السبت، 19 مارس 2011

لا للوفاء



نعم .. لا للوفاء ..
ذاك مفهوم من مفاهيم الحمقي .. 
واحد مقامات المخدوعين في منظومة الزواج ..
أحد خيالات الصبيان .. واحد فقرات اقاصيص الحالمين .. 
احد اكبر اسباب الإحباط .. والفشل .. والشعور بالضياع .. والخواء .. واللاجدوي ...


الوفاء لها ..
والوفاء له ..
الإخلاص لها ..
والإخلاص له ..


لماذا لا أجد له اصلاً في القرآن والسنة ..
لا وجود لهذا المعني بصورته تلك ..


دعونا نتحدث:
الحفاظ علي اواصر العلاقة بين رجل وزوجته من الانهدام بدخول طرف ثالث .. امر مطلوب 
اشد الطلب ..
هو احد اكبر .. 
عذراً ..
بل هو السبب الرئيسي لا الأوحد بالطبع في تدمير العدد الأكبر من الزيجات المحطمة ..


العجيب كل العجب ..
ام معظم تلك الزيجات كانت احلام الوفاء وعهوده .. موازية وملازمة لأحلام ديمومة الحرارة ...
ورغمها انخلعت عهوده في منزلقات الخيانة فجأة .. لتتجذب معها بواقي الديمومة في تعلق استغاثي ..
هدم معبد القداسة المزعومة .. لحدوتة عشقية بنيت علي أوهام ..


فلنعد قليلاً ..
لا سادتي .. ليس الحل في عهود وفاء .. كما أنه ليس الحل في عهود ديمومة الحرارة ..


إنما الحل كما قرره الإسلام بنا ..
فيما يسمي منظومة العفة ..


نعم .. عفة لا وفاءاً ..
العفة اعم .. واكبر .. واثقل ..
العفة تعامل مع كينونة اعظم واكبر ..
مع مراقب سعة مراقبته .. ومدي اطلاعه اوسع .. واشمل .. وادوم ..
عهد مع من لا يتغير .. ولا يتغير وفاءه ببنود عهده ..


العفة .. منظومة اكثر ثباتاُ .. وبالتالي بيت بني علي عهود العفة .. اثبت من بيت بني علي عهود الوفاء ..


الوفاء ينبت من العفة لا العكس ..
أنا أكف عن غيرها .. انطلاقا من وازع ديني ثقيل .. مع الله ..
لا لأني رجل وفي ..
أيهما أكثر ثباتاً .. انطلاقك من علاقة مع الله .. من علاقة تسمتمد ثباتها من ثبات المتعلق به ..
أما انطلاقك من علاقة الوفاء .. بين بشريين .. 
تستمد تقلباتها .. وضعفاً فوق ضعف من تقلب أصيل .. وضعف معترف به علي اوسع نطاق .. للبشرية ..


لذا فقبل أن تبدأ في الإجابة عن السؤال المطروح دائماً .. ماذا عن غيرها ؟؟
وماذا عن غيره ؟؟
أولاً .. فلتعيد ظبط منطلقاتك ..
أنا انطلق من العفة ..


يجيب احدهم .ز لكن العفة مفهوم شامل .. لا يتعلق بالزوجين ..
إنما يتعلق بالمسلم عموماً متزوج او غير متزوج

نجيب : إنك إذا لم تفهم روح التشريع الإسلامي ..
الشاب غير المحصن الزاني .ز يجلد مائة ويصرف ..
اما المحصن .. فيرجم حتي الموت ..


وكأن الله يفتح للعفة أفاقاً اوسع .. بمجرد فتح افق الزواج ..
وكأنه يحيل نظرك أن المسئولية الآن اكبر .. والخطأ أعظم ..
بل .. لا نقض هنا .. لا استئناف هنا ..
هو خطأ واحد .. يعني الموت ..
والفضيحة ..


يفتح الله سماوات الوفاء .. من نوافذ العفة ..
"والذين هم لفروجهم حافظون " عفة هي المنطلق .. والسقف .. " إلا علي ازواجهم " وفاء كنتيجة .. لا العكس ..


فلنتحدث اكثر : 


العفة عفتان .. نعم بينهما تمازج .. وطرق .. وسراديب .. وانفاق خفية ..
عفة جسدية كيميائية ..
وعفة نفسية ..


عفة جسدية .. عن لمسة "مخيط من حديد خير من ان يمس امرأة لا تحل له "
"أيما امرأة خلعت ثوبها في غير بيت زوجها فقد هتكت ما بينها وبين الله "
" إني لا اصافح النساء "
ناهيك عن ما هو اكبر من ذلك .. من تمادي وصولاً إلي الإلتقاء الجسدي الكامل ..
حيث لا عقوبة سوي الموت .. مفضوحا


وعفة نفسية .. كثيرا ما نغفل عنها .. وهي المنزلق الأخطر نحو خطر الزنا .. وتضييع حق الله في العفة .. وحق الزوج في الوفاء ..
عفة نفسية .. مبدأها النظر .. المنهي عنه .. نهي للطرفين .. كل علي حدا .. إمعاناً في بيان خطره .. وعظم اثره ..
والفكر .. والخيالات .. والاحلام .. والتمني ..


تلك والله .. معاول هدم قاسية لأعظم البيوت بنياناً ..


بل احياناً مجرد كراهة صفة ما .. او رفض معيبة واحدة من معايب الأخر .. قد تودي إلي انفراط عقد العفة النفسية ..
ونحن المأمورون أن نري الجانب الأخر المشرق للعيوب في ازواجنا ..
الم يقل ربنا فاتحاً افق الرضا .. ومقلباً زوايا النظر للشريك "فإن كرهتموهن فعسي أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً "


وقال نبينا ناهيا عن تلمس العيوب والتركيز علي المساوئ " إن كره منها خلقا رضي منها آخر "


والله لو وضعنا تلك القواعد االلازمنية في اذهاننا .. لثبت بيوتنا أما زلازل الضغوط الحضارية
للحضارة الجديدة ..
اقصد الحقارة .. أو الانحدارة 
التي تصدر لنا الاحلام .. والرؤي والتصورات
وتبيع لنا الصفات .. والمناهج معلبة ..
وتسلع لنا القيم والمعاني اللامادية 

وتشيؤ لنا الصفاء والسلام والسعادة 




نصيحة بلا ثمن :
إذا اردت بناء بيت يصمد
فابنه هناك .. في خيمة بعيدة عن رؤي تلك الحضارة ..
بعيداً عن فتيات الإعلانات .. وموديلات التلفاز .. بل  حتي مذيعات الأخبار 
أولئك الذي يعدو فريق بأكمله بالساعات أمامهن ليظهرن هكذا لدقائق علي الشاشة 
ليدمرن ما بقي من نقاء جمال شريكك في عينك 


بعيداً عن تصورات المسلسلات واحداثها التي تطبع في لاوعيك مقومات غريبة عن الواقع للسعادة 
التي تعلب لك ما تريد .. وتطعمك إياه رغما عنك 


لتستيقظ يوماً رافضاً ما لديك
طالباً ما ليس لك 
بل ما ليس يفيدك
دافعاُ له ما لا يبقي لك ما يكفي لتستمتع به وإن نلته 


ولو نظرت بعين التصور الرباني .. لرأيت سعادتك بأكملها في ذاك السلام هناك بين يدي شريكك في تلك الخيمة المطلة علي القمر مباشرة


إن القمر بعيدا عن شاشات العرض 
اشهي كثيراً





ليست هناك تعليقات: