عما قليل ليصبحن نادمين ....
وقليل الله غير قابل لانزال علوم احصاءاتنا عليه ..
قليل الله .. قليله هو .. لا قليلنا ..
وكان قليله مع ذاك الفتي عام بأسره ..
عام من الانحدار .. عام من الحضارة .. كل الحضارة .. عام من الإنــ(حضارة) ..
...........................
يسأل الفتي نفسه : ماذا جنينا ؟؟!!
يرد : الكثير والكثير ..
يسأل الفتي نفسه : وماذا خسرنا ؟؟!!
يطرق قليلا ثم يجيب بصدق : أكثر وأكثر ..
يعيد السؤال : فماذا جنينا ؟؟!!
يرد منطقيا : لا شيء إطلاقا ...
......................................
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب
زين .. فلولا أنه مزين .. ما وقعوا في حبه ..
الزينة .. هي اضفاء رتوشات علي الشيء ليصبح اجمل من حقيقته .. بل أجمل من حقيقته وحقيقة الزينة نفسها مفردة ..
الزينة كيمياء التزييف .. ان يوضع حقير فوق حقير .. ليصبح ذا قيمة .. تفوق قيمة الشيء وحده .. والزينة وحدها .. ومجموعهما معا ..
والبصيرة هي القدرة علي تجريد الأشياء من تزينها .. هي ادراك حقيقة قيمة الشيء .. هي سبر اغوار اقنعته ..
البصيرة نور المؤمن يري بها الشيء كما هو علي وجه الصدق .. ويري بها الزينة كما هي علي وجه الصدق ..
البصيرة هي فك شفرات معادلة التزيين .. واختزال المركب المزين إلي عوامله البسيطة .. الشيء والزينة ..
وزين .. فعل مبني للمجهول .. فالفاعل فيه كثيرون .. فبناؤه للمجهول أولي وأصدق ..
فزينة يضفيها شيطان .. وزينة يمنحها بشري قد سبقك للتجربة .. وزينة تمنحها آلة الإعلام الحضارية .. وزينة تهبها للشيء ضبابية عدستك بالغي والضلال والبعد عن الاتصال بالله ... وزينة يضيفها شبق النفوس إلي الغرائز والحاجات الطبيعية ..
وزينة يضعها الله نفسه للفتنة والابتلاء ..
وآخرون لم نقصهم عليك .. يساهمون في وضع الزينة ..
فالزينة معني مجرد لا يعد ولا يحصي ..
واقنعة التزين للأشياء كثيرة ومتراكبة ومتداخلة ومتوازية ومتوالية ..
وكما أن الأقنعة طبقات وأبعاد .. فالبصيرة طبقات ومراحل وأبعاد .. وكل يؤتي من هبة البصيرة ما يتمكن به من فك شفرات بعض الزينة وتعجز طبقته البصيرية عن بعضها الآخر ...
حب الشهوات ...
اسلوب مركب صارم صادم .. قاس .. يحمل هزة افاقة عنيفة ..
فلم يقل العزيز (زين للناس الشهوات )) ..
إنما مزج الشهوة .. بالحب ..
وكأن فعل التزيين الزائف يقوم علي عملية وحيدة .. وهو تحويل الاشتهاء حبا ..
فعل التزيين الزائف يقوم علي منح المادي مسحة من المعنوي .. اضفاء القيمة علي معدوم القيمة ..
تحويل الغريزة إلي حاجة ..
عابث من يزين الاشتهاء .. وماكر من يمنح الاشتهاء عباء الحب ..
الحب يا سادة .. ما هو إلا عملة الزيف الأولي .. هو طريق التزيين الأوحد .. وهو للأسف حجة المخدوعين بالأشياء المزينة ..
النساء ... هو جمع للمرأة من غير لفظها ..
الرجل جمعه رجال ..
ولكن اللغة قد عجزت عن جمع كلمة امرأة .. وكأنها قد اثقلها حمل الكثير منهن معا في كلمة وحيدة ..
فهربت اللغة إلي انشاء كلمة أخري لتجمع فيها الكثير من (امرأة) ..
ومتي كانت المرأة تجوز عليها القوانين .. حتي الشاذ منها ..
فلا قانون جمع المؤنث قد انطبق عليها .. ولا شذوذ الجمع بالتكسير وسعها ..
لم يسعها سوي اختراع ما يلائمها خصوصا .. جمع خاص .. لا يمت لحروف الأصل بصلة ما ..!!
هي اشارة .. لا قانون علي المرأة ينطبق .. ولا قاعدة تجمع النساء أبدا .. فالكل منهن حالة وحدها .. !!!!
قد يسأل سطحي الفهم لماذا لم يقل الله حب الرجال من الشهوات ..؟؟!!
يا سادة .. الله هنا لم يذم حب امرأة .. وإنما المذموم حب النساء ..
الأول هو طبيعة وقيمة عليا .. والثاني داء مستقل بذاته ..
الله هنا قد اشار إلي خصيصة مرضية لدي بعض الرجال قلما تصاب بها النساء فلا داع لذكرها ..
المرأة تعشق واحدا .. وإن اصابتها فتنة التعددية .. فهي لا تقبل التوازي العشقي .. إنما هي تعشق واحدا واحدا ..
لذا فهي منزهة عن ذاك المرض .. فذكره درب من العبث ..
أما الرجل فيجوز عليه الاصابة بمرض التعدد العاطفي الخطير .. حب النساء .. مجموعات متوازياتِ متواليات ..
وهو أول الأشياء المزيفة ذكرا .. وأول الشهوات المزينة بلباس الحب .. وأخطر معدومي القيمة المتشحة بعباءات القيمة ..
لن نطيل فيها الحديث ..
يكفي أن نضع كلمات زين (زيف) .. حب (تبرير للغريزة بمنطلقات جمالية أو شرعية) النساء (الجمع الذي لا يقبل الإفراد من جنسه) .. لنفهم القصة كلها ...
......
ولنا استفاضة في بقية الشهوات ..
يتبع ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق