطريق بينهما .. تصاعداً وتحليقاً ..
ولكنا نضيعها كلها في المحطة .. استعداداً للرحلة .. ونظن أنا بهذا نرضي الله .. ونرتقي .. وما غادرنا ..



والبقية الباقية هناك في المحطة الأخيرة ...


الاثنين، 28 يونيو 2010

قضمة من الباوند كيك .. وكرسي متحرك "حدث بالفعل"

أحياناً نفسد حياتنا بأيدينا .. حينما نستمع للآخرين .. حينما نفتح لهم صدورنا يكبون فيها من فضلات أفكارهم ..
إن العقائد معدية ..
والعقيدة السليمة هي أكثر ما ينبغي حمايته وصونه من العدوي . بميكروبات الباطل .. التي استعمرت بعض الأمخاخ حولنا ..
وأحياناً في أقرب القريبين منا ..
والطاقة السلبية التي تحملها الأأفكار السلبية .. المنطلقة من اعتقادات لاربانية في الكون والحياة .. ناتجة من أبجديات الحضارة الحالية .. هيأخطر ما يكون علي الهارمونيا الذاتية مع الكون والحياة ..
الطاقة السلبية هي المدمر الأأكبر للسلام الداخلي .. وحالة السكينة والطمأنينة بمعناها الواسع التي يمن الله علينا بنفحات منها أحياناً ..
بل إن المتتبع للسكينة بمواقعها الستة في القرآن الكريم يجدها دائماً دائماً مرتبطة بمواجهة الطاقة السلبية والظلامية .. ومرتبطة كثيراً بالتباين الفكري بين مرسلي الاعتقادات الباطلة والأفكار الظلامية .. وبين مفاداة ذوي النور لتلك الطاقات بتبيين حقيقة المنظومة الفكرية والعقائدية الربانية ..

وأحياناً نخطئ في لحظات .. فنترك أنفسنا ننغمس في جلسة من جلسات التلاعن .. وذم الدنيا . والتحسر المصري علي الأاوضاع والسياسات .. وسب الظروف .. والتلعثم حول المستقبل .. ومصمصة الشفاه حول البخت الضايع .. وأحلام تكافؤالفرص ..

والفكرة السلبية إن تركت في جلسة كهذه دون مضاداة قوية من الأيمان والتوكل والتفويض للحكمة .. ورمي الحمول علي المعتني القدير .. لأخرجت كل الجالسين ملتطاين وملوثين ببضعة منها .. قد يبقون أسابيعاً يعانون من شؤمها ..وتردداتها المدمرة ..

وهكذا كنا اليوم .. الكل يلعن .. ويروي قصص الضياع وقلة الفرص .. 
تقاسمنا اليأس .. وتشاركنا الانهزامية قبل البداية .. 

حتي بعث الله ما يلفت ابصارنا جميعاً رغم ضآلته ..
الأأولي : قطعة باوند كيك سكرية سقطت من أحدنا .. فلم يكترث .. فهي أصغر من أن تعتبر بجوار المحتوي الكامل .. 
وبعث الله نملة .. كبيرة بالنسبة لمثيلاتها .. صغيرة للغاية بالنسبة لقطعة الكيك .. ضئيلة لما لا يقارن بالنسبة إلينا نحن .. معاشر الجالسين ..
والتفت الجميع بتقدير رباني إليها .. تحملها .. أضعاف أضعاف وزنها .. علي مصطبة مسورة بسور مرتفع ...
تتعثر قليلاً وتكمل لناحية السور الناعم ..
وتنفتح الأفواه تراها تتسلقه .. لا يمكن ..
وتبدأ هي في التسلق .. لا يتجاوز نصف متر .. ولكنه بالنسبة إليها كأمتار عظام لأحدنا ..
وتسقط ..
ولا تسقط الكسرة .. 
وتقوم لتكمل وتتسلق ..حتي تأتي منتصفه ..
وتسقط .. ولا تسقط الكسرة ..
تقوم .. وتتسلقه بظهرها .. حتي تكاد تبلغ قمته .. وتسقط ..
وتقوم . تفن في محاولة مجاوزته بخطاً مائلاً للأعلي يجمع بين صعود رأسي وخطوات جانبية تعطيها بعضاً من التوازن ..
وتسقط ثانية .. وثالثة .. ورابعة .. ولا تسقط الكسرة .. ولا تيأس .. ولا تغير الهدف .
ولا تنجلس لتأكل .. أو تخفف الحمل .. أو تنادي للمساعدة .. 
وكأنها حملتها مائدة الياس التي تقاسمناها حين جاوزته .. وجاوزت معها أمالنا..
الكل صاح .. سبحان الله .,. علامة ربانية .ز بعث الله نملة لتقاوم أفكاركم السامة المسمومة ..
ووتتبعناها ضاحكين .. ظانين أنها تمكث في بيت قريب من الرصيف .. لنجدها تتجاوز الرصيف لتقف أمام سور المسشتفي العملاق بالنسبة إلينا ..
سور يتجاوز ثلاثة أمتار ..  يقف شاهقاً .. ولا شاهق أمام الأإرادة فطرية .. دون معوقات فكرية داخلية ..
وتصعده في دقائق .. نتتبعها بالتصفيق .. والتسبيح ..
هي آية ربانية .. للعناية .. والمقومات المغروسة التي تربت عليك أطمئن .. 
وما من دابة في الأرض إلا علي الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها ..
وتمضي النملة ... 

ونصمت .. لتنهينا آية أخري ...
جالسين نحن مجموعة من الأأطباء الشباب علي مصطبة نشرب الشاي .. ونلعن الدنيا .,. 
نحكم عليها بمعايير المال والاقتناء ..
ليجلس أمامنا رجل يجلس علي كرسي متحرك .. فالمشفي مشفي جراحة العظام والإصابات ..
ليس هكذا فقط وإنما هو مقيد بكلبشات إلي كرسيه.. يسير بجواره عسكري .. ليدلنا أن ذاك ما هو إلا سجين من السجن المقابل لمستشفي ناريمان للعظام ...
سجين ... وقعيد .. 
أي معيار للحكم .. اين يضعه ؟
فيما تحت المعايير .. 

وتدلف إلي الصورة فجأة موازنة للمعايير .. 
إمرأة قليلة الجمال .. تحمل طفلين .. صبي وفتاة .. آيتين في البراءة والجمال .. 
ابتسامتهما تفتت القسوة .. وتنعش الحر .. 
ملاكين يحملان الخلاص ..
تجلس تحت قدمي السجين المقعد .. تتحسسه في حنو .. وتترك للطفلين العنان .. فيجتمعان حول أبيهما ..
ينهشانه في عطف ..
وهو يهزهما وعليه ابستامة سلمية رائعة ..


فقط  تمنينا كلنا دون أن يلفظ أينا بحرف ..
أن نكون مكانه لساعة واحدة ..
وقمت .. نادماً علي مائدة اليأس .. شاكراً حامداً علي الانتشال الرباني ..
بنملة وسجين ..

ولكني تباخلت أن احاسب لصديقي علي ثمن الباوند كيك ..
 لذي أنقذني ......... 

الأربعاء، 23 يونيو 2010

الصغيرة

لم أكن اقصد ..
ولكني كنت اعلم..
شيئاً ما أخبرني حين تصفحت دفتر الصغيرة .. أنه سيكون لي يوماً هنا قصيدة ما ..



ما ينبغي .. وما لا ينبغي


لا ينبغي عليك أن تتوقف عن الكتابة ..

ما ينبغي عليك أن تتوقف عنه ..
هو اعتقادك وشعورك أنه ينبغي أن تكتب ..
أو أحياناً أنه ينبغي ألا تكتب ...
" have to " fallacy  

ورع

لله در أقوام تورعوا عن الكتابة .. 
كما تورع سلفهم عن الخطابة .. والإمامة .. والفتوي ... 



الكتابة .. حتي لا تكون لعنة


رأيته .. بعد عدة قرون .. وقد كبر سنه .. وابيضت لحيته .. وظهرت عليه أمارات الحكمة .. والعجز ..
سألته : لماذا حين يكبر الإنسان يزداد سخرية ؟؟
كان رجلاً قد خاض المياه الضحلة حتي خبرها .. وذابت في يده عشرون ألف صنارة صيد .. 
ليلقي بعدها ذخيرة أسماكه في بحر آخر ...

ما أجمل أن تصطاد سمكة من البحر الأسود .. لتلقيها في البحر الأحمر ... هكذا كان يقول 

كتب لي قبل رحيله وريقات يخبرني عنه .. وعنها .. وعن الكتابة حتي لا تتحول إلي لعنة ... كما كادت أن تفتك به يوماً ..فقال لي :
يافتي .. 
كدت أن أوصيك أن تترك الكتابة .. ولكني قد قطعت علي نفسي عهداً ألا أتحدث عبثاً .. ونهيك عن الكتابة عبث .. لذا فعمدت إلي التخفيف من وطأتها .. ومداواة الأثار الجانبية لمرض الأمراض .. ودواء الأدواء  .. الكتابة ..

يافتي .. احذر الكتبة علي الضمادات .. والشاش ؟
نعم .. لا حاجة للعالم بالكتابة بالدماء .. تلك الكتابات التي تخرج أرواح كاتبيها مع الحروف .. وفي النهاية دون طائل .. 
بل كثير منها عبث وباطل .. 
نعم .. ما أجمل الموت في معركة خاسرة ..
وما أحمق الموت محارباً .. في لا معركة ..
أو معركة وهمية ..

احذر الكتابة بالحزق .. والتعنية .. والإمساك المزمن .. 
الكتابة بالدماء أرستقراطية الحمقي ..

يافتي .. احذر أن تبحث عن موضوعاتك في عينات المعامل .. ومسرح الجريمة .. وأراضي ما بعد الحروب ..
فلا شيء هناك سوي أعضاء بالية .. ومزيداً من البكاء .. لن يزيد رطوبة تلك الأراضي كثيراً ..

إذا رحلت بالقلم مع عينة السرطان إلي المعمل .. فاكتب عن فرحة العيد لصاحبها في طفولته ..
واكتب عن كل حبيبين مرا يوماً قبل الجريمة من هنا .. ولتنتهي الرواية قبل الجريمة ...  بحرف ...
وإذا رأيت أراضي ما بعد الحروب ..
فلا تمر من هناك ثانية ..
فقط .. اكتب عن طرق أخري يستخدمها الناس لكي لا يمروا من تلك الأراضي ..
بل ارسم خرائط .. لا تحملها علي صورتها .. 
هو ليس زيف .. 
بل الواقع هو الذي تزيف ..
فأصبح علي خرائطنا أن تحمل الحقيقة .. وإن خالفت بها الواقع ..

فقد صرنا في واقع .. الحقيقة هي كل ما خالفه ..
والوهم هو ما اتسم بالواقعية .. 

يافتي .. لا تحمل هم الحرف القادم .. إن لم يخرج من تلقاء ذاته.. فابتر الكلمات .. واعمد إلي الحرف الذي يليه ..
فماذا تحمل الكلمات من قداسة تجعلها أعظم من أن تكون معاقة أحياناً .. وذات عاهات أحياناً ..
الرجال في الخارج مبتوي السيقان .. ومبتوري الأحلام ..ومبتوري الأصول ..
فلماذا تخاطبهم بكلمات كاملة ..
لربما كانت أوسع من عاهاتهم .. 


يافتي .. قبل أن تبدأ .. لا تكتب اهداءات .. بل أكتب نعياً للقراء ..
فالكتابة الحرة الحقيقية .. تقتضي ألا يكون هناك قارئ ما ... يقبع في منطقة مظلمة في خلفية عقلك ..
فاقتل قراءك قبل أن تكتب .. لتصير أكثر حرية ..


وإن خرجت أشباحهم لتنتقدك .. أو تمتدحك بعد الكتابة .. 
فقط ..
استعذ بالله ..
ولا تعبأ بالأشباح .. وهمسهم .. 

فلو استمعت .. لتلبسوك .. 


يافتي ..  الكتابة دون غاية .. عبث ..
والكتابة .. لغاية .. عبث ..
إنما الكتابة ... كالتبول .. 
لا يمكنك كتمانه .. 
ولا تخرجه لترسم به لوحات ترابية ..
إنما هو فقط .. يخرج ليخرج ..


الكتابة كالتبول نعم ..
فكلاهما مقزز ..

وكلاهما قد تدفع أموال الكون .. إن أصابتك منه الحرقة .. أو الكتمة .. 


يافتي .. لا تكتب بقلم أطول منك .. 
لأنه وقتها هو ما يكتب بك ..
ولا تخوض في ورقة أوسع من عينيك .. فإنها تبتلعك ..
واحذر أن تتحول الحالة الكتابية إلي مسخ .. ووحش أسطوري .. يعييك ترويضه ..


يافتي .. اللغة آلة .. 
فلا تتركها هي تستخدمك ..

تعقد حين تريد أنت .. وتبسط حين تريد ..
تغامض حين تريد ..وافتح الأنوار حين تريد ..


يافتي .. الكتابة قد تتحول إلي شرك .. وعبودية للذات ..
فلا تبالغ في تأمل المخلوقات السارية في كلماتك ..
وألقي بأروراقك فور انتهائها ..
لا للمراجعة .. ولا للمعاودة .. ولا للمرايا الكتابية .. والتنقيب في قديم .. حتي لا تصاب بعشق الذات .. 
فيقتلك .. ويقتلها فيك ..


يافتي .. إن كتبت .. فلا تقرأ لبشر قط ..


يافتي .. إن عصير حياتي كلمة واحدة ..
لقد كتب الله كتاباً .. فلا حاجة للكون بعدها إلي كتاب أخر ..
لذا إذا كتبت .. 
فاكتب .. فقط ..
لله ................................................


الأربعاء، 3 مارس 2010

بدون الله .. زيف وعبث


لم أكن أود الكتابة عن الحياة بدون الله .. وقد ذقتها .. من باب الردم علي الماضي .. واحنا ولاد النهاردة .. وحتي لا تعاودني ذكري ايام وحالات بالغة القسوة .. مني .. ومن الدنيا ..



حتي قرأت قول الله "واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض فآواكم وأيدكم بنصره"


نعم .. اذكروا .. فأيام كتلك لا يجب أن تنسي .. ونعمة كاقتلاعك منها يجب أن تظل منتها نصب عينيك .. تحميك من مماثلة تلك الحياة في اية أشكالها .. كما تملؤك شفقة علي أولئك الماضين في نفس الطريق... أراهم وأنا عائد من أقصي نهايته ... من أعماق الهاوية في أخره ..


أناديهم .............






يالها من حياة تلك التي انمحي منها التمحور حول الله ..


لا أدري كيف حييت وقد غاب الله عن ذهني ..


كيف تستطيع أن تتحمل أن تحمل عالمك كله وحدك .. دون أن تري يد الله تعمل في الخفاء .. دون أن تري العناية تتغمدك .. وعين الله تطلع علي أدق جزئيات حياتك ..


كيف بك تقبل أن يلتهمك القلق .. والمجهول .. وأنين المظلومين والفقراء ... ووطأة الحياة المادية .. وثقل متطلبات الحضارة الجاهلية الحالية القائمة علي تسليع الإنسان وقيمه ..


وتشييئ المعنويات .. ليصير كل جميل محسوس .. شيئاً .. متكوراً .. يباع علي رفوف المولات ...






كيف بك تقبل بحيرتك أمام أسئلة أبنائك علي الطريق .. ومعايير الحكم علي الأشياء ..


كيف بك أنت .. لا تحمل معياراً للحكم ترضاه ..


كيف بك في أعماق أعماق تخشي الموت .. وتحيد عن ذكره .. وتهرب من التفكير في النهاية .. وبالتالي القيمة الحقيقية لما تحيا ولما تملك ..


كيف بك تلهي ذاتك بألاف الأشياء .. وألاف الأشخاص .. وألاف السلع .. فقط تحاول أن تنسي .. أنك لست سعيداً ..


كيف بك تجتهد .. وتدفعه أموالاً طائلة لترسم ابتسامة مؤقتة خادعة مخدوعة .. مستأجرة علي وجهك .. لئلا يعلم الناس .. أنك شخص زائف .. ضعيف .. قلق .. ضائع .. حائر ..


كيف بك تهرب إلي ألاف الأفلام والرواياات والتمثيليات ,, وحكايات الأصدقاء .. لتهرب من دراما حياتك .. وتخلق ألاف الأعذار الواهية والحجج الزائفة أن هناك من هو أشد بؤساً .. وأنك أحسن حالاً ...






لحظة ... أنت هناك .. بدون الله .. بدون منهجه .. أنت زائف ..


زائف ..


وهكذا ستبقي ..






إلي أن تعود إليه .. وفي لحظتها .. ستبدأ عملية إعادة تخليق الحقيقة فيك ..


ستمتلئ صدقاً .. وحقاً .. ويقيناً ..


ستعتدل معاييرك .. وسترحب بالموت إن كان يحمل اختيار حبيبك بلقائك ..


ستقف أمام المرآة .. لتعلن لنفسك في أشد لحظات الحياة ظلاماً .. أنك سعيد حقاً .. وأنك لست خائفاً ..


وأنك لست زائفاً ..






وأنه قد اصبح للحياة معني ..


بل لما بعد الحياة ..