إن النجاح الحقيقي لعلاقات الزواج .. لا يتم بمجرد العطاء .. عطاء الطرفين .. واشباع كلا الطرفين لحاجات الآخر..
غنما هناك عامل مهم للغاية .. في تلك العملية ..
وهي قابلية كلا الطرفين للاشباع ..
فكم نسمع من أناس يصرخون أنهم يكادون يتعبدون أزواجهم .. والآخر في عالم آخر ..
فالعطاء لن يؤتي أثاره إن لم يفتح له الطرف الآخر ابواب القابلية .. وكأنه يرفع إليه حاجاته .. ويقول له اشبعها بعطاءاتك ..
إن حاجاتنا البشرية تماما كأقفال .. مفاتيحها عطاء الطرف الآخر ..
ولكنها أقفال مدفونة .. مغمورة ..
أقفال خفية ..
ومفاتيح تلف في الهواء لن تفتح أقفالنا .. وعطاءات لم تمس الحاجات .. لن تشبعها ..
لذا فيجب علي صاحب الحاجة نفسه أن يساعد شريكه .. ان يرفع له حاجته ... وكأنه يتحرش بعطاءه ..
لن اقول يساعد شريكه هنا .. إنما يساعد نفسه .. في اشباع حاجاتها ..
في الحصول علي الزواج الأمثل .. وحالة السكن والسلام الامتزاجي
...
وهنا يغمرنا ربنا بمسحة خفية ...
دعونا نتعرف عليها .. بروية .. خطوة خطوة ..
سألتني زوجتي يوماً .. وكنا نتحدث عن اسباب تسمية السور باسمائها تلك بالذات .. ووقد تطرقت لهذا في مدونة نفسي ابقي حامل ..
ووقفنا طويلاً حول سورة النساء ..
لماذا النساء .. ومقطوعات النساء وقضايا المرأة فيها لا تتجاوز خمس أو سدس السورة ..
هي قالت .. يمكن عشان المواريث .. أو عشان قضية تعدد الزوجات .. او .. او ..
قلت : دعينا نبدأ من الصفر ..
مالذي تتذكرينه حينما تأتي في بالك سورة النساء ..
قالت لي : هي بالنسبة للجميع .. اصعب سور القرآن .. فهما .. وقراءة .. وحفظاً ..
سورة النساء .. تثير في الذهن صورة ذهنية حول التعقيد .. الغموض .. الحاجة إلي التعمق .. التروي .. لتفهمها ..
قلت لها : وهكذا النساء أنفسهن .. وهكذا أراد الله أن يلمح ..
بما بدأت النساء .. بدأت بأمر للتقوي .. لله الذي خلق الأرواح وخلق من ذات كل روح زوجها .. ذاك الذي تتناغم معه وحده توتراتها ..
مفتاحها الوحيد الذي يفتح مغاليقها ..
اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ..
واتقوا الله الذي تسائلون به والأرحام ..
الارحام مفتوحة .. مفعول به ..
اي اتقوا الله .. واتقوا الأرحام ..
ومعني التقوي بالتأكيد ليس الإجتناب .. كالوقاية ..
إنما معناه التحري ..
طبعا حنطول أوي لو تعمقنا في معني التقوي ..
ولكن خلينا نختصر الموضوع .. ونقول إن التقوي حالة من التركيز ,,
من أول ما تصحي لحد ماتنام .. مركز مع ربنا .. واخد بالك اوي .. إيه اللي يغضبه .. وايه اللي يرضيه ..
إيه اللي يوافق شرعه .. وإيه اللي يخالف صبغته ..
وربنا هنا في بداية الصورة .. يجمع الله والأرحام كمفعولين (أو مفعول ومعطوف بدون فذلكة نحوية ) لفعل واحد ..
يعني باختصار بدل مايقول اتقوا الله واتقوا الأرحام ..
قال اتقوا الله والأرحام ..
وكانه أراد أن يثير في الذهن حالة في التعامل مع الأرحام من التحري والتركيز والانتباه كحالة تقوي الله مع حفظ المقامات طبعا
والأرحام دون خوض في التفصيلات .. كل ما كان بينك وبينه اتصال له علاقة برحم ما ..
والرحم هو بيت الولد
فلماذا نحصر فكرة الأرحام عن الأقارب .. وننسي أن من هي في بيتك تلك .. هي أقوي أرحامك ..
بل هي رحمك رحمك
فهناك رحم نبت أنت منه وهي امك .. ورحم زرعت أنت فيه .. وهي زوجتك
لذا فخلاصة الموضوع .. أن السبيل الأوحد لحياة زوجية سعيدة .. هي حالة التركيز دي
حالة التقوي
نعم اتق زوجتك
خيانتها .. شرك بتقواها
وحب غيرها .. اتخاذ لند لها ..
قرش يصرف علي سواها .. هو قربان يقدم في غير معابدها
خلوة بغيرها .. صلاة شرك لما عدا قبلتها
فضفضة نفسية مع أخري .. هي كفر بدعاءها
وهكذا الكثير
زوجتك .. في قلبك -طالما لم تزل زوجتك الوحيدة _ فتوحيدها .. ودعاءها .. وتحري مواضع رضاها واتقاء ما يحزنها
تلك هي التقوي
انك تبقي مركز .. واخد بالك في كل حركة وكلمة .. وكانك حتحاسب علي كل ثانية
التقوي حالة اشهي من العشق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق