إذا كنا نموت .. فما الفائدة ..؟؟!!
لم يجمع الناس علي الإيمان بالآخرة .. بما بعد الموت .. بالباقي ..
ولكنهم أجمعوا علي الإيمان بالموت .. بفناء الدنيا .. بأن لا شيء يبقي ... ولما كان لا شيء يبقي .. فلا شيء يستحق ..
إذن فأنت كمؤمن .. من المفترض أن تكون الأرسخ إيماناً بتلك الحقيقة .. فلديك اليقين الدنيوي الحسي المؤكد بأن الموت قادم لا محالة .. في لحظة ينتهي كل شيء .. يتوقف الزمن .. لايعد لأوراق النقود حتي قيمة الورقة المطبوعة عليها .. فعند الموت لا قيمة ..
عند الموت لا ينفعك التشبث بشئ .. لا ينفعك ضمك لكف أحدهم .. فما من حافة بين الموت والحياة لتتشبث بها ..
الموت بعد آخر .. لاسبيل للمقاومة علي عتبته .. ولو لحظات ..
الموت لحظة ..
إن السكرات قدر آخر .. قدر من الحياة .. لا قدر من الموت ..
الفاني لاقيمة له .. لذا فالأحري أن يؤمن الملحدين بلاجدوي شيء .. بعبثية كل شيء .. فهم لايرون ما بعد الموت شيء .. لذا فليس في تصورهم هناك ما يبقي ..
ياله من تصور قاس .. لاشيء يستحق هنا .. ولاشيء هناك .. فعندهم لاهناك ..
فعقلائهم يتركون الدنيا .. ويلقون العالم .. ويبيعون الكون .. ولكن بلاشيء في الأفق .. يأس وقلق .. مجانية الوجود ..
فما بالك أنت .. أنت أيضا توقن أن لا شيء يستحق هنا .. ولكنك تتصور هناك ما بعد الموت .. حيث كل شيء .. حيث ما يستحق .. وما يبقي ... حيث للأرض ثباتاً تحت اقدامك .. حيث لا تخشي الغد .. بل حيث لاغد .. حيث الكل الآن .. حيث لا ألم .. لا ياس .. لا قلق .. لا خوف .. لا سواد ..
حيث النور يتجلي كيانات وكيانات .. حيث الاتصال بالمطلق .. والسباحة في سرمدية السعادة .. ولانهائية السلام ..
الله اعطي لك الدنيا لتعمر بها الآخرة .. نعمة الوقت .. فرصة للإدخار ..
فلو كانت الدنيا أقل لما استطعت أن تملأ قصورك .. وتعلي درجاتك ..هناك ..
وأنت تستخدمها في بناء عششاً واهية هنا .. وتعلي مكانات زائفة هنا ..
وتسوف التوبة .. وتؤجل العمل إلي وهن الشيخوخة .. ويغرك بالله الغرور .. وتدعي حسن الظن .. ولو أحسنت الظن لأحسنت العمل ...
إن الرباني لا يحيا في الدنيا وقلبه معلق بالآخرة .. فتلك صفة المؤمنين ..
بل هو يحيا في الآخرة مباشرة ..
الدنيا عنده خيال .. وهم .. وزيف .. عالم افتراضي ... تماماً كلعبة الكترونية يختار فيها شخصية ما يعدو ويقفز ويجمع .. هو يعلم أن ماريو لن يفيده بشيء إن وصل القلعة .. ولن يضره بشيء إذا قرصته السلحفاة ..
الدنيا عالم افتراضي خيالي زائف .. ليس فيها من الحقيقة سوي ذكر الله وما والاه كما قال الحبيب ..
فالرباني يعامل الدنيا كما يعامل اللاعب عالم ماريو الخيالي ..
إن كان لابد له من خوضها .. وممارستها .. واقترافها ... فهي في يده باسرها كذراع الأتاري القديم الصغير يملك به الطفل عالم ماريو ثنائي البعد العقيم ...
من لعب ميتال جير .. يزهد في ماريو .. ويضحك علي استمتاعه القديم بها ..
ومن لعب أساسين كريد يزهد في ميتال جير ... وهكذا .. كل بضع سنوات يمنحنا البشريون عوالماً افتراضية جديدة تزهدنا في العوالم الافتراضية القديمة .. تجعلنا نراها عبثاً وحمقاً ,..
تماماً كعوالم الأفلام الابيض والأسود القديمة .. والأكشن العقيم .. نضحك عليه الآن بعدما كانت ترتعد له القلوب حينئذ ..
فمابالك بكون حقيقي يصنعه لك الخالق المبدع الكريم ..
كيف تتضاءل عنده الدنيا .. تتلاشي ..
هذا إن كان مؤقتاً .. فكيف والديمومة قاعدته.. والتأقيت قاعدة اللدنيا ..
ويحك ... لو كانت الآخرة كالدنيا ولكنها تدوم لكانت أحق بالإيثار ..
بل لو كانت الآخرة أقل من الدنيا وتدوم .. لكانت أحق بالإيثار ..
.. فكيف والدنيا لا تساوي فيها شيء ..
بل لو كانت الدنيا تدوم لك ملايين السنين .. والآخرة تدوم لك للأبد السرمدي .. ما لانهاية ...
لكان شراء الآخرة أولي بالقاعدة الرياضية أن نسبة اي عدد إلي مالانهاية تساوي صفر .. ولو كانت بملايين السنين فهي للأخرة صفراً .. فراغاً .. خواءاً ..
فكيف وهي لا تمر لك سوي بضع سنوات تقضي أكثر من ثلثها نائماً ...؟؟!!
الناس نيام .. فإذا ماتوا انتبهوا .. كما يقول المصطفي ..
اتدري ما الدنيا إذن .. هي ذاك الحلم في تلك النومة ..
إنك في حلم الأمس غزوت روما .. وسيطرت علي قصورها .. واستيقظت اليوم لاتجد افطاراً ..
هل افادتك في واقع اليوم .. قصور روما التي غزوتها في حلم الأمس ..
ولن تفيدك في حقيقة الغد بعد الموت .. أعشاش القاهرة التي امتلكتها في حلم الدنيا الزائل ...
لتموتن كما تنامون .. ولتبعثن كما تستيقظون ..
اسأل نفسك دوماً .. إذا كنا نموت فما الفائدة ؟؟
فاعمل لما يبقي ..
لن اقول أكثر .......................................................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق