السبت، 19 مارس 2011

الزواج .. والإحباط



نعم .. علاقة وثيقة بين الزواج .. وشعور خفي بالإحباط .. شعور لا مبرر .. لا سبب محدد
فقط انت محبط .. في غمرة السعادة .. محبط .. 
شعور لا شعوري .. أو بعمني ادق .. في سرداب خفي داخلك هناك يلمع احباط خافت .. 
مفاده .. كنت اعتقد أن الأمر يختلف عن هذا ..


إلا ما رحم ربي
ومن رحم ربي من ذاك الأإحباط ..
هم أولئك الذين توقعوه فعليا .. واستعدوا له قبيل لمعانه .. 
هم أولئك الذين قاموا بتنقية افكارهم قبل الزواج من شوائب الاحلام الواهية .. واعطوها ما يكفي من الواقعية .. لتتاقلم مع القادم هناك ..


نعم .. سيداتي سادتي ..
لا شيء كما تحلمون ..
لا شيء كما يصورون لكم في الميديا ..
لا شيء كما ترون حتي علي وجوه اسعد ازواج العالم ..
فخلف الأبواب المغلقة يقبع الكثير والكثير ..

دعونا نتحدث :
لم ينج من ذاك الإحباط أحد ..
ذاك الشعور الذي يبدأ في التوالد .. والتعاظم .. بعد فترة ما .. تتراوح تبعا لعوامل عدة سنذكرها فيما بعد ..


نعم .. اريد أن اصفع كليكما صفعة .
انت يا من تقول .. "الرك ع الراجل .. اللي يخلي حياته دايما مليانه دف وحنية "

وانتي يامن تصرخين في دلع " لا لا أنت متعرفنيش .. برده الست الذكية هي اللي تعرف تخلي جوزها ميزهقش منها "


اقول لكليكما .. وبأعلي صوت .. حمررررااااا ..


كل ما تقولانه هو حق .. فقط في اطالة الفترة .. وتباطؤ نمو الإحباط .. 
فقط يكسب لكم مزيداً من الوقت .. لكنه آت لا محالة ..
أنت أيتها الناعمة الملساء .. تصبحين مع الوقت بفعل الاعتياد كالخشنة القصيرة .. تماما .. مهما تجددت ..
ان ملمس جسدك نفسه هو هو .. تفاعلكما الكيميائي هو هو ..
desensitization
adaptation


تناقص المنفعة الحدية ..
بعد بعض الوقت تصبح مارلين مونروا تماما كخالتك تفيدة .. لا شيء جديد ..


يتحول ذاك النهم الهائل .. تلك الحرارة المسكرة .. تلك القبل التي تحملك إلي الثمالة .. ذاك العشق الهمجي .. إلي أداء .. 
فقط أداء ..

تلك حقيقة .. 
ستنكرونها .. كما انكرها غيركم ..
الجميع انكرها ..


نعم الجميع انكر ..


وإلا من اين يأتي الإحباط ..

اتدرون من ينجو .. ؟؟
اتدرون من قد يحافظ علي حياة صحية اكثر ..


هو فقط من وافق علي تلك الحقيقة .. واتسق معها .. وحدث له نوع من التصالح مع الواقع ..
أن كل ما كان في الدنيا .. فهو مؤقت .. وزائل ..
حتي علاقتك مع الله نفسها .. تمر بكثير وكثير من الفتور ..
بل إن فتورها اكثر من حرارتها ..

فكيف بعلاقتك مع زوجتك ..

ليست أولي ركعات قيامك بعد توبتك .. كمثيلتها بعد سنوات .. 
ليست المواعظ تبكيك كالأامس ..
فقط اصبح ما يثيرك أعلي واعلي ..
progressively increased threshold
تلك سنة كونية .. دعونا نتقبلها ..


فتقبلها هو أول طرق السعادة ..
اقسم لكم .. ان من اعتقد أن الزواج سيحوي الإحباط ..
هو اقل من يصاب بالإحباط ..


تزوج .. واحسن .. وتفنن .. واستخدم اقصي اسباب السعادة .. وانت مترقب .. 
نعم قريبا تنتهي تلك الحرارة ..
وقتها لن تفاجأ ..
فقط ستبحث عن وسائل موازية .
لن اقول كالمهابيل والمخدوعين وسائل لإعادة الحرارة ..
ولكن اقول موازية ..
كتحويل العشق إلي مرحلة أخري من العشرة ..
والحب الملتهب إلي منظومة مودة لها ابجدياتها اللذيذة ..
وهمجية التفاعل الجسدي إلي نوع من أنواع الفن الرومانتيكي الهادئ ..




اتعلمون .. أحيانا تكون مفاجأة الإحباط تلك مشلة ..
اي تصيبك بالشلل ..
شلل مؤقت عجيب ..
شلل من الإنكار .. 
لا يمكن أن يحدث هذا لي ..ولها ..
شلل سيجعلك تخسر اياما كثيرة مترنحاً ..
وأحيانا البعض يترك له ذاك الإحباط بمفاجأته المدوية .. ندوباً وجراحاً حساسة للغاية ..
يبحث عن مداواتها لا شعورياً في الخيانة .. او في الصمت والعزلة .. أو في ادمان العمل ..


أما الزواج الإسلامي ..
ذاك الهادئ في سيره .. الرزين في مبادئه .. المتحرك بخطي ثابتة ..
لا يسميه حباً .. رغم ذكره للحب في موضع اخر في حالة عاشقة يوسف الصديق .
ولا يسميه عشقاً .. ولا يسميه شغفاً .. ولا .. ولا ...
إنما يستخدم ألفاظ .. كالمودة .. والرحمة .. والميثاق ..

يستخدم الفاظ .. طبن لكم .. وطاب لكم من النساء .. 
يستخدم الرفث إلي نسائكم .. ويستخدم قد افضي بعضكم إلي بعض ..


اتلمحون تلك النغمة الهادئة ..
تلك النغمة التي تحيلنا إلي عوالم أخري من العاطفة ..
إلي سماوات شعورية لا تمت للعشق التليفزيوني .. وغرام احلام الصبا والشباب بشيء ..



اتلمحون .. فوارق حواديتنا الخيالية .. وقصة محمد النبي عليه الصلاة والسلام .. وخديجة ..
أتلمحون تلك الآصرة بينهما ..
اتلمح .. عام الحزن .. 
وأعوام الوفاء ..


اتلمح الفارق العمري بينك .. وأمك .. 


اتلمح تلك الرابطة التي تكاد تكون فطرية ..ولكنها مكتسبة بين الزوجين ..
الزواج .. ازدواج .. وامتزاج .. 

لا عشق .. واقاصيص هوي .. وخيالات فراش ..
نعم هذا يحدث احياناً .. بلا قصد .. 
ولكن ان رلهنت علي قصة حب بينك وبين زوجتك .. فأنت خاسر لا محالة ..

إذا أردت أن تصير عجوزاً معها .. ولم تزل تعشق بسمتها ..
إذن فلتجعل حبكما يكبر معكما .. ينضج معكما ..
كما تتغير اسمائكم .. وترحلون من عوالم الشباب إلي الرجول .. والكهولة .. والشيخوخة ..
كذا الحب .. منه إلي عوالم المودة .. والمواثيق ... 

للخروج من الإحباط .. توقعه 
واعدد له العدة ..
ليست العدة في التجديد .. سيدتي .. ثقي في .. لن ينفعك كثير من قمصان النوم .. فقط إن زوجك مجاملاً جيداً ستمنحك مزيداً من الوقت 
ولكن سينفعك صراحة صادمة 
حبيبتي .. ما بيننا اليوم أكبر من اقاصيص الأمس 
ما بيننا اليوم .. حبيبتي ضعفي امامك عارياً وجراح ما بعد الحروب تحتاج تضميداتك ..
وحبيبي هشاشتي أمامك ساطعة تحتاج احتواءات قشور احتضان صلب 

انا لا اقول ابدا ان الزواج بعد بضعة اشهر يصير سيئاً 
بالعكس هو أجمل كثيراً 
واشهي كثيراً 
واكثر سلاماً .. وسكوناً 

كما أني لا انكر أن في بداياته يكون غجرياً هايجاً كأعاصير شهية 

ولكنهما مرحلتين طفولة جميلة بكل ابجدياتها 
ونضج لذيذ بكل مقاماته 

فقط استمتع بالاثنين 
ولا تبغي احدهما يدوم ويأخذ حظ الآخر 

مهما كنت أنت .. ومهما كنتي أنت .. لسنا في الجنة 
والدنيا دار نقصان 
كتب الله ألا يرفع شيئاً منها إلا وضعه 

فاستمتعا برفعانه 
واستمتعا بوضعه 

ولا تتعلقا بأي الحالتين فتقعان في السخط الذي يوجب الهدم .. والصمت .. والخيانة 


واللاسعادة 

يتبع ...........................ـ


ليست هناك تعليقات: