هناك أناس يبقون يشاهدون الكون من النوافذ الشفافة ..
ينتظرون دائما أن يحدث شيء ما .. يتغير شيء ما . في الخارج ..
فقط ليشاهدوه ..
اناس يمعنون النظر .. ويقلبون الأمور علي وجوهها .. وأحيانا يخلقون لها وجوهاً جديدة ..
فقط ليقلبوها ..
ينظرون إلي الأمور بعمق .. وعمق ..
ويغوصون .. حتي ربما ينسوا يوماً كيف يصعدون إلي السطح ثانية ..
يزنون البدائل المتاحة .. يزنون ..
وأحيانا يخترعون مكاييل أدق ..
ليستمروا طوال أعمارهم يزنون البدائل ..
يعيشون الحياة ألف مرة .. بأحلام اليقظة ..
ففي الطريق إلي مقابلة ما .. تخرج في أذهانهم ألف ألف سيناريو للمقابلة ..
وقبل الوصول إلي مكان المقابلة .. ومللاً من أالف مقابلة في الطريق .. واعياءاً من كل تلك الأزمنة التي توالدت في أذهانهم ..
يتصلون هاتفياً للاعتذار عن المقابلة ..
عذراً ربما في وقت لاحق ..
أو ربما في خاطرة أخري ..
يعشقون الميكروباص .. والقطار .. والأتوبيسات ..
يحبون أن يجلسوا بجوار النافذة .. يصفعهم الهواء .. فهم يعشقون التفكير علي هذا الإيقاع المنتظم ..
يحنون إلي القديم .. إلي الطفولة .. إلي أماكن العشق الأولي .. وتفتح الذكورة والأنوثة .. وتبرعم الهوي ..
يحتفظون بكل شيء .. فربما احتاجوه في المستقبل ..
وبعد سنوات يلقونه في المهملات .. ربما علي بعد أيام من حاجتهم الفعلية له ..
أنا منهم ..
وهؤلاء خلقوا فقط ليكونوا كتابا..
فلا تحاولوا أن تكونوا غير هذا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق