الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

ورع الصراع



" دعوها فإنها منتنة " .......

أولئك الذين فقهوا فقه الحياة الجديدة .. فقه الحضارة .. فقه القرن الواحد والعشرين ...
فقه النظام العالمي الجديد .. وانتصار الليبرالية الحالي ... فعلموا أنه لا مكان لهم في هذا الصراع وإن انفتحت لهم أبواب الحظ .. وانكشفت لهم ثغرات يدلفوا منها من الهامش إلي بؤر الضوء ...
ولكنهم عرفوا حقيقة ذاك الوهم العالمي ... واكتشفو خطة ابليس الأخيرة .. التي أتت أكلها .. بل خيراً مما توقع ,,


أولئك الذين كشفو حقيقة التسليع العالمي ,, والتشيؤ .. والأذرع الخفية التي تحكم العالم .. وعلموا أنهم عبيداً لمالكين لا يمكن معرفتهم و قتالهم ...
فاكتفوا بوصايا النبي في الفتن .. أغلق عليك بابك .. وعليك نفسك
ولكنهم عرفوا الفارق الخفي بين السلبية .. وبين ورع الصراع ... أن يتورع المرء فيترك لصراعات برمتها ..حين يكون حتي الطرف المدعي الحق ..هو جزء من خطة الشر ...
هم يريدونك تعترض .. وتكتب .. وتناقش .. وتتخذ موقفاً ..
إن موقفك الوهمي هذا هو محض خطوة في خططهم ... أنت تواريهم ... وتزيد الفرقة هناك بين الحشود في الأسفل ..

هم يريدونك حائراً ... تبحث عنهم .. تتقصي رموزهم ... والاعيبهم .. ذاك التقصي العابث ... فرحاً بما يلقونه لك من مفاتيح تزيدك حيرة ..

فقط اعتزل ذاك الصراع العالمي الكبير برمته ... واجتهد ألا تكون جزءاً من الخطة .. لا تتقولب كما يريدونك .. تفكر كما يريدونك أن تفكر ... وتحلم بأحلامهم .. وتسعي لنوعية من الرفاهية هم زرعوها فيك ..




استمسك بالذي أوحي إليك .. هو سبيل النجاة الوحيد .. اصبغ به روحك .. وأجره علي قولك .. واجعله مرجعية (دماغك)
MAKE IT YOUR EXCLUSIVE ATTITUDE IN  LIFE
"وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك "
"ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً "

اسأل الله الثبات ... وإياك أن تركن إليهم .. إياك أن تتلطخ بأدرن ما يسمونها المدنية الجديدة ..

هناك الكثير من الفخاخ اللاشعورية في الميديا العالمية .. علي الانترنت .. في التلفاز .. في التعليم ,, في الدراما العالمية .. وفي الأخبار ,, في الجرائد .. بل حتي علي منابر الدين .. فاحذرها ...

لا أقول هنا أن تنغلق علي نفسك .. وتنكب علي القرآن وحده ..
ولكن نقول أن تحذر الفخاخ لمنصوبة لافتراسك .. لإحالتك قالباً ..

ومن خفي تلك لفخاخ .. فخ قالب ((كن مختلفاً ))
أن تشعر أنك مختلف .. الفردية المغرقة في ألأانا والاستعلاء ,, مرض المثقفين العرب من الشباب ... أنا مختلف ,و أنا بفكر
أنت لست سوي عدد من شريحتهم المستهدفة بطريقة التفكير تلك ..



والفخ الأخر .. فخ نظرية المؤامرة ... (قد يظن البعض أني اتحدث من منطلق الإيمان بنظرية المؤامرة)
أن يشغلوك بنظرية المؤامرة .. يملؤون بها عقلك .. يصيبونك بجنون الارتياب .. يحرقون أرضك قبل زراعتها ..

إن المؤامرة الفعلية التي تحاك هي أن يجعلوك تؤمن بأن ثمة مؤامرة ما تحاك ..
DILEMMA ...HA??j
المخرج الوحيد من هذه الأحجية أن تتورع عن الصراع كما تتورع أن تخوض في أصوله .. وتتورع عن أخباره ,,
تتورع حتي عن استكشافه .. تتجاهله وكأنه ليس هناك ..
فما نظنها إلا فتنة الهرج التي حذر منها النبي .. وجعل المخرج منها لاكتفاء بالنفس .. والانكفاء علي بيتك وأهلك ..

"" وإن دخل علي بيتي ؟؟"

"فألق ثوبك علي وجهك .. وقل ربي الله "

ولئن تعض علي جذع شجرة !!!!




ليست هناك تعليقات: