الجمعة، 1 يناير 2010

مناجاة المقهور



حين تنغلق الأبواب .. وينزل العذاب .. ويحق عليك بما كسبت يداك عقاب ..
حين يحل عليك السخط .. وتصب بهزة الإفاقة الأقوي والأشد أبداً ...
حين تنقضي الأيام ولم تستطع من ذلك الذنب خلاصاً .. أحياناً أنت مصر عليه .. وأحياناً أنت مصر علي التوبة منه..
بلاء وراء بلاء .. وتنبيه وراء تنبيه .. ولا مجيب منك ..

حينهايتدخل هو بأقداره .. شديدة الظاهر .. خفية الرحمة ..
فسبحان من أخفي رحمته في عذابه .. فجعل بعض عذابه رحمة واسعة لأنه يؤدي بك إليه
(ولنذيقنهم من العذاب الأدني دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)

وهن تكمن الرحمة .. فذاك العذاب الواقع .. هو مقيد بذاك الباب الموارب .. يحمل لافتة تسؤلية هل تعود ؟؟

هنك كعاصي بني اسرائيل الذي منعها المطر .. وحان وقت فضيحته ... وكذا حان وقت توبته ...

لا تفكر كيف يرفع البلاء .. ولا كيف ينصلح ما أفسدته ذنوبك .. ليس لك إلا الرجوع .. وهو المتفضل بالإصلاح...

فقط اصدق اللجوء إليه ... واستشعر ذاك القهر .. فهو قهرك بالذنب .. وهو قهرك بالتوبة .. وهو القاهر فوق عباده...



ونادي أناء الليل وأطراف النهار .. يا قاهر .. يا قهار .. أنا ذاك المقهور بحكمك .. وحكمتك .. المتحقق فيه الانقهار لسلطانك..
أبوء بذنبي .. وأبوء بنعمتك علي .. واشهد بأنك أنت القاهر .. وليس لي سواك يصلح ذاك ما كان بيني وبينك..
وليس لي سوك يصلح ما كان بيني وبين نفسي .. وليس سواك يصلح ما كان بيني وبين عبادك ..

فيا أرحم قهار .. وأعز غفار .. اغفر ما كان مني .. وصلح ما كسبت يداي ..

اللهم وإن كنا نعلم من نفوسنا ما يقنطنا منها ,,, فإننا نعلم منك ما لا يقنطنا من رحمتك ,,,
فادخل اللهم ما نعلم منا فيما نعلم منك ..
واعف اللهم بما نعلم منك ... عما نعلم منا ...

اللهم أنا اللئيم إن لم تعف عني ..
أدعوك حين البأس .. وأعصيك حين النعمة ..
ولم تخذلني قط حين البأس ..
وأعاهدك ألا أعود لقديم عهدي ذاك حين النعمة ... فهل تخذلني في بأسي هذا ..

اللهم يا من أنت الحكم .. والملتجأ .. وأنت المعاقب .. وصاحب الحق ...
وأنا الجاني .. وما من عذر لي .. سوي أني عبدك ..

يارب جئتك بعظيم ذنوبي .. وجل جرمي وفسوقي ..
ولكني جئتك باعتيادي رحماتك ,, وإيلافي لعفوك ..  جئتك بفقري وشهادتي قهرك وغناك ..
جئتك قبيحاً لا يجملني إلا أنني عبدك ..
جئتك حقيقاً بالعذاب لا يعوذني إلا أنك حقيق بالعفو..

اللهم كيف ادخل عليك مقيداً أرسف في سلاسل مصائب فسوقي ..
وارحل من عندك كحالي ذاك .. وأنت الكريم ..
اللهم لا أرحل من عندك الآن .. إلا ويعلم كل من يراني أني كنت أسيراً لكريم ...

اللهم أكرم أسيرك .. وارحم جريحك الذي جرحه عصيانه لجلالكم ...
اللهم اعطف علي ذاك المتبجح الذي اسلمته أقدارك تحت قدميك يعتذر خائفاً كعصفور مبتل ...
يعلم أن ذك لو كان بين يدي سواك ما زاده إلا مقتاً ..
وما فعلها إلا ظناً منه أنك وحدك تعفو .. وتقبل ... وتجيب اضطراره ..

اللهم لو كنت عصيت من الدنيا ملكاً .. لترددت في القدوم عليه ..
ولكني عصيت ملك الملوك .. وما ترددت في القدوم عليك ... لا استهانة بهيبتك وجلالك .. ولا تجاهلاً لقهرك وجبروتك .. ولا تناسياً لكبريائك وعزتك ..
ولكن يقيناً بكرمك .. وتفاهتي جوار عزكم ..
علماً مني أن العظيم لا يضيره العفو عن الضعيف الفقير .. السفيه ...

اللهم إن عزتك .. وجبروتك .. وانتقامك .. أعظم من أن ينزل علي مثلي ...
وعفوك .. ورحمتك .. ومغفرتك ... أوسع من أن يضيق علي مثلي ..

اللهم فاغثني بما لا يضيق علي مثلي ... مما لا يعجزه مثلي ..
اغثني برحمتك من انتقامك ..
فإن انتقامك لا مغيث منه سواك ..

اللهم إني استغيث باسمائك من اسمائك ... واهرب من اسمائك إلي اسمائك ..
وألجأ من صفاتك إلي صفاتك ..
لا كفراً وكرهاً لصفة لك أو اسم .. فحاشاكم ألا تحبكم نسمة أنت لها خالق .. والكل لك مخلوق ..
ولكن خوفاً وإجلالاً ..

اللهم أين اذهب وكل أين هو لك وأنت عليه .. وكيف أفر وكل سبيل يشير إليك.. وأنت مالكه ..

اللهم يوسوس الشيطان لي .. بأنك لن تقبلني .. وأني مستحق للنقمة .. لا مفر لي من سخطك..
ويشير علي بأن اتجاهل أني عصيتك ..

وكيف أتجاهل عصياني لكم .. وأنت مولاي .. ولست سوي مملوكاً لك .. متعلق مصيري بأمرك .. 

 اللهم إني اشهدك أوقن أنني إن لم أكن أهلاً لقبولك .. فأنت أهلاً للتجاوز والتفضل .. 

اللهم هذا ظني .. وذاك ظن الشيطان ... فهل تجمع بين الظنين في مقام واحد ..
فانصر ظني واكرم اعتقادي فيك .. 
 فإني ابن ادم عبدك ...  كما كرمت أبي علي أبيه من قبل ..

يارب لا أجد إلا ماكنت أقول لأمي لتعفو .. حين أسيء ..
يارب حرمت .. ومش حعملها تاني ..

فيامن أنت أرحم بنا من أمهاتنا وأبائنا ...
سقنا لك نفس الاعتذار الذي سقناه لأهلينا فرحمونا .. بحروفه ..
فهلا كنت بنا أرحم .. وعلينا أكرم ..

آمين .................


ليست هناك تعليقات: