السبت، 7 مايو 2011

الحبل البعيد ؟؟!!

احياناً نفيق .. فتؤلمنا الإستفاقة ..
تماما كأوجاع ما بعد التخدير .. وهلوسات الاستفاقة ...
نسمع موعظة ما .. أو نزدري الشكل الحاضر لحياتنا .. فنصرخ بأنفسنا قف ..
حان وقت العودة ..

هنا تدلف الهلوسات .. ولكنك اصبحت بعيداً للغاية .. 
لقد سرت في الغي كثيراً .. وغصت في مستنقعات الضلال عميقاً للغاية .. 
وأصبح نور الشمس بعيداً للغاية ..
وتلك حقاً هلوسة ..

أو باسمها الأدق وسوسة .. وسوسة لاثقال اقدامك عن العدو والارتماء علي باب المولي .. والتمرغ في جنبات العناية القدسية ..
وسوسة يلقيها شيطان ماكر .. تتلقفها نفس كسلي مستمتعة بإباحة الممنوع علي طرقات الغواية ..

وهنا تأتي الحقيقة الغائبة ..
الطريق مهما كان في الغي طويلاً .. فالرجوع إلي طريق الحق دائماً قصير للغاية ..
هو انتقال آني .. ذاك الحلم الذي يداعب خيالات علماء الفيزياء في النقل الفوري للجزيئات من مكان لمكان ..
وكأنك ببساطة تبدل البيئة المحيطة .. لا المنتقل .. 



وهكذا الانتقال من الظلمات إلي النور .. 
إن الأزقة البيضاء المؤدية إلي شارع النور من أحياء الظلام كثيرة للغاية .. وقريبة للغاية .. ومنتشرة للغاية ..\
يافتي ..
لا حاجة للراحة .. ولا داع لاستبطاء المقصد .. أو استثقال المسافات ..
فحين يكون السير إلي الله فلا حكم لقوانين المساحة .. ولا سيادة هنا لجغرافيا المسافات .. أو لفيزياء الانتقالات ...وميكانيكا الحركة ..



ألم تسمع عن ذاك التائب تقترب به الأرض إلي النور .. وتتمدد مسافات الظلمات ورائه .. ولم يفعل حسنة واحدة في عمره .. سوي أنه قد سار بقلبه نحو ربه ..
وذاك الذي يحدث نفسه بالسير .. "إن أتاني يمشي أتيته هرولة "
من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً ..ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً ..
نعم فأنت لا تسير وحدك .. مقصدك يافتي ليس ساكناً في انتظارك ..
هو يعدو نحوك _دون تكييف أو تمثيل _ وبقدرته يزيد انطلاقك .. يجذبك .. يدنو .. ويدنيك ..

فكيف تحكم بقوانين المسافات الخرقاء .. وكيف تلتفت إلي فيزيائية التناسب العقيم .. 


يافتي خطوة بالشبر نحو الله تعادل ذراعاً وشبر نقصاً في مسافات الضياع .. والله يضاعف لمن يشاء ..
ذاك في قانون الخطوات ..
أما في قانون الاتيان .. قاون الانجذاب .. قانون السير .. فلا حدود هنا .. ولا قواعد هنا ..

السير سير القلب ..
أحياناً مجرد خطرة .. أو فكرة .. أو لمحة .. أو دمعة .. تختصر مسافات الغرق .. وتحمل الشمس إليك بدلاً من أن تحمل نفسك إليها ..


يافتي .. 
ولقد خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ..
وحبل الوريد ..
هو الحبل الذمختص بالواردات .. الحسية والحركية والمعلوماتية بل والدموية الرئيسية ..
الحبل الشوكي في افضل التفسيرات ..
ذاك الحبل الذي يجعلك تسحب يديك لحظة مس شيئ ساخن .. حتي لا تصاب بالحرق ..

جزء من الثانية ..
سرعة انتقال للمعلومات والاحاسيس لا مثيل لها في الأكوان ..
اتعلم تلك السرعات .. وذاك المكان المتوسط في ذاتك ..
بل هو ذاتك ذاتها .. فهو يصنع عقلك بالأعلي .. وأعصابك بالأسفل ..


هنا ..
الله اقرب ..

اتدري .. يافتي .. 
ساصمت الآن ..

لست بعيداً ..
فقبل أن تخرج الكلمة الآتية من عقلك إلي اصابعك لتكتبها ..
وقبل أن تتماثل لعينيك فتقرآها ..

الله اقرب منها ..
الله اقرب من كلمة ..

الله ...

ليست هناك تعليقات: